حوار-إشراق أحمد:
تصوير-محمود أبو ديبة:
حوار-رئيس اتحاد المصورين العرب: التصوير يعاني من الدخلاء والقاهرة عاصمة الصورة في 2016
أغلقت جائزة الشارقة للصورة العربية باب التقديم لهذا العام، في الثلاثين من نوفمبر المنصرف، وأعلن اتحاد المصورين العرب بدء دور لجان التحكيم في اختيار أفضل الصور لعام 2016.
وفي لقاء مع رئيس اتحاد المصورين العرب، أديب شعبان في القاهرة خلال زيارته مطلع الشهر الجاري، أوضح أن الزيارة تأتي في إطار اختيار القاهرة عاصمة للصورة العربية لعام 2016، وتحدث عن مشروع بنك الصورة الذي تبناه الاتحاد خلال الأشهر القادمة، والدورة السادسة لجائزة الشارقة المنتظر إعلان الفائزين بها خلال الفترة القادمة.
وعبر المصور العراقي عن رؤيته لأوضاع التصوير والمصورين، ودور الاتحاد البعيد عن الجوانب السياسية كما قال “شعبان”، مصرحًا بعمل “المصورين العرب” لإطلاق جائزة الشارقة الدولية للتصوير الضوئي.
حدثنا عن زيارتك للقاهرة ولقاءاتك في جامعة الدول العربية؟
اللقاءات مع إدارة المنظمات والاتحادات في جامعة الدول العربية تتم بشكل مستمر. التقيت مع أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية وحضرت اجتماعهم الثالث بعد المائة الأخير.
والتقيت بالسفير الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، وبحثت معها انضمام اتحاد المصورين العرب لمجلس وزراء الإعلام العربي، ورحبت بذلك، وطلبت مني أن أقدم رسالة بتفاصيل طلب الانضمام وقد قدمنا الأوراق اللازمة لذلك.
ماذا عن اللقاء مع اتحاد المصورين العرب فرع جمهورية مصر العربية.. فيم دار النقاش؟
تم عقد اجتماعين لبحث استعدادات الفرع لاختيار القاهرة عاصمة للصورة العربية لعام 2016 خلفًا لمدينة القدس التي تم اختيارها العام الماضي، وذلك تنفيذًا لمقررات اجتماع المكتب التنفيذي والأمانة العامة، الذي عقد أواخر إبريل الماضي، كما التقيت مع أعضاء لجنة المصور الصحفي في مصر، التي يرأس لجنتها المركزية الزميل كريم صاحب، وتناقشنا حول مجال الصورة الصحفية، ومشروع بنك الصورة الذي يعمل عليه الاتحاد.
وما الذي أسفر عنه اللقاء؟
بحثنا العمل على إقامة فاعليات عديدة، من بينها معرضًا للصور الفوتوغرافية والذي سيُقام في 10 يناير المقبل، ليكون باكورة نشاط كبير في مصر، يحضره كبار المسؤولين، ومعالي وزير الثقافة بالتنسيق مع قطاع الفنون، ويضم المعرض في حدود 70 صورة عربية، موحدة باللون الأبيض والأسود، بالإضافة إلى نحو 130 عمل لمصوري مصر.
وتضم الفاعليات كذلك تكريم لرواد الصورة أمثال عبد الفتاح رياض أحد رواد التصوير في مصر، وعلى هامش الفاعليات سأنظم معرضي الشخصي “سيمفونية الرمال الذهبية” على نفقتي الخاصة في دار الأوبرا بالفترة من 16-23 مارس المقبل.
وماذا عن مشروع بنك الصورة.. حدثنا عنه؟
مشروع بنك الصورة سيكون المشروع الوحيد في العالم العربي والشرق الأوسط لتوثيق إبداعات المصور العربي، نعمل عليه منذ 3 سنوات، وأصبح على وشك الانطلاق.
وفكرته تقوم على وجود نحو 10 خبراء من المعنيين بالصورة في مختلف الدول العربية، يجتمعون “أون لاين”، ويتفقون على اختيار الصورة التي ينبغي أن تدخل البنك وفقًا لمعايير فنية عالية الدقة، تمثل أعلى قيمة توثيقية وأرشيفية.
وماذا بعد تلك المرحلة؟
سنعرض الصورة أولا، ثم تأخذ شهادة معتمدة لها من اتحاد المصورين العرب، وتُحفظ في البنك، مع كتابة السيرة الذاتية للمصور، ونعرضها للبيع من خلال استمارة، بها تفاصيل تحفظ حقوق ملكية المصور، على أن يكون العائد 80% منه للمصور، و20% لبنك الصورة، تنفق على أمور خاصة بالموقع من دعم الصور وأرشفتها.
وأود الإشارة إلى أننا لا نهدف من ذلك المتاجرة بالمصور العربي وأعماله، بل على العكس نريد إفادته، وسنجمع هذه الصور في كتب مسلسلة مثل الكتاب الأول والثاني وهكذا.
وخلاف العائد المادي ما فائدة هذا المشروع على مستوى التصوير؟
بنك الصورة سيكون مصدر مُوثق ترجع له وسائل الإعلام والمهتمين بالتصوير بشكل عام، فالاتحاد أمين على الصورة العربية وعين وجهد المصور العربي.
