- الفنان المصري المهندس ( جلال المسري Galal El Missary ).. العملاق الضوئي اللطيف ..
- – بقلم : فريد ظفور
- الصورة لعلها تخترق جدران وحدود البلدان وتحاول الوصول الى شغاف القلب..والمصور الفنان كلما حاول الدنو من التواضع استطاع جاهداً أن يتبوأ مكانة رفيعة في مجتمعه الضوئي وهذه المكانة لعمري تمنحه العظمة..وبذلك لابد من توافر أكثر من عنصر لإرتقاء الفنان الضوئي في السلم البياني الصاعد نحو شهرتة.. من خلال ما تسلَّح به من علم وثقافة ومعرفة فوتوغرافية وإطلاع واسع ..
- ضيففنا فنان مهندس خفيف الظل اعتدنا أن ندخل عوالمه الضوئية عبر صفحته على الفيس ومن خلال معارضه وأعماله ومساهماته في الأوساط الثقافية ومعارضه الضوئية والفنية أسواء عبر المحاضرات أو لجان التحكيم أم عبر دروسه وحلقات البحث التي يتحفنا بها..
- يحاول الأستاذ جلال طرح تساؤلات عن قضايا ضوئية معقدة ومزمنه تستأثر بمساحة واسعة من تفكيرنا وتلهم الكثير من مشاعرنا حتى تخلخل سلوكنا وتصدمنا أعماله الجريئة والجميلة..فتصبح جزءاً من مرافقينا مع القهوة الصباحية وبالرغم من أنه يدرك حجم النتوءات المتحجرة والملتصقة على سطح علاقتنا الإنسانية بفن التصوير..ويتعدى ذلك ليعلمنا بأن البحث عن الحقيقة في التراث والثقافة الضوئية مجرد لعب بهلوانية على أسلاك شائكة ..لأن الكثير منا يلبث قناعاً يخفي عفويته الفطرية الصادقة ويقفل أبواب الواقع بهذه الأقنعة ..غير معترف بأن لكل زمان رجاله وأن الشباب له دوره في السير في ركب الحضارة واستلام سدة الريادة في عصر التقنية والمعلوماتية.. ويعتبر الأنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي على الفيس وغيره دليلاً على تفوق الشباب في التعبير عن رؤية واضحة وعصرية لمثل هذه العلاقات الإنسانية المعقدة التركيب ..التي تحتاج الى خبرة الكبار وتجاربهم وتحليلهم الفلسفي..إذن يلتمس الأستاذ جلال بأنامله ويواكب الجيل برفق وحذر من تلك الأقنعة التي نغلف فيها وجوهنا كل صباح عندما تبدأ رحلتنا الصباحية الضوئية اليومية ولديه مفاتيح سحرية لقرائتها وهي تتشرنق تلك الأغلفة الجلدية..وفي الرموز والتورية هما مبضع الجراح جلال الذي يستخدمه في علاج جراحاتنا الفلسفية والخرافة هي رمز للعلاقة المتوترة أو صراع لمواجهة بين القديم والجديد والذي يأخذشكلاً متنامياً بتنامي وتطور الحياة وتقدم التكنلوجيا..وهو صراع إثبات الذات واستعراض القوة لكليهما..
- لم يعمد المسيري لتوثيق مشاهد صوره بشكل كلاسيكي بل بشكله الواقعي مع مسحة الإبداع ليجعلها كممارسة حياتية عفى عنها الزمن ودخلت متحف التاريخ في ثنايا التراث الفني لبعض المجتمعات وإنما كان إطار تناوله لصوره يبرز كقيمة فكرية جمالية فلسفية لعرض قضية تتفاعل حيثياتها يومياً وكثيراً مايقال بأن الصورة هي ترجمة الواقع وانعكاس لنفسية الفنان وتجربته الشخصية وخبرته الضوئية وهي مرأة لمجتمعه بكل الأبعاد الإنسانية طارحاً القضية الإنسانية وتشابكها ومختزلاً في صياغاته الضوئية الفنية إيحاءاته الفكرية التي جاءت ببساطة في تركيب الصورة لخدمة الموضوع والمجتمع وأشحاصه في الكادر المُصوَّر..
