- المايسترو صلاح حيدر قائد أوركيسترا صحيفة عرب فوتو يقدم لنا أجمل المعزوفات الضوئية بكونشرتو الصورة..
- – بقلم : فريد ظفور – رئيس تحرير مجلة فن التصوير
- منذ البدء عليَّ أن أشير الى أن المقالة تأجلت ولها علاقة بالمكان ..لأن الشعور بالمكان يبتديء عندما يشعر الإنسان بقيمة الرحم ويبدو أننا نحب أمهاتنا لأنهن كن المكان الأكثر دفئاً لنا وتعلقنا بالمكان بعد ذلك هو إستمرار للتعبير عن حبنا لهذه الأم التي قد تكون قاسية أو ودودة أو رحيمة ولكنها تبقى صلة الوصل بالعالم الذي يحيط بنا وبغداد ودمشق وكل المدن العربية.. ودبي بالنسبة لنا هي المفتاح الذي دخلت عن طريقه الى مفهوم الوطن في البداية ومفهوم الكون الأوسع في نهاية المطاف ..وكان لجائزة حمدان للتصوير الضوئي في دبي التي كانت محطة اللقاء الأول مع الزميل صلاح حيدر وغيره من المبدعين العرب والأجانب في الميديا وفن التصوير الضوئي.. وجائزة حمدان للتصوير هي حالة إبداعية من رد الإعتبار الى مجتمع جديد ينمو بالمال ويريد أن يقول أنني أمتُّ للثقافة والفن بصلة..وهذا ماجعلني أعتنز وأحترم الجائزة والقيمين عليها..لأنها تفوقت على الجوائز الحكومية السلطوية في الوطن العربي..
- الصورة العربية امتلكت حصانين ماهرين يدفعان الفن الضوئي بها الى الأمام ..الأول هو ذاكرة وخبرة رواد التصوير في الوطن العربي..والثاني أن الجيل الجديد من المصورين الهواة والمحترفين لم يقف من التطور التكنلوجي وعالم النت والتواصل الإجتماعي موقف المعادي ..لذلك تعلموا بسرعة ..بل وتفوقوا وأصبح المصور العربي يحصل على الجوائز العالمية وينافس الآخرين من جهابذة الفن الضوئي في الدول المتقدمة..
- نتناول في هذه العجالة أحد المبدعين العرب في الفن الضوئي..علنا نقدم ونسلط الضوء على تجربة قد تنور السبل فيتعدل مسار المواهب العربية الفوتةغرافية لتنطلق في عوالم غنية برؤاها الفنية الجمالية التي تعقد أواصر الصداقة بين المبدعين والمتلقين..
- إننا نفرح لكل موهبة فنية أو أدبية عربية لأنها بوارق أمل تكمل مسارنا الفني الحضاري بإغنائها الوجدان والرؤية الثقافية فتتوهج النفس وتصح العزيمة في عالم التحدي عالم السرعة والتقدم التكنلوجي المذهل ..وفي عالم لايرحم ولا يعرف إلا الأقوياء..ولكننا نوقن أن الفن يعتمد على مباديء ومصطلحات تميز بين النصَّال الضوئية الحاده والسيّوف الفوتوغرافية الخشبية وبين طيب المأكولات والقطوف والفقاعات الملونة والزبد على سطح البحر ..ولكي نفسح السبل أمام الطاقات الإبداعية والمواهب الفنية الرائدة في الفن البصري ..نفتح أبواب قلوبنا بوضوح وصدق ومودة لنعرف شبيبتنا بهؤلاء المبدعين والمميزين في عالم التصوير الضوئي العربي..
- إن التلوين والبرامج المعالجة قد تطبق على صورة عادية فتحولها بحسب المقامات والتدرجات اللونية الضوئية الى صورة تصحبها آلاف التدرجات التي تعزفها لكنها لن تحولها الى لوحة أو صورة إبداعية ..فقد ظغت التشكيلة اللونية الهجينة وكاميرات الديجيتال والموبايل على أجواء التصوير حتى اعتقد البعض بأنها جواز مرور لا حاجة معه الى إدراك أبعاد الدلالة والرموز في الصورة فالمصور الضوئي لن يبلغ غايته بتوجيه رسالة الى المتلقي إذا لم يمتلك ناصية وأبجدية التشكيل والتركيب الحامل لما يجول في خاطره من أفكار مبدعة ومحزون ثقافي فني فوتوغرافي..
