- تسليع وتسيس وتسليح الصورة في خدمة الحرب الكونية الرابعة..؟
- – بقلم رئيس التحرير : فريد ظفور
- مجلة فن التصوير – فوتوغرافيا الأربعاء
- بدأ عصرنا ( عصر الصورة ) وبدأت فلسفة التصوير تتربع عرش الميديا وأضحجت الشبكة العنكبوتية وبرامج معالجة الصورة وعصر الرقميات والديجيتال والموبايلات ووسائل الإتصال من أقمار صناعية وغيرها ..تغزو العالم ووسائل الإعلام والإعلان ..وباتت الكرة الأرضية قرية أوشارع صغير في عالم الإتصالات ,, بل رقم أو مصفوفة رقمية خوارزمية..
- وأضحى الإنسان ينام على خبر ويستيقظ على إختراع وبعد أن أزيحت كاميرات الديجيتال الرقمية جارتها الكاميرات الفلمية ودخل الهاتف النقال والثابت وغيرها من وسائل الإتصال كل منزل وغدى الصغير والكبير يسبح في بحر الإعلام والميديا وفي عالم التصوير ..بل الحق يقال فقد تفوق الصغار على كبارهم في فهم وإستخدام التقنيات الجديدة من لاب توب وموبايل وتاب ومعظم أجهزة الديجتال .. وتطورت مخابر التحميض والطباعة وتحول الفيلم الى تقنية الـ إتش دي والـ 4اتش في التصوير السينمائي والتلفزيوني وفي عرض الفيديهات على الشاشات الرقمية التي تعطي جودة ودقة عالية في التصوير والعرض..
- وغدت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة ستغير وجه الكرة الأرضية هي وتقنيات علم الناتو وإستخداماته وكذلك الألياف الضوئية ..كلها أصبحت محركات في عجلة التطور التقني والفني والضوئي المتسارع جداً ..
- من هنا ندلف للقول بأن الصورة أصبحت سلعة والصورة أصبحت مسيسة والصورة أصبحت مسلحة..وتغلبت على السلطات التقليدية السياسية والدينية والمالية وغدت ( السلطة الرابعة الصحافة ) المقرؤة والمنظورة ..وراء ظهرنا ..مقارنة بسلطة الصورة وأثرها على الرأي العام وعلى المشاهد سلباً وإيجاباً .. فمنذ أشرقت شمس الألفية الثانية وبدأت أحداث أيلول بسقوط برجي التجارة العالمية وأنتجت آلاف وملايين الصور التي استغلت لصالح الحدث المسيس ..وتوالت الأحداث بحرب على العراق بزريعة الكيماوي وأخرى لمحاربة الإرهاب في أفغانستان وغيرها..لتؤكد دور الإعلام والميديا والصورة.. وبعدها بدأت الحرب الكونية الرابعة بأسلحة دمار نفسي وإعلامي وهي حرب الصورة..وتحولت الدول الكبرى تخوض حربها بالوكالة على أ رض خارج حدودها وجنود ليسوا أبنائها ..وتصدر الأسلحة الفوتوغرافية ووسائل الإتصال الإجتماعية وشبكات الأنترنت وأقنية التلفاز والأقمار الصناعية … وفتحت أبواق الميديا وسخرت كل وسائل الإتصال وتقنياته الحديثة لخدمة أهدافهم في تحقيق مآرب وغايات خاصة بهم ..وتحت عناوين مختلفة وكثيرة ..كالفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد والربيع العربي ..وعاصفة الصحراء وأسلحة الدمار الشامل والكيميائي..
