#مقال_اﻷسبوع #صحيفة_الرؤية #شاركوني_آرائكم
لماذا نهوى تقصير الأعمار؟
من هذا الذي تتحدثون عن إبداعاته، من هذه التي شغلت الناس بقصة ابتكارها، هل عقلكم «صغير» إلى هذه الدرجة التي تجعلكم تكترثون بهذا الطفل وهذه الطفلة؟ هؤلاء ما زالوا صغاراً لم تكتمل عقولهم بعد! وكل ما يقدمونه «شغب أطفال لا قيمة له».
هذا لسان سلوك نسبة عظمى من «عقلاء» مجتمعاتنا العربية للأسف الشديد. التجاهل التام للإنتاجية الفكرية لصغار السن بحجة أن عقولهم ليست صالحة للإنتاجية من الأساس، ثم فجأة تكبر هذه الفئة في نظرهم ويُطلب منها الاجتهاد في الدراسة والعلم والإنتاج وتقديم ما لم يسبق تقديمه للبشرية. كيف ذلك وقد قدّمتم لهم كأس الإحباط والتجاهل منذ الصغر؟
يعود هؤلاء العقلاء ليكملوا نظرياتهم العجيبة في مواقفهم المستهجنة من المخضرمين والمخضرمات ذوي الرصيد الإبداعي في شتّى حقول الإنتاجية. (فلان لا يزال يتحدّث حتى اليوم .. اللهم حسن الخاتمة)، (هل بقي أحد يستمع إلى فلانة حتى الآن؟ لقد تَعِبَت وآن لها أن تستريح وتُريح الناس). بالنسبة لهم العمر قصيرٌ جداً ومحدود، وعندما تدقق في نوعية حضورهم الاجتماعي تجد أن الطاقة السلبية أقرب المقربين إليهم. ألا ينظرون حولهم في الأمم والحضارات الأخرى؟ حيث الفتى يحرج أساتذته بعبقريته في عمر السابعة، وفي عمر السبعين نجده صاحب نظريات علمية فريدة تقلب موازين العلوم وتجعل حياة الناس أسهل.