- طائر السعادة بجائزة حمدان الذي غاب …ونسر التحدي الجديد على الأبواب…
- – بقلم : فريد ظفور
- غاب عام آخر وانطوى كما صفحة الشمس وإندياحة الظل وعابر الريح ..إنما الشمس والظل والريح سرمدية في خلودها ..
- تنير وتفيء وتهب لتعطي الحياة معنى الديمومة والعطاء ومعنى القوة ..ونحن الأحياء نجعل من الذكريات مثوى الذين رحلوا وما رحلو إلا لأنهم باقون في ذاكرة المصورين ..ولايريد أحد أن ينسى أو ينأى أو ييأس من عطاء كانوا وقوده وكانوا دماً منه الزيت والمصباح ألق إبداعهم يضيء السبيل قدوة فنقتدي وأضاؤا الظلمة مطلاً للفجر الآتي هذا الذي اسمه التحدي ..الكبيرة في كبريائهم وعطاءاتهم حيث يتجلى الوعد الحق نيرة في النيرات وأملاً في القادمات..
- كانت بصمات عطاءاتكم وإبداعاتكم في الحفل الأول لتوزيع الجائزة …ثم الذكرى الرابعة بألوانها ثم الخامسة بالسعادة..لربيع جائزتكم الذي تتوشح بحلة قشيبة تلبس ردائها الأخضر العابق بالحياة والموشح بأكاليل أزهار الكرز واللوز..والربيع لا يرحل إلا ليعود ..لم تكونوا للوداع..ولا للرحيل بل كنتم الأمل بالغد المشرق والمستقبل الباسم ببيارق الأمل..قد تكون الذكرى للصمت بعض الوقت والتأمل في لحظة أكثر جدلاً ووقاراً ورهبة وإباءً وحكمة الصمت يجسدها عشاق الضوء ..وبغير كلام فالجائزة التي قدت من معدن نادر كانت السكينة حول نصب جائزة السعادة وكان الكلمات البيضاء في حديقة إحتفالية جائزة السعادة ..وكانت جموع الضيوف المحتشدين من ميديا ومصورين وصحفيين وكبار المصورين وأصحاب الجوائز والقائمين على الجائزة وكل عشاق الضوء..كانوا في إحتشادهم العفوي يزيدون الحقيقة الفوتوغرافية نوراً على نور .. لمن يعوزه النور في أنكم أديتم الأمانة الفوتوغرافية بكبرياء الصبر والصمت ..وتمجد القول بالفعل ..فمن كان قادراً أن يسبر عمق هذا الصمت فليجرؤ على النظر إليه..وليجرؤ على إستنطاق صمتهم..في وقفة الشموخ وقفة الرجولة وكالسيف في التماعه والمضاء حيث تنداح الرؤى فإذا الصمت المرين كان تفكيراً رذيناً وكان تدبيراً وبعده جاء الحفل السنوي للجائزة..و الجهد الجبار الذي سلب الأنظار..
- الحزن والصمت كان وقفة رئبال يقول ولا يقول ونفهم عنه دائما مايقولون ففي الخامس من عمر الجائزة للأعوام خلت..أنشب الزمن أنيابه في الأصيل من السعادة الجميلة التي عشناها..فكان وجوم وذهول وتذراف ودموع ووداع..ودعاء بعد دعاء بديمومة الجائزة ورعاتها..الا أن الحدث قد أفلت شمسه وغاب نهاره ..وزورق ذكريات العمر مع الأصحاب والأحباب عشاق التصوير والذي تحطم على صخرة الزمن ..لم يعد ذلك الماخر في عباب الحياة والزمن ليس قبيحاً أو غير قبيح..لأنه الوحش القاتل بغير قتال والذي سرق لحظات عمرنا من إحتفالية الحياة سعادة..فقد كانت الجائزة هي والحياة على كفاء بذلاً وعطاء وأخذاً وكل منا أخذ حقه ونصيبه واستراح ومن العبث في يوم منذور للذكرى أن نستعرض كل التفاصيل الجميلة ..تاريخاً على جبهة الفن الضوئي عربياً وعالمياً..ومن العبث في يوم للتأمل الهاديء أن نحصي عدد الإنجازات على جسم السنين الماضيات فلترقد الجائزة بسلام وهناءة تحت الراية العالمية المنسوجة والمبللة بعرق جبين أبطالها الميامين..فمن نسغهم في الجسارة على التحدي يجري نسخ في شرايينا نحن الإعلاميين ومنه الى عروق أغصان شجرة الحياة الفوتوغرافية ..تلك الجائزة التي ضمت في مطاويها عناصر الإبداع والتحدي ..
- وأقحوان جسد الجائزة وريحان آمال كبار..ولا يجوز لإمارة وجائزة يقودها سمو الشيخ حمدان ربان سفينة الإباع الضوئي ..أن تهاب في تحليقها المرتجى بجناحي نسر التحدي بروق السماء في عالم الإبداع..
