التراث والعناصر المعمارية التقليدية والوجوه والصحراء، كانت المفردات الأساسية التي رصدها معرض «ابداعات العدسة» في أبوظبي.
وقال سمو الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، إن «الإمارات تثبت في كل يوم أنها قادرة على أن تكون في موقع الصدارة، فهي تنتقل من نجاح إلى نجاح، ومن خطوة متقدمة إلى خطوة أخرى أكثر تقدماً»، معتبراً أن حصول دولة الإمارات على كأس العالم للتصوير في بينالي الفياب الدولي للتصوير الرقمي للشباب، يؤكد أنها باتت منافساً قوياً في عالم الإبداع والفنون.
وأضاف «من خلال رؤية قيادتنا الحكيمة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فقد قطعت دولتنا أشواطاً مهمة ومتميزة على جميع الأصعدة، ومنها الصعيد الإبداعي، حيث بات مبدعو الإمارات حاضرين في المشهد الثقافي العالمي، وهذا دليل على الانتعاش الفكري والثقافي الكبير الذي تعيشه دولتنا التي اتجهت منذ تأسيسها نحو إنجاز مشروعات مبتكرة، لتضاف نجاحاتها الجديدة إلى رصيد إنجازاتها السابقة».
وأشار سموه إلى أن معرض التصوير الضوئي «إبداعات العدسة» الذي افتتحه، مساء أول من أمس، في المركز الثقافي التابع لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبوظبي «يترجم بعضاً من تلك النجاحات المتتالية والمستمرة في دولتنا التي تنجب الطاقات المبدعة والمسؤولة، في ظل وجود المؤسسات والهيئات المعنية والحريصة جداً على إبراز الوجه الحضاري لوطننا على امتداد مساحته».
ويضم المعرض الذي يأتي ضمن المشاركة في احتفالات اليوم الوطني الـ40 لقيام الاتحاد، بتنظيم من رابطة أبوظبي الدولية للتصوير الفوتوغرافي وبدعم ورعاية وزارة الثقافة وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، مجموعة كبيرة من الأعمال الفوتوغرافية لأعضاء الرابطة من المصورين من الإمارات ومختلف دول العالم، تنوعت بين الصور الملونة وبالأبيض والأسود.
مفردات تراثية
بشكل عام كانت المفردات التراثية والوطنية المرتبطة بالمجتمع الإماراتي هي محور حديث العدسة وابداعاتها في المعرض، الذي يستمر حتى 17 نوفمبر الجاري، وكانت من أبرز هذه المفردات العمارة التراثية وما تتميز به من طابع خاص توقفت أمامها عدسات المصورين لترصدها في زينة الأبواب والنوافذ التراثية، وواجهات المباني القديمة. كما كانت البراجيل من المفردات التي تكررت في لوحات المشاركين، لتبدو من جوانب متعددة تبرز تكوينها المعماري الفريد. كما كان للوجوه الإماراتية حضورها القوي في اللوحات، من بينها لقطة معبرة لرجل مسن للمصور عيد ساري المزروعي، وهي من لوحات الأبيض والأسود الفائزة في مسابقة الفياب، كذلك لوحة لجمل وليد مع امه من تصوير ايمان محمد علي راشد، بينما جسدت لوحة عتيق الهاملي الصحراء بكثبانها ورمالها. أما الصور الملونة التي فازت في المسابقة فبرزت بينها لقطة لرؤى علي العميري تصور طفلاً إماراتياً يقف وإلى جانبه يظهر برج خليفة في دبي.
وخصص المعرض الذي حضر افتتاحه مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي الثقافة والتراث، عبدالله العامري، ومدير إدارة التراث والفنون في وزارة الثقافة وليد راشد الزعابي، قسماً للصور التي تم التقاطها ضمن فعاليات جائزة الشيخ خليفة الدولية لنخيل التمر، التي حملت عنوان «النخلة في عيون العالم»، وكذلك قسم للصور المرتبطة بسباق القوارب الشراعية التي تمثل جزءاً مهماً من الرياضات التراثية في الإمارات، والتي يحرص الآباء لتعليمها للأبناء. وكان للأبل حضورها الواضح في عدد كبير من اللقطات التي ضمها المعرض مثل صورة لخميس حفيتي الذي عرضها ضمن «صور من المنطقة الغربية».
أعمال خاصة
المعرض تضمن أركاناً خاصة لأعمال مستشاري رابطة أبوظبي الدولية للتصوير، وهم جاسم العوضي وسعيد الشامسي وناصر حاجي وبدر عباس وأديب شعبان. وركز العوضي في لوحاته التي تنوعت بين الأبيض والأسود والملونة، على جامع الشيخ زايد الكبير في ابوظبي، متوقفاً أمام الثريا التي تزين المسجد وهي الأكبر في العالم، وقباب المسجد، مع لوحة كبيرة تقدم لقطة شاملة لواجهة المسجد بانعكاسات الأضواء عليها. وركز شعبان على الصقارة والصحراء وما فيها من سحر وجمال، وجاءت لوحات حاجي لتقدم قصة تتكون من لقطات متتالية. وتركزت مشاركة الشامسي في لوحة تمثل الملكة بلقيس برداء مزركش بقصاصات من القماش متعدد الألوان، ووضع الشامسي الرداء إلى جانب اللوحة، كما ارفقها بتعريف عن بلقيس وما ارتبط بها من شائعات وأقاويل استمده من كتاب «بلقيس.. لغز ملكة سبأ» للكاتب زياد منى. وارتبطت لوحات عباس بتراث الإمارات لتجسد احداها فرقة شعبية تقدم رقصاتها التراثية التي لا تكتمل مناسبات وأفراح الوطن والمجتمع من دونها، كما قدم عدداً من اللوحات تعبر عن الإبل والصحراء.