كيف ينشأ الصوت عند الإنسان
بواسطة: إسلام الزبون
الصوت
الصوت هو وسيلة تواصل الكائنات الحيّة مع بعضها البعض، وتختلف أصوات الكائنات الحية من كائن إلى آخر فبعضها يمتلك صوت جميل مثل العصافير، والبعض الآخر يمتلك صوتاً مزعجاً مثل الغراب والحمار، ويختلف صوت الإنسان عن صوت الحيوانات بأنّ الإنسان قادر على التحكّم بصوته وتحسينه، كما أنّ هناك أصوات تمتلك موهبة بالفطرة وأصحابها يعرفون كيفية استخدامها، وهناك أصوات تمتلك هذه الموهبة لكن أصحابها لا يعرفون المهارات اللازمة لاستخدامها وبالتالي لا يعرفون كيفية تطويرها، وهناك أصوات لا تمتلك أي موهبة لكن بعزيمة قوية من أصحابها وتدريب طويل يتمكنون من تنمية مهاراتهم واكتساب الموهبة اللازمة للتقدم نحو الأفضل، الغناء عبارة عن موهبه وهو في نفس الوقت تدريب وعزيمة وإصرار ومهارات مكتسبة مع الوقت.
آلية عمل الصوت
للصوت خصائص وميكانيكية خاصة بالعمل فالصوت البشري يكون عبارة عن اهتزازات متكررة ومتتالية تحدث في منطقة الحنجرة نتيجة الهواء المندفع من الرئتين إليها، هذا ما يكوّن صدىً في منطقة الفم ومنطقة الأنف ليخرج بنبرة معينة، وتتكوّن الحنجرة من تسعة غضاريف ملتصقة مع البعض مكوّنة صندوق الصوت، كما تحتوي الحنجرة على الأحبال الصوتية التي يسبب اهتزازها نتيجة مرور الهواء القادم من الرئتين تضيق العضلة المرتبطة بها أو توسيعها ممّا يسهم في حدوث الصوت، قوّة اندفاع الهواء من الرئتين تؤثّر على قوة درجة الصوت فلو كان الهواء منبعثاً بقوة نحو الأحبال الصوتية سيتكوّن صوت عالٍ ولو كان قوة الهواء المنبعثة نحوها ضعيفة سينشأ صوت منخفض.
البصمة الصوتية
إنّ ما يجعل صوت الإنسان مختلفاً من شخص إلى آخر هو شكل وحجم مجاري الأنف والفم والحنجرة التي تختلف اختلافاً بسيطاً في الطول والعرض والنتوءات من شخص إلى آخر، ممّا يجعل صوت كل شخص مميز عن الآخر، وإن تعرّض هذه الأجزاء الثلاثة للعدوى أو الإصابة يؤثّر على طريقة خروج الهواء مما يجعل الصوت يختلف مؤقتاً إلى أن يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية، كما أنّ شكل الأسنان والشفاه واللسان وحجمها تؤثّر على نبرة الصوت ونوعيته وطول الأحبال الصوتية وعرضها، وطريقة اهتزازها تساهم في تمييز الصوت من إنسان إلى آخر وهذا التمييز يطلق عليه مصطلح البصمة الصوتية فكما يستحيل تطابق بصمتي إصبعين لإنسانين مختلفين فإنه من المستحيل تطابق بصمتي صوت لشخصين مختلفين. يمكن التحكم بدرجة الصوت ونبرته كما يفعل المغنيون عن طريق التحكم في انقباض وانبساط الأحبال الصوتية وقوة الهواء المندفعة من الرئتين (الزفير) إلى الحنجرة، فيخرج الصوت الجهور أو الصوت الهامس أو الصوت الرومنسي الهادئ وذلك عن طريق التدريب المستمر والمتتابع.