- عرض أكثر من 800 عمل فني استثنائي وبإنتقاء 19 مقيماً وبتوقيع لأكثر من 120 مصوراً في عالم من الفوتوغرافيا التي استضافتها إمارة دبي في شهر آذار للعام 2016م
- معرض دبي للصورة للعام 2016 م أيقونة العالم وجمان الفوتوغرافيا العربية
- – بقلم : فريد ظفور
- في دبي عاصمة الإمارات الثقافية وعاصمة الثقافة الضوئية العربية..يقف شامخاً معرض دبي للصورة عام 2016م كشموخ الجبال و جبروت الأرض ..
- إنه متحف فوتوغرافي ..يحكي لنا عن ماضي الصورة الضوئية ويحثنا نحن والأجيال القادمة ..ويُسجل بالشكر والإمتنان والعرفان لتلك الجهود الخيرة والأيادي المعطاءة التي أو جدت هذا المعرض بل هذا الصرح الحضاري التاريخي في ذلك المكان الذي يضم بين جنباته مدينة للإبداع والتصميم..وذلك ضمن أربعة قاعات بل هنكارات كبيرة تجمع تاريخاً وأحداثاً لزمن بعيد لُيعيد لنا رونق الفن الضوئي وأبجدياته في تقديم الصور من مختلف البلدان بوقائعها وخبرتها وتقنياتها باللون الأحادي وبالألوان ضمن صور معلقة على الجدران تحكي لنا قصص وحكايا التصوير من أبجد هوز و من الألف الى الياء قصة الرسم بالضوء..وأسطورة الفوتوغرافيا العربية والعالمية..
- جهود جبارة استمرت أشهر من العمل الدؤوب لكي يجسدوا تألق وفرادة إمارة دبي في صنع الحدث صنع المستقبل للصورة العربية والعالمية ..وكان ذلك بمساهمة ومساندة من تعاضد خبرات جائزة حمدان للتصوير الضوئي وبالتعاون مع القائمين على معرض دبي للصورة ..ليصبح حكاية الإعلام وحكايات الميديا على عظمة وتقنية التنظيم والترتيب..ونقف أمام هذه الجهود كشاهد إثبات أمام بوابة التاريخ لنتأمل بإعتزاز وفخر عظمة الصور المعروضة..نتفحص ونوجس ونقلب أنظارنا وندور في أروقة الصالات الأربعة ..لنجد عذوبة ذلك الماضي الضوئي الجميل لفن الصورة ..فيه التراث والقيم الجمالية والأصالة التي لم تستطع تضاريس الحضارة وأنياب الزمان وتغييرات المكان أن تشطب ذلك التاريخ العربي من الذاكرة ..حيث يقف جناح الإمارات وجناح مصر والجناح المغربي ممثلي العرب في هذه التظاهرة الفنية الضوئية..لتبقى أعمالهم خالدة نقرأ من خلال تدرجات ألوانها الأحادية وصورها الملونة وماقدمه سمو الشيخ حمدان من صور وثائقية كانت مفاجئة وجميلة عن ماضي الإمارة دبي .. وهذه كلها تؤهلنا للغوص في أعماق ذلك التاريخ الجميل للفن الفوتوغرافي..
- وتلك الإضافة التاريخية التي توجها سموه من خلال مقتنياته كانت إضافة فريدة..وذلك لنشر ثقافة الصورة الوثائقية وأهميتها عند جيل الشباب وعند كافة الناس..
- ضمن المكان وعبر بواباته الأربعة المعنونة ( المعارض الشمالية المعارض الجنوبية ..المعارض الغربية المعارض الشرقية ) .وهذا له دلالاتها الرمزية لأنها تخلط الأوراق الفنية وتعتبر الجميع سواسية كأسنان المشط ..لا يوجد كبير ولاصغير في عالم الفوتوغراف ..ولكن لكل رؤاه وفلسفته الضوئية في طرح مفاهيمه الفوتوغرافية برؤيا بلده ..
- ومتحف الصورة الرباعي الأبنية التي تتوزع على جنبات جدرانه الأعمال والصور الفوتوغرافية من 23 دولة وبتوقيع 120 مصوراً ومصورة وحجم وعدد الأعمال ناف عن الــ 800 صورة وبقيادة 19 قيّماً فنياً من شتى أصقاع المعمورة..وتنوعت المعروضات بشكل يجعل للزوار وللصحافة والمصورين والمهتمين الفرصة في قراءة تاريخ التصوير ومعرفة مذاهبه ومدارسه وأهم صناعه ومصوريه..وحتى الدارسين ضمن هذا المجال فإن تنامي تسلسل وتقنية وأحداث وأشخاص والأماكن التي أخذت بها الصور ..تسهل اختصار مسافات البحث في مادته الفوتوغرافية العلمية والتقنية المراد تحقيقها ..
- هذا المعرض الذي حظيت أمارة دبي بتنظيمه ورعايته..لندرته في دول الخليج والدول العربية والشرق أوسطية ..لذلك فإننا أمام حدث إستثنائي وهو بلا شك ثروة تاريخية للفن الضوئي لما يحتويه من كم وكيف بالمعروضات الضوئية.. ولهذا فإننا أمام تاريخ مرئي يظهر ويوضح لنا القيمة التاريخية الضوئية لكل صورة أو لوحة فوتوغرافية عرضت في المتحف ..فمنها ماهو قديم ومنها ماهوحديث ..