- فتقبل منا وأنت تتكيء على صمتك منا الكلام وبعضه في صدق واسلم قوياً معافى مؤمناً واثقاً قانتاً في محراب العطاء والإبداع..ولكم التقدير والولاء في ذكرى عرس السعادة وطائره الذي غاب وأعذرنا إذا لم يكن لدينا سوى المحبة والتقدير والإحترام والولاء جهرنا به ونسأل الله لكم المثوبة على قدر ما أنتم جديرين بالمثوبات وانهض رعاك الله بنا ومعنا في قيادة وإبداع هذه الجائزة إلى أن تتحقق النبيليات من الغايات ..والى أفراحكم القادمة مع عنوانكم في التحدي..
- لذلك حضرت الميديا وتحضر أعراس وافراح جائزة حمدان في أثواب ملونة ومزركشة وسوداء وبيضاء ورمادية ..وفي أيدينا باقات زهر وورود ورياحين مضمخة بشذى النرجس والياسمين الشامي وفي القلوب وثوق بالله وبالقائد سمو الأمير وبهذا الشعب الذي رفع عنواناً واحداً التحدي والوصول للسدة الريادية في كل شيء في الحياة في هذه الإمارة الصغيرة بالجغرافية والكبيرة بالعطاء والإبداع..
- ومادام الذي أنجب فرساناً للتحدي ..قد أنجب أيضاً فوارس للحياة أما نسر التحدي والشجاعة الذي سيحتفى بتوزيع جوائز دورته السادسة في القادمات من الأيام ..فهو شبيه بالوميض الناري المذهب الذي سينطلق كشهاب مخترقاً السحب محلقاً وهو يغرد ويضم جناحيه النسريين بقوة ليحقق الخلود تحت سدرة المنتهى إبداعاً من الملاء الأعلى وسنبلة من أرجوان تملاء الوديان سنابل إبداع وعطاء وحب وأمل..
- وإذا الإبداع والعطاء قد نبت وسط عرائش الفرح ..فإن عرس السعادة كان في ذروتها مع المنتديات والمعارض المرافقة..تحرق نفسها كالنار لتنير في حواشي الأفق ..أفق السائرين على دروب فن التصوير والميديا..لكي تتلألأ النجوم في عليائها والمدى لتهدي ضالة السبيل أولئك السائرين في حلكة التسيار والمشعل من وهجها والقبس نرفعه أعلى فأعلى ودائماً الى الأمام لأن العيون المشوقة للإبداع لبناء الوطن والعالم الفوتوغرافي الجميل..هي عيون الرجال الذين يشكلون قافلة العطاء والإبداء ليس رحلة في منطقة المجهول لأنه التحية الواعية لما حولها من ضيوف ..ونهاية عرس السعادة كان سفراً تخطى المتوقع والمجهول في الواقع والخيال وتجاوز وحشة الفوتوغرافيا العربية..وأيضاً الدجنة وتيه الصحراء متابعة هدفاً لها وأهدافاً لنا من نسج العزيمة هي ومن حقها علينا نحن معشر الإعلاميين أن نفيها حقها زرقة منها سيفها وخضرة منها كلماتنا والفداء…
- الحياة جديرة بأن تعاش كفاحاً وإبداعاً وتحدياً منه الزهو ومنه الإعتداد وان رباط الخيل الضوئية في مزدلف السبق العالمي ..ورباط تمتحن فيه جائزة حمدان – هيبا – وتمتحن كوادرها والعاملين فيها وأمينها العام الأستاذ علي بن ثالث..وإن زمننا هذا تغدو فيه الحاجة الى البطولة والى الإبداع والتحدي..هي مكارم من المحرمات ..وثقة.. ثقة منا أن المكارم في العزم والإرادة والتحدي والإرتفاع على الشدائد وتجاوز العقبات والصعوبات والمنغصات..بعض خصالهم والصفات ..شريطة أن نعمل ونعمل ليل نهار وألا نترك الأعباء في الكبار والصغار من الصعوبات ملقاة على عاتق أمينها العام وعلى فريق عمل الجائزة ..مهما يكونوا صابرين وحمولين ..فإن من الواجب مشاركتهم الحمل والأعباء في جبة العاديات لنرتقي معاً وتتواصل جائزة هيبا سدرة المنتهى في مصافي العالمية دوماً…
- وبقدر ماتبعد الغايات في التحقيق يصبح هذا البعيد قريباً إذا تنكبته منا الأكتاف وبقدر ماتتدافع وتحمحم أمواج الصعوبات لابد لها في الفعل وحده أن تتناثر وتتبد الغيوم وأن تتضوأ منها وفيها ظلمات التخلف ..لأن هناك شمس هيبا نحن نراها تبدد رياح التحدي غيومها ..لتتحول الألوان عند خضرتها غاباتنا وروابينا المعرفية الضوئية الى حمرة دماء ولادة حفلة التحدي الذي منها تدفق الشريان الحيوي لعشاق الميديا والفن الضوئي..
- فريد ظفور
- رئيس تحرير مجلة فن التصوير