ومتى ينطلق مشروع بنك الصورة؟
خلال الثلاثة أشهر القادمة ينطلق الموقع على الإنترنت، ويكون متاح للجميع وتكون حقوق ملكية الصور للمصور ذاته وستحفظ في البنك، ومَن يريد شراء نسخة منها نطبعها ونرسلها له على أن تكون الصورة محتفظة لصالح واسم مصورها، أما مَن يريد نقل ملكية الصورة له، فيتم ذلك من خلال اتفاق بينه وبين المصور بكفالة اتحاد المصورين العرب.
وهل تم اختيار صور لوضعها في البنك؟
نعم، الصور التي فازت في جائزة الشارقة للتصوير الضوئي خلال الخمس سنوات الماضية تدخل على الفور بالبنك. وكذلك صور “مصور العام” والصور الفائزة في مسابقات الاتحاد المختلفة، وبعد الانطلاق بإذن الله سيتم فتح باب التقديم أمام جميع المصورين.
بالحديث عن جائزة الشارقة ونحن على أعتاب إعلانها. ما الاختلاف الذي تشهده الجائزة هذا العام؟
قللنا فئات المشاركة هذا العام، أصبحت 4 فئات بدلا من 8، وذلك من أجل زيادة قيمة مبلغ الجائزة المالية، فقد كانت 9 ألاف درهم إماراتي في السابق للمرتبة الأولى، أما العام الحالي فقيمة أكبر جائزة 15 ألف درهم.
ومن الجدير بالذكر أن عدد المشاركين هذا العام أكبر من العام الماضي الذي بلغ حينها نحو 2500 مصور. كذلك هناك اختلاف في طريقة إعداد الحفل، وإصدار الكتاب السنوي.
وما الفئات التي أبقيتم عليها؟
القصة الصحفية، الغالق البطيء، وفئة صورة الأبيض والأسود ، وكذلك مصور العام، وهي الفئة التي يتقدم بها المشارك بأعمال متنوعة لاتزيد عن 10 صور لكل مشارك .
وكيف يتم اختيار الصور الفائزة؟
هناك لجنة تحكيم لكل فئة، تتضمن 3 محكمين من قامات التصوير العربي. وأمام كل شخص يتواجد جهاز كمبيوتر، تُعرض الصور بالرمز الرقمي بعيدا عن اسم المصور والدولة التي ينتمي إليها ، وكل محكم يقَيم الصور المشاركة من 5 درجات، وذلك تبعا لمدى اتفاقها مع الشروط والأحكام الموضوعة، والصور التي تأخذ درجتين تخرج من المنافسة، والبقية تُصعد للمراحل التالية حتى يتم التصفية النهائية.
وفي الختام يخرج قرار جماعي تتفق عليه اللجنة. فنحن نختار لجنة التحكيم التي لديها بصيرة متميزة لقراءة الصور بشكل صحيح وإعطاء كل ذي حق حقه، وأمنياتنا كل عام أن نكون عند حسن ظن المصور العربي.
ما الدول صاحبة الحضور الدائم في جائزة الشارقة؟
جميع الدول العربية تمتلك مصورين مبدعين في فنون الصورة الفوتوغرافية ولهم الحظ في هذه الجائزة العربية من دون مفاضلة بين مصور وأخر والعمل الجيد هو من يفرض نفسه وبقوة دون مجاملة.
وهل هناك منضمون جدد خلال تلك الدورة؟
نحن سعيدين هذا العام باشتراك الصومال، ومصورين عرب مقيمين في بلاد أوربية وأمريكا، كما أن جزر القمر كان لها فائزين في الأعوام الماضية.
ترأست اتحاد المصورين العرب منذ الثمانينات. كيف تغيرت ظروف عمل الاتحاد خاصة أنه توقف وقت حرب الخليج؟
بدأ الاتحاد كرابطة للمصورين العرب في العراق عام 1989، لكن العمل توقف عام 1991 بسبب حرب الخليج، ثم عاد 1999 لكن بإعلانه كاتحاد عام مقره بغداد حتى 2005، بعدها انتقل لدبي وظل لمدة خمسة أعوام، ثم أصبح مقره في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعدما أمر صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتخصيص مقرًا وميزانية سنوية للاتحاد لممارسة نشاطاته السنوية.
ومنذ نشأة الاتحاد لم تتغير طبيعة العمل والأهداف التي تأسس بموجبها، لكن الفارق في توسيع النشاط، فقد بدأنا بانضمام 9 دول والآن أصبحوا 18 دولة عربية بالإضافة إلى فرع أوروبا وأمريكا ومقره مملكة السويد.
وما الأزمات التي تواجه الاتحاد وجائزة الشارقة؟
مشكلتنا أن بعض المصورين لايطالعون جيدا شروط وأحكام المسابقة. على سبيل المثال نقول إن الصور التي تحمل توقيع أو إطار تستبعد ثم نجد نحو 3% من الصور بها توقيع أو إطار وغالبا ما يكون ذلك من المستجدين في المشاركة بالمسابقات، ورغم هذا لا يتم استبعاد مثل هذه الصور على الفور، بل نعطي فرصة للمشارك بتعديل وتصويب مشاركاته التي يمكن أن تنافس أو على الأقل يمكن ضمها بكتاب المسابقة السنوي.
