سيف اﻹله آداد (حدد) حامي دمشق ..
يمكن قلال منا اللي بيعرفوا أو سمعوا باﻹله كوثروحاسيس اله الحرف السوري.. رح ذكركن فيه: كوثروحاسيس (كاسي وحاسي.. سوكارو..شوكارو) كوثر يعني الناجح بعمله ومعلم الصنعة..وحاسيس يعني الحاذق والراسخ بالعلم..والصفة اللي منعرفها عنه ومنقولا لهﻷ هي (هين) يعني سهل وبتدل عالشخص اللي كلشي عنده سهل وهين لمعرفته الواسعة بكل اﻷمور..وكوثر وحاسيس هو اﻹله الحامي للحرف والصناعات وهو المختص بصناعة صهر وتركيب المعادن والنفخ يالكور وطرق الفضة وترقيق الواح الدهب وهو المهندس الصانع الحاذق والحداد الماهر ومعروف بأنه اله المعرفة والحكمة واﻹبتكار والتقانة بأوغاريت السورية….
بتقول الحكاية : أنو اﻹله حدد حامي دمشق ومن محبته للدمشقيين طلب من اﻹله كوثر وحاسيس انو يعلمهم صنعة فريدة وعجيبة وبتحمل صفاتهم…هالصنعة هي خلطة المعادن وصهرها وتركيبها لصنع اﻷدوات الحربية..وخاصة خلطة الحديد مع الكربون وطرقه على شكل رقائق واعادة صهره ليتحول لكتلة صلبة وتتصنع منها السيوف…وكان هيك وطلع السيف بيشبه الجوهرة بجمالها وشفافيتها ورقتها وصلابتها وحدتها بنفس الوقت..وﻷن اﻹله عشق دمشق والدمشقيين أعطاهم من صفاته باتقان الحرفة. فبرعوابصناعة السيف اللي حمل اسمن وصفاتن بجوهره الفريد..وصار هالسيف ﻷيامنا الحالية لغز في الصناعة المعدنية الحربية ﻷنه بيتميز يالمرونة والصلاية ونصله مصنوع من شفرات براقة بيميل لونها من الرمادي اﻷشهب المائل للزرقة وعلى هالنصل في أمواج مجدولة وما بيثلم (يصدأ ) أبدا..وأهم ميزة بالسيف انو نصله ممكن يقطع بكل يسر وسهولة قطعة حرير أو شاش وهي بالهوا وممكن يقطع العظم والمسامير دون ما يثلم.وكان يقطع كل انواع السيوف بزمانه ومابيقدر سيف يواجهو إللا اللي متلو.(لهيك سرقوا سر صنعته..)..والسيف الدمشقي ممكن ينحني اذا ثنيناه على شكل زاوية قائمة دون ما ينكسر و بيرجع لحالته اﻷولى لمرونته الفائقة ( و فعلا هيك معدن و صفات السوريين مهما ثنيتهم وقسيت واشتدت المصائب عليهم ..ما ممكن ينكسروا ). وشكل السيف مقوس كليا ومنيسط بنهايته وعليه زخرفة من الخطوط واﻷخاديد على المقبض مع نقوش ذهبية وزخرفة نياتية وغمده مغطى برقائق دهبية مع زخرفة دقيقة مرصع ياﻷحجار الكريمة وخاصة اللولو والزبرجد…
(من المعروف انو المغول لمن احتلوا بلادنا وخاصة دمشق قاموا بأسر جميع الحرفيين الدمشقيين وأصحاب المهن المالكين ﻷسرار الصنعة وتم ترحيلهن لسمرقند وطشقند ..ونفس الشي عملوا قبلن الرومان.. وكمان الصليبيين والعثمانيين والفرنسين وهﻷ عم يصير نفس الشي يهالحرب عاسوريا) ..وكمان بالمقابل منشوف انو الروس توصلوا لمهارة عالية جدا بصناعة المعادن ﻷنهم عرفوا سر خلطة السيف الدمشقي وهاد باعترافن بفضل هالمعرفة على براعتن يالصناعة المعدتية…
منرجع للحكاية..هﻷ اﻹله كوثر وحاسيس انزعج من طلب اﻹله حدد بأن يجعل هالصنعة والخلطة بإيد الدمشقيين وبتحمل صفاتن ..بس مابيقدر يخالف طلب حدد ..فبينفذ أمره..لكن حب يختبر تقانتهن واخلاصهن للهبة اللي منحهم اياها .فأضاف لعنة بتصيب كل مين بيصنع هالسيف وهي : على صانع السيف أنو ينسحر بجماله ويوقع بأسره ويفتن بصناعته ويعشقه..واذا توقف أو نسي أو أخطأ رح تحل عليه لعنة أنو يتحارب ينفس السيف اللي صنعه بايدو..وما بتحل هاللعنة عنه اللا اذا استرد سر صنغة السيف الدمشقي سيف اﻹله حدد حامي دمشق..
ويبدو انو هيك صار فينا نحنا السوريين ﻷنو تركنا معارفنا ونسيناها والتفتنا للغير..فعاقينا كوثروحاسيس وحلت علينا لعنته بأنو تحاربنا اﻷمم بسيوفنا اللي صنعناها من آلاف السنين..
لكن ايماننا بقدرتنا على استرداد تراثنا وقدراتنا المعرفية العالية هي الوحيدة القادرة على تخليصنا من هااللعنة..
فيا سوريين… يا السيوف الدمشقية …
يا أهل أمتنا السورية..يا أهل بلادي..
مافي شي بينقذنا إلا محبتنا وتكاتفنا مع بعضنا وتوحدنا ونشتغل بابداعنا ومهاراتنا بكلشي ..ونوثق بهبة اﻵلهة كوثر وحاسيس وحدد النا ..فتعالوا نسترد مكانتنا ونطهر بإيدينا أرضنا وشعبنا من كل فكر متخلف ودخيل غايته يفرقنا..تعالوا نصنع سيوفنا بايدينا ونحملها لنحرر أرضنا من عاصفة الجهل اللي اجتاحتتنا ونرجع نبني بلدنا ونعيدها أيقونة من الجمال والروعة لتباركها اﻵلهة اللي علمتنا العمل والحرف والفن والجمال والتقانة واﻹبداع اﻹنساني..فالسيوف الدمشقية مايتنكسر مهما انثنت ويترجع لحالتها الطبيعية أقوى وأجمل ويتشكر الرب وبتحييه وبترجع للحياة وبتحيا .. وبتحيا…..
وتحياااا سورياااا……