في نصف الكرة الشمالي , و تحديداً في جنوب البحر المتوسط , ارض الحضارات و التاريخ و العلوم ,اجتهد الانسان في صراعه مع الطبيعة الى تقسيم الزمن , فكانت السنة و الشهر و اليوم , و الفضول الاربع و غيرها , و من تقسيمات الانسان الزمانية كانت مربعانية الشتاء ,و المعروفة لدى العامة بالمربعانية , الجميع سمع بها , و الكثير يجهل ما هيتها ,و اسباب تسميتها و صفاتها , و هنا اقدم لكم وصف موجز عن هذا الموسم الذي رسخ بذاكرتنا الخير الوفير , و الشتاء ,كذلك البرد , و الرياح.
ما هي المربعانية؟
هي فترة يشتد فيها البرد وتستمر أربعين يوماً، ومن هنا أتى الاسم.
ويأتي دخول المربعانية بعد خروج الوسم، ويختلف وقت دخول المربعانية من حساب إلى آخر، ففي حين نجد أن تقويم أم القرى يجعل دخولها في 7 ديسمبر نجد حسابات أخرى تجعلها في الأول من ديسمبر، وآخرون بين هذين التاريخين.
و من الصعب تحديد وقت دخول المربعانية أو خروجها في تاريخ معين لا تتقدم عنه، ولا تتأخر كشروق الشمس، حيث انها عبارة عن مجموعة من الخصائص الجوية المميزة ببرودتها النهارية والمسائية، واستمرارية الامطار إذا أمطرت، وتشكل الندى فجراً، وخروج البخار من الفم، وسقوط أوراق الشجر، فمتى ما وجدت هذه الخصائص فإن المربعانية قد دخلت.
و بالتالي و إن كان الإنسان قد وضع لها تاريخاً محدداً لدخولها وخروجها، فإن الطبيعة الجوية لا تخضع لتقويم الإنسان وتقديره، فقد تتقدم أو تتأخر أو تتخلف من عام لآخر، ومع ذلك أنا مع وضع تاريخ للمواسم كالوسم”.
لماذا سميت بهذا الاسم؟
و سميت مربعانية الشتاء بهذا الاسم لأن عدد أيامها 40 يوماً,الا ان عدد ايامها قد يختلف من سنة الى اخرى تبعاً للظروف الجوية السائدة , فقد تكون اكثر من 40 يوم في سنة , و اقل منها في سنوات.
أشهر مواسم السنة
وتعتبر المربعانية من أشهر مواسم السنة؛ لأنها جمعت الخصائص المناخية لمواسم السنة قاطبة، ففيها الحر، والبرد، والاعتدال، والرطوبة، والجفاف، والأمطار؛ لذا تعد العشرين يوماً من المربعانية وسمي، والعشرين يوماً الأخيرة ربيعي، كما تحتوي المربعانة على الليالي الأطول والنهار الأقصر في السنة، ويحدث فيها الانقلاب الشتوي، وهو الحد الفاصل بين البرد الهازل والبرد الجاد، حيث تبدأ فيها المرتفعات الجوية الباردة، وتؤثر على أجواء المملكة، وأن النجم الأول من المربعانية يعتبر من حيث التأثير يماثل جو الوسم؛ أي أن أواخر الوسم وأول المربعانية طقس امتزاجي متجانس من حيث درجة الحرارة، وحركة الرياح، والنجم الأخير من المربعانية هو أبرد نجم في السنة على الإطلاق في الغالب.
و تتكون المربعانية من ثلاثة أجزاء( أنواء ) ، كل نوءٍ منها يبلغ 13 يوماً، بدءاً بالإكليل ثم القلب، ثم الشولة، وفي نوء القلب يكون أطول ليل وأقصر نهار في العام، وفيه يبدأ ظهور الكمأ “الفقع”، ويندر قبل ذلك، وقد يتأخر ظهوره لتأخر الأمطار، أو شدّة برودة الجو , و تكون شدّة البرودة في الظل وداخل البيوت؛ لأن برودته ببرودة الأرض، بعكس برد الشبط والعقارب، فالبرودة غالباً بسبب الرياح، لذلك يكون وسط البيوت أكثر دفئاً.
و تكون المربعانية هي الحد الفاصل بين البرد الهازل والبرد الجاد، وبدخولها يكون فصل الشتاء قد دخل فعلاً، ويتمثل ذلك في هبوب ريح شمالية باردة، وارتداء الملابس الشتوية الثقيلة”.
في منتصف المربعانية، يبلغ الليل طوله والنهار قصره، وهو موسم برد الانصراف الذي يُقال فيه لا برد إلا بعد الانصراف، ولا حر إلا بعد الانصراف، حيث يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة، ويتكون الضباب في الصباح الباكر,و تبدأ فحول النخيل بالطلع من منتصف المربعانية، ويكثر طلع النخيل في نهاية موسم المربعانية”.
وفي نهاية المربعانية، يكون موسم البرد الرطب غير الجاف؛ أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف، ويدخل مع الإنسان في فراشه، وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد خفائه”.
نصائح مهمة
كما ينصح الخبراء في موسم “المربعانية” للمحافظة على صحتك اتباع النصائح التالية للتقليل من الاثار السلبية للبرد الشديد , و التمتع بموسم شتاء هادئ :
- متابعة الأرصاد الجوية أولاً بأول.
- تدفئة الجسم بالملابس الداخلية الشتوية حتى وإن كان الجو لا يوحي ببرودة شديدة
- الاكثار من شرب السوائل الساخنة .
- تغطية الرأس والأطراف و خصوصاً بفترة الشروق والغروب
- عدم الجلوس بالقرب من “النار” لفترات طويلة.