وهناك مشاكل تتعلق بطبيعة الكاميرات التي يستخدمها بعض المصورين وفقا لإمكانياتهم المالية مما يشكل فارق في جودة وقوة العمل لكننا نحاول مراعاة ذلك من خلال جعل جودة الصورة لا تقل عن 3 ميجا بيكسل على سبيل المثال.
وكيف ترى حال المصورين في الوقت الحالي؟
أولا الصورة الفوتوغرافية العربية تشهد حراكًا كبيرًا، سواء بين المحترفين من خلال الفاعليات والمسابقات الدولية والمحلية، وكذلك المنخرطين من الهواة الذين يحاولون التعلم ممن سبقوهم، لكن ذلك يحتاج إلى الدعم والتمويل، لكي نأخذ بيد الهاوي، ونوضح له الطريق والمسلك الصحيح.
أما على مستوى المصور، أصبحت هناك حرية واسعة، فصار عليه أن يدرك الأماكن الممنوع والمسموح فيها التصوير بملء إرادته.
ماذا عن الأماكن المشتعلة بالأحداث حال سوريا، العراق ومصر.. كيف تنظر لأوضاع المصورين؟
هناك مصورون معتمدون رسميًا يعملون في الوسائل الإعلامية المرئية والمقروءة، ولديهم هويات تتيح لهم التعامل والتصوير في كافة الأماكن دون اعتراض، لكن هناك مَن يدفعه الحماس للتصوير دون موافقة وهو ما يعرضه للمساءلة والمخاطرة .
لماذا يصعب تدخل الاتحاد في حالة مساءلة المصور؟
نحن لا نتدخل في الجوانب السياسية مطلقًا، ويجب أن يعرف المصور العربي ما له وما عليه، وحين يتدخل في السياسة وتأخذ الدولة إجراءات بشأنه لا نتدخل في هذا الأمر، وإذ كان عضو في الاتحاد نتابع المشكلة. لكن يكون لدينا مشكلة في دولة مثل مصر، إذ يتواجد بها كيانات رسمية خاصة بالمصورين، فكيف يمكن التدخل إن كان يمكن اعتبار هذا تجاوزا لأنظمة هذا الكيان. وخلاف ذلك لدينا فروع عديدة في مختلف الوطن العربي فيما يتعلق بالفاعليات والنشاطات ومتابعة الأزمات.
ولماذا يقتصر الأمر على التدخل إن كان صاحب المشكلة عضو بالاتحاد؟
الاتحاد يضم 983 عضوا، كيف أساوي بين عضو في الاتحاد وغيره فيما أقدمه له من حقوق؟.. كيف أقدم له الدعم الكامل وهو ليس عضوا في الاتحاد؟.. وبشأن المصورين الصحفيين، فهم جزء من اهتمام الاتحاد.
في نظرك ما أبرز المشاكل التي تواجه المصورين في الوطن العربي؟
زيادة الممنوعات الممثلة في عبارة “ممنوع التصوير”، ومصادرة الكاميرا، كما نعاني من الدخلاء على الصورة، لكن أتمنى أن تقل مثل هذه المشاكل في المستقبل.
ماذا تعني بالدخلاء؟
من لديه إمكانية مادية لشراء كاميرا، لكنه لا ينتج بها صورة تستحق الوقوف عندها، وقد رأيت بالسابق أحدهم، لديه كاميرات “عديدة” لكن ليس لديه صورة واحدة تلفت الانتباه.
هل هناك مشاكل أخرى في نظرك؟
نعم عدم تقبل النقد. كفانا قول صورة رائعة. كفانا هتافات تساهم في تدمير الذوق العام للمصور خاصة مع زيادة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي. أصبحت أرى صور عادية جدًا وتنال كم هائل من التعليقات والإعجاب بشكل مبالغ، فالتصوير لا يجب أن يكون من أجل التصوير فقط إنما من أجل الفن المبهر للعين والذوق .
وعلى مستوى المسابقات كيف تقيم الوضع ؟
قبل 5 سنوات كانت هناك مسابقات دولية محدودة، الآن أصبح عدد المسابقات كثير جدًا، فالمسابقات عموما محلية عربية ودولية لا تخلق أبطالا كما يظن البعض، إنما الأبطال الحقيقيون هم مَن يتركون بصمتهم في أعمالهم، لكن الجوائز تحسب للعمل الأفضل إخراجا وموضوعا.
أخيرًا ما الجديد في اتحاد المصورين العرب الفترة القادمة؟
أقول لجميع المهتمين بالصورة انتظروا جائزة الشارقة الدولية للتصوير الضوئي. فنحن نسعى لتقديم صورة جديدة لمسابقة دولية مختلفة، يكون المصور العربي جزءً أساسيا فيها، وستكون مجانية كذلك دون شروط مالية للتقديم عليها .