تعمل الشبكة الإجتماعية فيس بوك على شراء البيانات الخاصة بمستخدميها من أطراف أخرى لتكملة النقص في المعلومات التي لا تعرفها على مستخدميها، وذلك وفقاً لتقرير جديد نشر هذا الأسبوع حول الشبكة الواسعة للبيانات التي يمكن لفيس بوك شراءها.
ويوجد لدى الكثير من مستخدمي منصة التواصل الإجتماعي فيس بوك حالياً فكرة واضحة حول عمل الشبكة الإجتماعية بمثابة شركة دعاية وإعلان بقدر عملها كشبكة تواصل إجتماعي.
ويمكن اعتبار فيس بوك في المرتبة الثانية بعد شركة جوجل من حيث كمية البيانات التي تجمعها حول المستخدمين، ويبدو أن المعلومات التي يقوم مستخدمي الشبكة بمشاركتها حول أنفسهم ليست كافية للمنصة.
وتعتبر حقيقة قيام المنصة بشراء البيانات الخاصة بمستخدميها أمراً ليس جديداً، حيث وقعت الشركة في عام 2012 أول صفقة من هذا النوع مع شركة جميع بيانات المستهلك داتالوجيكس Datalogix الواقع مقرها في دنفر في ولاية كولورادو.
ويحتوي التقرير المنشور حديثاً على الكثير من التفاصيل والمعلومات التي توضح الرؤية التي يمكن لفيس بوك امتلاكها حول حياة كل مستخدم من مستخدمي المنصة.
وتعمل المنصة حالياً مع ستة شركاء بيانات في الولايات المتحدة الأمريكية وهم Acxiom وEpsilon وExperian وOracle Data Cloud وTransUnion وWPP، ويتركز عمل غالبية هؤلاء الشركاء على المعلومات المالية.
وتشمل البيانات الواردة من شركات البيانات تلك على فئات وأشياء مختلفة مثل إجمالي الأصول المالية السائلة القابلة للاستثمار بين دولار واحد و25 ألف دولار، وأفراد الأسرة التي تمتلك دخل إجمالي يتراوح بين 100 و125 ألف دولار.
كما تركز البيانات على الأفراد الذين يقومون بعمليات تجارية مدروسة والبحث بطريقة سهلة عن الصفقات الموفرة للأموال، ويشير التقرير على وجه التحديد إلى تركيز البيانات على سلوك مستخدمي فيس بوك بعيداً عن الإنترنت وليس ما يفعلونه على شبكة الإنترنت فقط.
وتأتي الغالبية العظمة من تلك المعلومات التي تجمعها منصة فيس بوك بشكل مباشر من كيفية تفاعل المستخدمين مع الموقع، حيث وجد التقرير أن 600 صنف فقط، من ضمن 29 ألف صنف فئات يوفرها فيس بوك لمشتري الإعلانات، يأتي من مقدمي بيانات الطرف الثالث.
ويعتبر الأمر الأخطر هنا هو الصعوبة الكبيرة جداً التي يواجهها المستخدم عند رغبته بالانسحاب وعدم توفير بياناته الخاصة من قبل مقدمي خدمات جمع البيانات ومشاركتها مع فيس بوك.
ويتوجب على المستخدم الاتصال بشكل مباشر بكل موفري خدمات جمع البيانات، وهي عملية قد تكون صعبة ومحصنة بنصوص قانونية معقدة يصعب على المستخدم العادي فهمها.
وتقول منصة فيس بوك أنها لا ترى حاجة لإبلاغ المستخدمين بالتفاصيل عن الكيفية التي تستخدم بها خدمات جمع البيانات الخارجية، وذلك لأن تلك الخدمات هي من تقوم بتعقب المستخدمين وليس فيس بوك.
وقال ستيف ساترفيلد مدير فيس بوك للخصوصية والسياسة العامة “إن توجهنا للتحكم وضبط فئات وأصناف المعلومات المقدمة من الأطراف الخارجية مختلف بشكل ما عن النهج الذي نتبعه فيما يخص الفئات والأصناف الخاصة بفيس بوك”.
وأضاف “ذلك لأن مقدمي البيانات الذين نعمل معهم يعملون بشكل عام على جعل فئاتهم وأصنافهم متاحة عبر العديد من المنصات الإعلانية المختلفة وليس فقط في فيس بوك”.