- وفي زمن أصبح فيه التصوير موضه ..ونحن خبراء فيما نريد وهم خبراء فيما نحتاج والسؤال المطروح لماذا نشتري الكاميرات والموبايلات وغيرها..ومن يضبط زر الشراء في دماغنا ..في زمن صعد فيه نجم كاميرات الديجيتال حيث أننا سننتقل من المخابر والإستديوهات الفوتوغرافية الى المنازل والأجهزة الشخصية أو مايسمى استديو المنزل
Homme photo سيما وأن مكانة كاميرات الفيلم بدأت تتعرض الى الإتقراض والتآكل لصالح علوم الديجيتال وذلك مع إعترافنا بسيطرة عصر التواصل الإجتماعي المتشابك..
وكما أنواع التأمل الفوتوغرافي الكثيرة التي انتزعت من صبغتها التقليدية الفلسفية واتخذت طابع ممارسة تسكينية للآلام النفسية الفوتوغرافية ..حيث أن الفكر الفلسفي الضوئي ينتزع من جذوره الفلسفية وتسلب منه طقوسه التي كانت يوماً طريقاً للوصول الى عمق الفن الضوئي وتحولت تلك التطورات التقنية وتلك الطقوس الفوتوغرافية التي أضحت بعيدة نسبياً عن لب الفكر ..الى هدف ومبتغى بحد ذاته عند جيل الشباب الجريء والذكي والمتحمس والذي ترفع له القبعة ولكن مايعيبه هو عدم احترامه وتقديره للرعيل الأول وللكبار وللخبرات التي يمتلكها من سبقهم في مضمار الفن الضوئي..
ويبقى الصراع بين الأجيال وتبقى أدوات التصوير ومعداته عائمة في بحر من الإستهلاك لكل ماهو حديث ومبتكر…أو لكل صرعة وموضة..
ويمكن لأي متتبع صحيفة عرب فوتو بقيادة ربان سفينتها الفنان صلاح حير أن يلاحظ إتساع خارطة الصحيفة في الآونة الأخيرة وشمولية أبوابها ومواضيعها التخصصية التي ينتظرها الهواة والمحترفين من شنتى أصقاع المعمورة..وأيضاً جهوده في أكاديمية التصوير العربية أوسان وكذلك ماقدمه في إتحاد المصورين العرب في الشأن الإعلامي طيلة سنوات ..ناهيك عن الدورات التدريبية والتعليمية وورش التصوير في اليمن الشقيق وغيره ..ومشاركاته في منتديات عن التصوير في دبي في حفل توزيع الجائزة بالدورة الرابعة الحياة ألوان..في العام 2015م..
لقد خاض المصورين العرب المعاصرين في المواقف والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل التي استحدثت على الشبكة مع تطور وسرعة التواصل بين الجميع من هواة ومحترفين..ومع تطور تقني ومادي حاصرنا ومع تركيب مزدحم الأركان تسارعت فيه الإشارات والقنوات والصفحات ..فلم يعد كثيرون يبصرون مواطن الخطوة التالية بعد بعض النجاحات والجوائز التي حققوها ..فالأرض لاتبقى معالم نهتدي بها ولعلها يئست وتركتنا نحن أبناء هذا الزمن نجرب فاجتاحتنا النوازع بمفارق الطرق الضوئية وتبدلت سلم القيم الجمالية والضوئية ..وغامر بعضهم بكل الأيام التي ينتظرونها .. كانصباحاً تأخرت شمسه الفوتوغرافية ولايدري المصورين هل هم في نوم طال أمده أم أنهم غدوا كالنيام رغم سيرهم وغشيانهم الأسواق الفوتوغرافية والعمائر الغاصة بالعيون والأيدي المتدافعة والمتشوقة للمعرفة الفوتوغرافية..ثم يصل المايسترو صلاح ويفتتح بنافذته عرب فوتو عالم من عوالم الفن الضوئي ليقدم لنا مع نخبة من مثقفي وصحفيي ومحرري ونقاد ومصورين هواة ومحترفين..وليقدموا جميعاً مع قائد الأوركسترا الضوئية أجمل الألوان وأعذب التدرجات الرمادية ..بعدسات المبدعين العرب والأجانب..
ان الأستاذ صلاح حيدر يرسل السهام الفوتوغرافية لتنطلق في فضاءات رحبة يتشوق معها البصر والعيون ورغم المشقة في تتبع التحديث في مواضيع الصحيفة فنحن معشر الصحافة ندرك أن المايسترو لم ينأى أو يأول جهداً الا وقدمه ليرفع شأو الصخيفة لتصبح في مصافي العالمية رغم وجود خضم من المصاعب والمنغصات من أمور مادية ومعنويه تعيق وتكبح جماح العطاء الأكبر..ان فناننا حيدر واحد من صناع الحلم العظيم ويتشبث بالأصالة والفن ورح التجربة المغامرة ولعلى صفحاتها وأبوابها حافلة بالشواهد التي تقدم وجبات ضوئية تخص كافة المهتمن بالشأن الضوئي..