رحلة في بلاد العجائب «الهند» بكل غرائبها وسحرها وتناقضاتها، ودياناتها المتعددة، نجح 20 مصوراً فوتوغرافياً، مصرياً وعربياً، في احتوائها في عدسات كاميراتهم الفوتوغرافية، ومداعبة خيال المتلقي والمشاهد لتلك اللوحات، في معرض فوتوغرافيا، عبر بزواره في أجواء أسطورية، في شوارع وميادين بلاد «تركب الأفيال»، حيث السحر والغرابة وطقوس البشر وغرائبها.
«هند واحدة ولها ألف وجه» هو عنوان معرض «سمبزيوم عدسة» الدولي الثاني المقام بمركز الحرية للإبداع بمدينة الإسكندرية، التابع لصندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية، وافتتحه د. محمد شاكر، رئيس قسم التصوير السابق بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، ود. وليد قانوش، مدير المركز بمشاركة مصورين من مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين،و عمان، وكندا.
نجحت 35 صورة في نقل مشاهدات حية للحياة بالهند، في كل تفاصيلها ومفرداتها اليومية، بدءاً من الحياة اليومية بالشارع، وسائل المواصلات، رجال الدين، بطوائف ديانتهم المتعددة، بزيهم غير التقليدي، طقوس أصحاب الطوائف المتعددة، بهجة الألوان في ملابس النساء، الثراء الفاحش للبعض، والفقر البائس لفئات أخرى، تبدو متعايشة في سلام بجواره أيضا، كلها مشاهدات نجح المصورون في اقتناصها عبر عدساتهم ببراعة.
عن المعرض وجماليات الصورة الفوتوغرافية ونجاحها في نقل المتلقي لأجواء الهند الساحرة، يرى محمد شاكر أن الثقافة البصرية كانت ولا تزال من أهم أدوات المعرفة، كونها الوسيط المباشر إلى التأمل، الذي يعتبر أكثر الطرق والأنماط الثقافية تأثيراً وثراء، كما أن الترحال كان ولا يزال هو المثير المتجدد لتلك الثقافة البصرية، خاصة إذا كان موجهاً إلى المتعة الذهنية والوجدانية والروحية، وهو ما نجحت فيه صور المعرض، عبر رحلته الشائقة إلى الهند بلد العجائب.
ويقول د. وليد قانوش: «يبقى الشرق ملهماً، وتبقى عين الفنان باحثة عن كل جديد، حتى لو اضطر أن يسافر آلاف الأميال، بحثاً عن كل مشهد مثير، وكل خبرة جديدة، وكل معلم من معالم مدن لم تطأها قدماه من قبل، وما يقدمه المعرض، هو نتاج تلك الرحلة الشاقة، التي قطعها الفنانون المشاركون به، عبر عيونهم الفاحصة، لعمق الحضارات ومعطياتها بشراً وحجراً وكائنات، وهذا سبب نجاحه والاحتفاء به».
عن قصة المعرض وتفاصيل رحلة اثني عشر يوماً ب«الهند» جمعت المصورين المشاركين به، يقول المصور علاء الباشا، منظم المعرض، منسق مؤسسة نادي عدسة لفنون الفوتوغرافيا، ووكيل الاتحاد العالمي لفن الفوتوغرافيا بمصر، ل«الخليج»: هذا هو السمبزيوم الثاني لمؤسسة عدسة، حيث قمنا في أكتوبر الماضي، بالسفر إلى الهند في رحلة استغرقت 12 يوماً، بهدف الاحتكاك بالآخر، ومشاهدة حضارة وبشر مختلفين، بمشاركة 20 مصوراً فوتوغرافياً، بينهم 8 مصريين، هم: غادة جلال، إيمان كرم، منى إبراهيم، حافظ إلهامي، اللواء أحمد رشدي، سمر كمال الدين، رونا أحمد رجب، علاء الباشا.
إضافة لمشاركة مصورين من فريق «أماكن لرحلات التصوير» بدول الخليج العربي، وهم: محمد العلي، من الإمارات، نجاة الفاضل، من السعودية، مهنا البوسعيدي، ومحمد الحجري «سلطنة عمان»، جاسم خليفة «كندا»، وسبعة مصورين من البحرين، هم: فاضل المتغوي، عيسى إبراهيم، سعيد ضاحي، إبراهيم فرحان، علياء أحمد، سوسن طاهر ومنير النجار.
في نهاية الرحلة وجدنا عدداً هائلاً من الصور ، ووقع اختيارنا على فكرة تعدد الديانات بالهند، والوجوه المختلفة وكيف أنها متعايشة، لتكون فكرة إقامة المعرض، عبر اختيار 35 صورة فوتوغرافية، تعكس تلك الفكرة، ونحاول حالياً التنسيق مع السفارة الهندية، لإقامة المعرض بها بالقاهرة، خلال الأيام المقبلة.
وعن فكرة «مؤسسة عدسة» يقول علاء الباشا: الهدف منها، هو خدمة فن التصوير الفوتوغرافي، وتبادل الخبرات، والبداية كانت نادياً أو منتدى، منذ نحو 7 سنوات، ثم تحولنا مؤخراً لمؤسسة، تهدف لدعم المجال الفوتوغرافي، وإقامة دورات تعليمية وورش عمل للهواة والمحترفين معاً، بهدف إثراء المجال الفوتوغرافي، وخلق جيل جديد من المصورين، والخروج بهم من الفكر التقليدي المعتاد للتصوير.
المصدر/ صحيفة الخليج