- للولوج الى عوالم الفنان جلال لابد من أن تتوضأ بعطره المعرفي الضوئي والهندسي ..فقد إتسعت رقعة علاقاته بالفوتوغرافيا في محيطة المصري ثم انتقلت تباشير أعماله الى المجتمع العربي والعالم ..فقد أسرج خيوله الضوئية على أحصنة الفوتوغرافية ..متأثراً ومتتلمذاً على يد نخبة من أساتذة الفن الضوئي من الرواد في مصر والعالم ..ناهيك عن خبرته ودراسته في الهندسة الفنون البصرية من كتل وتضاد ولون وأبعاد شاقولية وطولية وأشكال دائرية ومثلثية وهرمية .. وغيرها كلها شكلت في مخزونه المعرفي الضوئي بواكير تفوق وأساسات داعمة لبناء أرضية فوتوغرافية يقيم عليها برجياته الجمالية الضوئية …ولن ننسى علاوة على تصويره المدن والحارات والآثار المصرية الفرعونية والعربية و|لإسلامية..لاتسطيع الدخول الى محرابه الفني الضوئي دونما أن تتعمد في بحيرة عشقه للخيل والفروسية ولجمال الحصان والفرس العربية الأصيلة ..فتلاحظ مجمةومجموعات من صور الخيل باللون الأحادي وبألوان الطيف تسلب الألباب لدقة وتفاصيل الكادر ..
- ولعل هناك مايبرر لنا عشقه وحبه لتصوير الخيل ..لما تتصف به من صفات أعجبت معظمها الأستاذ جلال:
فالخيول العربية الأصيلة تتصف بصفات ومميزات بعضها خاصة بالخيول، العامه، وبعضها الآخر تنفرد بها من بين سلالات الخيول في العالم. ومن هذه وتلك:
1- حب الموسيقى : فالخيول وخاصة العربية، تحب الموسيقى وتطرب لها، ففي الحفلات والاستعراضات تتمايل بفرسانها على أنغام الطبل والمزمار وغيرها من أدوات الطرب
2- الصحة الجيدة :وتتميز هذه الصحة بجملة أمور منهاالخصوبة العالية
3- الصبر والقدرة على تحمل المشقات والفوز بالسباقات الطويلة : إن قدرة الخيول العربية الأصيلة على تحمل المتاعب والمشاق يفوق كل وصف
4- الشجاعة والحماسة : نتيجة الحياة القاسية التي عاشها الحصان العربي الأصيل مع العرب في صحرائهم الموحشة وبين الحيوانات المتوحشة، هذه الحياة المليئة بالغزوات، والحروب، فقد اكتسب شجاعة نادرة أصبحت عبر القرون جزءًا لا يتجزأ من حياته النفسية،
5- الذكاء والفطنة وحب التعلم:يتمتع الحصان العربي الأصيل بذاكرة حادة، خاصة بالنسبة إلى الأماكن التي يمر فيها،
6- الوفاء لصاحبها والتضحية في سبيله :إن الخيول العربية الأصيلة وفية لأصحابها، وخاصة إذا كانوا هم الذين يقومون على تربيتها وتدريبها بأنفسهم
علاوة على تصديه للناس في الشوارع والأرياف ..مستعملاً فرشاته الضوئية ( العدسة )التي يلون بها كوادره الإنسانية بصبغة جمالية آخاذة تسحرك وأنت تتابع مايقدمه لك من تضاد وألوان حارة ليظهر لنا الأشخاص بلباسهم وأزيائهم..و ليؤكد التصاق الإنسان المصري ببيئته وبوطنه..
من هنا ندلف للقول بأن الأستاذ جلال قد شغل الوسط الفني والثقافي بأعمال متفردة لها ايقاعها الفني ببصمته الخاصة التي قلما نجد نظيره عند غيره من أقرانه ..ولاتستطع الصفخات القليلة إعطائه حقه ..لأنه قدم لنا من صومعته ومحرابه الفني أجمل الأناشيد الفنية والتراثية وأبجدية الألوان السبعة واللون الأحادي بكل اقتدار وتقنية وحرفية جعلته في مصافي الفنانين العالميين .
- والأستاذ جلال يكون بذلك خير سفير يتجوب كل عواصم البلدان ..وهو عضو في اتحاد المصورين العرب وفي الإتحاد المصري وعضو في الإتحاد الدولي الفياب للتصوير ..وأستاذ لمادة التصوير وقد نال العديد من الجوائز المحلية والعربية والعالمية..