- ويضم أحد الأقسام جانب من متحف الصورة حيث يحتوي بين جنباته وعلى جداراته مجموعة نادرة من الصورة للقادة والأمراء في دبي وغيرها وهي من مجموعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد وكانت بتوقيع مصور مخضرم عمل لسنوات في مجلة العربي الكويتية في ستينات القرن الماضي ..إنه المصور المغترب واللبناني الأصل أوسكار متري الذي كرمته جائزة حمدان في إحتفاليتها بالعام السادس بآذار للعام 2016م عندما كان عنوان جائزتها الحياة سعادة أو السعادة ..
- وتشكل هذه المجموعة النادرة من الصور التي قدمها من أرشيفه سمو الشيخ حمدان قيمة تاريخية والتي من خلالها يكتسب متحف دبي للصورة مايجعله صرحاً مميزاً في تاريخ الإمارة المعاصر..وسوف يكون له شأن كبير يكسبه هذا الجانب المضيء من التاريخ التوثيقي للإمارات العربية المتحدة..الذي تم على منهج علمي وتقني ممنهج للمحافظة التراث..
- وعندما تتواجد داخل ذاك المتحف العجائبي الضوئي النادر فإنك تشعر فعلاً بانك خارج زمنك وبمكان آخر يوصلك الى حلم الجنة الفوتوغرافية..ويمنحك فرصة استنشاق عبق الماضي وأريج المستقبل..ويمنحك جرعة أمل بصناعة الإنسان وبالإختراعات والبحوث الضوئية المتقدمة ..هذا هو الوجه الحضاري الجميل لبلد صغير لكنه عملاق في كل شيء ..ولاسيما السياحة والثقافة والمال وعجلة الإقتصاد ..وغيرها من المرافق التي دائماً تكون فيها إمارة دبي في السدة الرئسية في كل الأمور ولا يرضى القائمون على رعايتها بديلاً عن المركز الأول..فمرحى لهم على إجتهادهم وتطورهم اللامحدود في كل القطاعات الثقافية والأدبية والعلمية والإجتماعية..وهذا الوجه الجميل لإمارة دبي عندما تقترب منه تدرك بأنك أمام ثروة معرفية وفنية غنية بكنوزها التاريخية بكل التسميات وهي حقاً تستحق تلك الريادة..
- ويزخر معرض دبي للصورة في أروقته وأجنحته الأربعة بأنواع وصور نادرة لكبار المصورين وحتى للهواة المميزين ..حيث تعرفنا من خلال أعمالهم على تجارب الشعوب ورؤاهم الفنية التشكيلية والتوثيقية وبكافة أنواع التصوير من بورترية وآثار وعادات وطبيعة وكاريكاتير الصورة والفن المفاهيمي والكلوز آب وكافة أطياف الفن الضوئي ومدارسة القديمة والحديثة..
- ولم ينسى القائمون على المعرض أن تاريخ التصوير لابد أن يرافقه ندوات ومحاضرات ومنتديات رافقت أيام الإحتفالية مع تعاون مثمر وفعال بينهم وبين جائزة هيبا..أعطى لعشاق التصوير ومحبيه وللميديا والإعلام المقروء والمنظور والمنطوق فرصة سانحة لمعرفة خطط وبيانات واضحة عن كل الصور المعروضة وعن رواد التصوير وأساتذته ..
- فكانت الصور بتدرجاتها الرمادية وباللون الأحادي وبكل ألوان الطيف وبكل الأشكال والحجوم ..تقف أمامك شامخة شاهدة على الزمكان وقصة كل صورة قدمها المصورين المشاركين..
- وتقاليد الدول المتقدمة فوتوغرافياً كانت نمط آخر يضيفه المعرض لزواره الذي لايترك شيئاً عن السلوكيات الإنسانية المرتبطة بتاريخ الفن الضوئي دون وجود صور معبره ..لتعي أنك أمام متحف يجتم تحت سقفه الكثير من التجارب والتقنيات الفنية الفوتوغرافية القيمة تاريخياً والنادرة نسبياً ..وهكذا تكتشف بأن معرض دبي 2016 إنما هو تاريخ يحكي قصة الصورة ومهارة المصور بالفن الفوتوغرافي وبتقنياته المستعملة لإنجاز تلك الصور..
- وهذه الثقافة البصرية بما تحمل من تجارب الشعوب وتاريخها يعود للقرنين العشرين والحادي والعشرين ..وهي أربع هنكارت متتالية بكل الإتجاهات الأربعة..تسجل لنا كيف تمكن الفنان الضوئي من صياغة وصناعة ماضيه ومستقبله ليترك لنا كماً هائلاً من اللوحات الضوئية الثمينة والنادر رؤيتها الا في هذا المتحف الضوئي..وما زالت جوانب هذا المعرض تنتظر الكثير من المشاريع المستقبلية التي ستكون بمثابة نقطة مضيئة في تاريخ ثقافة الصورة العربية التي رائدتها وعاصمتها إمارة دبي..وستكون بمثابة الشمولية في المجال الفوتوغرافي ليبقى هذا الصرح الفوتوغرافي شامخاً للتاريخ الفني وللبشرية جمعاء..
- لقد كانت جولتنا بالمعرض تاريخية توقفنا أمامها بشكل سريع لنعطي لمحة عن متحف ومعرض دبي والذي سيكون نواة لمعرض اكسيبو دبي 2020..ولكل المهتمين ولقراء تاريخ الفوتوغرافيا ..بمجموعة الصورة المميزة التي تجسدها جداريات المعرض..