البيت الدمشقي
من بابه لمحرابه…
وصف للجنة السورية….
بأساطير الكنعانيين وعمريت..بتحكي عن وصف الجنة:
“..والدار اﻵخرة لسكان اﻷرض هي اﻷرض نفسها بالمركز..وهي بتستقبل بس اﻷرواح وما ممكن نوصل الها بالجسد. واﻷرواح الخيرة بهالدار بتحصل على كل ماتريده وبتتنعم برحمة الله (رحمة كلمة سريانية بتعني محبة..رحمن =محب..رحيمو =محبوب ) ليوم البعث والقيامة..ويتسكن هاﻷرواح في غرف متقابلة بتعلا فوق بعضها البعض ( طوابق ) .أما السرة أو المركز بيحيط فيها حوض ماء وبترفرف حوله اﻷرواح الخيرة مع الملائكة قرب عرش الرب (السيد) اللي بيمثل عرش اﻹله في مركز الكون ” ..
هاد وصف الجنة اللي استوحى منو السوري العتيق نموذج لبناء الييت الدمشقي .. (والشاهد عليه معبد هيكل الربة في عمريت )..فبعدنا منشوف البحرة أو الفسقية ( بالسرياني تعني البركة أو الحوض أو النافورة )..موجود بوسط أرض الديار بكل بيت شامي وهي تمثيل لفكرة بدء الخليقة عاﻷرض لما ارتفعت الصخرة أو الجبل اﻷول على سطح الماء فكان عرش الموريو (الرب) الخالق.. وحول هالبحرة عمل السوري جنينة أو جنة بتمثل الفردوس داخل البيت فيها أنواع من الشجر الدائم الخضرة متل النانرج والليمون والكباد وأنواع من الورود والرياحين متل الياسمين والجوري وأنواع من الطيور..وبصحن الدار بيلتم شمل العيلة برعاية ( رب البيت ) اللي سميناه بهاﻹسم تمثيل لرب البيت المقدس بعهد عقيدة الخصب اللي فيه بيمثل الحوض أو النافورة عرش للقوة الخالقة عاﻷرض اللي بتجسدها اﻷم السورية الكبرى عشتار بأسماءها المختلفة….واذا عملنا مقارنة بين وصف الجنة الفردوس يالكتب السماوية والتراث اﻹنساني وبين طرق عمار البيوت الدمشقية والمعايد القديمة رح نتأكد بأنو البيت الدمشقي هو نموذج للجنة….
وبزيارة سريعة لبيت دمشقي :…بتدخل من الباب الكبير المصنوع من الخشب ومغلف بالزنك وبقلب الباب الكبير في باب صغير منخفض..منشان اللي بدو يدخل لازم يحني راسو نوع من التقديس واﻹستئذان للدخول على الدار باحترام..بتدوس عالخوخة (العتية) اللي هي قدام الباب وبتمر من ممر ضيق ومعتم لحتى توصل لفسحة مفتوحة عالسما هي صحن الدار أو أرض الديار مزروعة باﻷشجار والنباتات يتحيطها عالجوانب ويتتوسطها البحرة أو الفسقية المصنوعة من المرمر أو أحجار بيضا وسودا وبتزينها خطوط هندسية فنية ومنحنيةمن الرخام باللونين اﻷحمر واﻷبيض بتتوزع على حوافها ..يينسكب منها الماء عبر نظام تمديد للمياه اللي بتدخل للحوض عبر قنوات ومجاري حجرية .وبيشكل صوت الماء وجريانه مع اﻷشجار والجو الرطب مكيف هوا طبيعي..وأرض الديار بتحسبها بساط من الزخارف المعمولة من الرخام المشقف مع الحجر اﻷسود واﻷبيض واﻷحمر واﻷصفر…ونفس الشي بتتلون الجدران وبتتزين بنقوش رمزية عن الطبيعة السورية المقدسة (وهي الها حكاية خاصة منحكيها بعدين) ..وهاﻷلوان مو بس للزينة والجمال..في الها هدف بالتدفئة والتبريد وحفظ الحرارة ( اﻷسود بيسحب الحرارة واﻷبيض بيعكس الحرارة واﻷحمر بيعدل السخونة البرودة واﻷصفر بيعكس اﻹضاءة )..وطبعا اﻷرضيات مختلفة بالمناسيب لتخلق تيارات هوا رطبة وعازلة وحافظة لدرجة حرارة معتدلة..
ومنلاقي كمان الليوان وقاعات اﻹستقيال والضيافة وكلها مزبنة بزخارف وديكورات فنية رائعة وفيه فتحات صغيرة يالجدران لوضع الشمعدانات والقناديل..أما الشباييك والمشارق كلها مفتوحة لداخل صحن الدار لتسمح للنور والشمس والهوا يدخلوا من الصبح للمسا عالدار و هيك بتكتمل عناصر الطبيعة اﻷربعة الماء والهواء والتراب والنار واللي بيشكلو الزويعة بالحركة الدورانية حول المركز (الخصب ) في الدائرة الكونية المندالا السورية.)….وفي كمان غرف البيت مكونة من طابقين وتستخدم حسب فصول السنة..وهيك بتكون أقسام البيت هي البراني (بالسرياني تعني خارجي )..والجواني (تعني داخلي ).يعني (مافي لا حرملك ولا سلملك بالبيت الدمشقي..هي بدعة عثمانية..ﻷنو أساس البيت السوري بيجمع اﻷسرة السورية
من كبير العائلة إلى أصغر مولود فيها مع اﻷهل واﻷقرباء واﻷصدقاء والجيران..يجمع ولا يفرق) ..وفيه الليوان..الدهليز ..وأرض الديار مع الفسقية..
من هون منشوف انو الثقافة السورية بترتكز عافكرة: انو مافي جنة لﻹنسان بالسما اذا ما عممر وبنى جنته عاﻷرض..فكان السوريين أبناء الحياة و ثقافتهم ثقافة الحياة جسدوها في طريقة عيشهم وياسلوب حياتهم مو بس ببناء الييوت والمعابد والمدن ..كمان بفكرن وأخلاقن الكريمة االي بتدعي ﻹكرام الضيف وعابر السبيل وللتعاون والمحبة ومساعدة اﻵخرين ..
هيدي هي جنة الله على اﻷرض سوريا وبس …
فياسوريين رجعوا عممروا جنتكن عاﻷرض..لتحيى سوريا فيكن
.. وتحيا سوريا..
