فيلم “ردّ القضاء” عن حصار سجن حلب المركزي
لم يتخيل حُماة “سجن حلب المركزي” ومساجينه يوماً أن مخرجاً سورياً سيُنتج فيلماً عن معاناتهم مع حصار استمر 14 شهراً من الإرهاب والمفخخات والجوع والانتظار والحنين، إلا أن ما مرّ على هذا السجن من إرهاب جعل المخرج السوري ونائب رئيس البرلمان نجدت أنزور يحيكُ ساعتين من الدراما الواقعية لأبطالٍ صبروا أكثر من عام في وجه أعتى إجرام عرفه التاريخ.
يتحدث المخرج العالمي ونائب رئيس البرلمان السوري نجدت أنزور، لمراسل وكالة تسنيم الايرانية عن تفاصيل الفيلم الذي حمل عنوان “رد القضاء – سجن حلب المركزي” والذي عُرض في حفل افتتاح بدار الأسد للثقافة والفنون حضره عدد من الوزراء والفنانين.
يقول المخرج نجدت أنزور : “إن سجن حلب المركزي شكّل أسطورة في الصمود وهو ليس الأسطورة الوحيدة بل هناك عدة أماكن في سوريا يُكتب عنها مئات القصص ويُنتج العديد من المسلسلات والأفلام”
لافتاً أن “فيلم “رد القضاء” الذي يتحدث عن سجن حلب المركزي كان أنموذجاً عن الوطن بكل معانيه، فعندما يحمل الشرطي السلاح ليدافع به عن السجين وبالمقابل عندما يحمل السجين البندقية ليدافع بها عن المكان المسجون فيه لأنه يعتبره أرضاً سورية، فتلك هي ملحمة إنسانية كبيرة جداً”
ويسرد أنزور تفاصيل الفيلم قائلا: “لقد سلطنا الضوء خلال الفيلم على السلبيات والإيجابيات، فالسجن في نهاية المطاف ليس المدينة الفاضلة ومستوى الحوار في السجن له طبيعة خاصة، لذا احتوى الفيلم على جرأة كبيرة سعياً لأن يكون متوافقاً مع الواقع” ولفت إلى أن عدد الفنانين المشاركين في الفيلم فاق 100 فنان سوري إضافة لعدة خبراء من عدة بلدان، حيث كان مدير التصوير من مصر وخبير المكياج ومهندس الصوت من إيران”
وأضاف أنزور: “استخدمنا في إعداد هذا الفيلم تقنيات عالمية وتم تجيز كل الجانب التقني له في أوروبا واستطعنا بمساعدة وزارة الثقافة السورية وشركة “قاطرجي” إتمامه وسيعرض في بداية كانون الأول لمدة شهر كامل في “دار الأسد للثقافة والفنون” وفي كل المحافظات السورية وعلى رأسها مدينة حلب التي تدور أحداث الفيلم حول سجنها المركزي”
وعن رؤيته للدراما السورية ودورها في بناء المجتمع السوري في ظل سعي أطراف عدة على ترويج ثقافات مشوهة خاصة الفكر المتطرف، قال المخرج نجدت أنزور: “كل الأعمال التي قدمتها خلال السنوات الخمس كانت موجهة لمعالجة الأزمة وتسليط الضوء على كل التدخلات الأجنبية والإقليمية في هذا النسيج السوري والتي تحاول تقسيم وتخريب وتشويه هذا البلد العصي على التقسيم إن شاء الله بوعي شعبه وقيادته”
مضيفاً: “نأمل أن تكون كل الدراما السورية موجهة للتركيز على معطيات ومفرزات الأزمة وانعاساتها على المجتمع، كما يجب التركيز على مسألة التربية وإعادة بناء الإنسان السوري لمواجهة الأزمة التي يمكن أن تكون قادمة”
وأكد المخرج نجدت أنزور أنه “رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا فإن وزارة الثقافة كانت قادرة على إنتاج أفلام وهذا بحد ذاته أمرٌ فاجأ الغرب الذين سألوني باستغرب: هل ما زلتم تنتجون أفلاماً؟” فأجبتهم أن الحياة مستمرة لا تتوقف فنحن تجاوزنا الأزمة ونبحث عن معطيات جديدة لبناء مجتمع صلب متين محصن ونتمى من الله أن يوفقنا جميعاً.”
يُذكر أن المخرج نجدت أنزور أنتج خلال الأزمة السورية عدة أفلام كان أولها فيلمُ “ملك الرمال” الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط السعودية كونه يسلط الضوء على التاريخ المشبوه للملك عبد العزيز مؤسس المملكة السعودية، حيث تعرض أنزور للتهديد بالقتل جراء فيلم “ملك الرمال”
فيلم آخر أنتجه أنزور بداية عام 2016 حمل اسم “فانية وتتبدد” تناول خلاله الجرائم التي ارتكبها تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا ولاقى الفيلم قبولا وإعجابا كبيرا من قبل الجماهير.
*وكالة تسنيم للانباء