- ولكن مايهمنا نحن عشاق الصورة والفوتوغرافيا..الحرب الكونية الرابعة التي سلحت الصورة فيها وبطلها المصور أو المبرمج أو من يعمل على برنامج معالجة الصور أو الفييوهات..أو مراسل أو سينمائي أسواء هواة أو محترفين؟..وأدواتهم مايك وكاميرا أو موبايل..وأشعل فتيل الحرب العالمية وأوقدت شعلتها الأولمبية بإحراق بوعزيزة نفسه في تونس وإنطلقت رصاصة بدء سباق الربيع العربي..الذي بدء بالإصلاح والتغيير ومحاربة الفساد والثورة على الظلم..الخ.وانتهى الى تسيس الصورة ودخولها المعترك السياسي مع الحكومات والأحزاب والمنظمات والمليشيات وحتى دخلت كل منزل دونما إستئذان أو جواز مرور ..وغدت هي القاضي والضحية الحاكم والمحكوم ..ثم تبعها انتقال الشرارة الى ميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة لتلعب قناتي الجزيرة والعربية دور قلبي الهجوم على مصر بإستخام برنامج يوقف الفيديو وإضافة الصور وبذلك كان لبرنامج نسخ ولصق دور البطولة والجندي المجهول الذي حول ساحة ميدان التحرير بمصر و عبر الكمبيوتر.. الى ساحة عملاقة تتسع للملايين في اللحظة التي لا تتسع لأكثر من مائة ألف ولكنها بفعل الميديا والصورة أحدثت ثورة وهمية وتقاطر الناس من الأحياء لمشاهدة الحدث عن كثب..وبدء سيل الجماهير في الضغط ..وحتى حدوث موقعة الجمل وتصرفات الحكومة بحق الجماهير أماطت اللثام عن تغيير رئيسن خلال سنتين..ثم انتقلت عصا الترحال الربيعية العربية الإعلامية ( حرب الصورة) الى العاصمة الليبية طرابلس التي سقطت بخدعة إعلامية وبحرب الصورة ونفاق الميديا..وسقط حكم القذافي وبعدها انتقلت شرارة الربيع العربي الى اليمن وانقسمت الى ساحتين موالية ومعارضة كما أسموها.. ودخلت أتون الفوضى الخلاقة حتى هذه اللحظة..
- وهكذا دوليك حتى تطايرة شرارة الربيع الى سورية وتحولت بين ليلة وضحاها أكثر من الـ 150 محطة وقناة تلفزيونية تعلم الحديث الشريف وحفظ القرآن الى محطات تحارب مع وضد..وبالنتجة ضد المواطن السوري الضحية الأولى والأخيرة..وغدى المواطن في سورية كرة طائرة بين أيدي اللاعبين الدوليين يضغطون عليه مادياً ومعنوياً ونفسياً وبالسلعة الإقتصادية وبقوت يومه فأصبحت أسعار بعض السلع مضروبة بعشرة وأحياناً بعشرين..وأصبحت الصورة سلعة يستخدما اللاعبين على الأرض السورية كصور اللاجئين والإتجار بهم وبعدها صور الأطفال لإستمالة الرأي العالمي بالصورة نحو موقف يريدونه.وهُمش المواطن الذي يدفع الثمن من دمه وماله وأعصابه ..فغدى تسليع صورة الطفل السوري إيلان بلان وغيره .في بورصة الصورة التي تتربع مانشيتات وعناوين الصحف ونشرات الأخبار ومواقع التواصل في الشبكة العنكبوتية..
- وهكذا ندلف للقول بأن حرب إعلامية كونية شنت على أرض سورية ..لاعبيها يخدمون أجنداتهم ومصالحهم من أجل حفنة من الدولارات ومن أجل الغاز والنفط وخط القطار السريع ..ونهب ثروات البلدان العربية وإنهاك جيوشها وتأخيرعجلة التطور والإقتصاد الى الوراء عشرات السنين..ولا ندري على من ستدور الدائرة بعد سورية واليمن ..انها الحرب الكونية التي لاترحم ..
- فحذاري من سطوة الصورة وحرب الميدا الهدام..من تسيس وتسليح وتسليع للصورة..