مشهد من الفيلم
يُعرض الفيلم الوثائقى «إحنا المصريين الأرمن» إخراج وحيد صبحى، وحنان عزت، وإيفا دادريان، فى قسم «البانوراما الدولية» على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى، يقدم الفيلم خلال 90 دقيقة صورة عن الجالية الأرمينية فى مصر، خاصة بعد الهجرة القسرية لهم بعد المذابح التركية التى ارتكبت ضدهم عام 1915، كما يلقى ضوءاً خاصاً على طبيعة المجتمع المصرى فى ذلك وقت فى تفاعله مع المهاجرين من مختلف الجنسيات والسماح لهم بالتعبير عن خلفياتهم الدينية والثقافية.
بدأت فكرة الفيلم لدى المخرجة حنان عزت بالتعاون مع وحيد صبحى بعد تدشين هاشتاج بعنوان «مصر جميلة» على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وكانت معظم الصور التى تعبر عن مصر القديمة لمصورين أرمن، وبعد ذلك أخذت فكرة الفيلم منحى مختلفاً، خاصة بعد انضمام المخرجة إيفا دادريان التى لها باع طويل فى العمل الوثائقى بحكم عملها فى شبكة «BBC»، إضافة إلى أصولها الأرمينية.
قالت حنان عزت إن الفيلم تطلب مجموعة كبيرة من الأبحاث وتوفير المواد التسجيلية والوثائقية، إضافة إلى رصد أهم المجالات التى تميزوا بالعمل فيها داخل المجتمع المصرى من كل الجوانب سواء السياسية، أو الفنية، أو الاجتماعية، أو الاقتصادية فى مجموعة كبيرة من المحافظات، مشيرة إلى أن تصوير الفيلم وإعداد اللقاءات استغرق ما يقرب من عام ونصف العام.
تابعت «حنان»، لـ«الوطن»: «هناك مجموعة كبيرة من الفنانين الأرمن فى مصر، تم إلقاء الضوء عليهم من أبرزهم الفنانة أنوشكا التى ظهرت فى الفيلم وتحدثت عن تجربتها سواء فى المدرسة أو فى التفاعل مع المجتمع، كما تطرقت فى الحديث لمجموعة أخرى من الفنانين منهم الراحلة فيروز، ونيللى، وأنجيل آرام، إضافة إلى المنتج تاكفور أنطونيان، وتضمن الفيلم ضوءاً خاصاً على صناع التبغ من الأرمن باعتبارها من أهم الصناعات فى ذلك الوقت، وعملهم فى مجال المجوهرات حيث كانوا من أشهر العائلات العاملة فى تلك الصناعة، وحاولنا تغطية المجتمع بكل روافده».
وأضافت: «يقوم الفيلم بشكل كامل على المواد الوثائقية، فهناك مجموعة كبيرة من الصور والفيديوهات القديمة من أرشيف الجالية، المصور الخاص بالملك فاروق كان أرمينياً، وبالتالى حصلنا من عائلته على صور نادرة، وبالتالى حاولنا وضع أكبر جزء ممكن من الصور داخل الفيلم حتى يستطيع المشاهد التفاعل معها، وينقسم الفيلم إلى جزأين، الأول يلقى الضوء على سبب هجرة الأرمن إلى مصر ويلقى الضوء على المذابح العثمانية ضدهم ولكن بشكل تاريخى سريع، خاصة أننا نقدم فيلماً اجتماعياً وليس سياسياً، والجزء الثانى يؤرخ لملامح المجتمع المصرى فى ذلك الوقت، حيث إن أكبر شخص فى الجالية يبلغ 96 عاماً، ويروى تفاصيل حقبة الملك فؤاد ومن بعده فاروق وهو وقت قد يكون مجهولاً بالنسبة لكثيرين».
وعن عرض الفيلم على هامش مهرجان القاهرة، أشارت مخرجة «إحنا المصريين الأرمن» إلى أنها تعتبرها فرصة كبيرة حتى يتعرف الشباب على تاريخ جالية مهمة ومؤثرة فى تاريخ مصر، ويشاهدوا المجتمع المصرى فى هذا الوقت، قائلة: «لم يكن فى خطتنا عرض الفيلم خلال المهرجان، وفى الوقت نفسه الهدف أمامنا كان عرضه لأكبر عدد من الشباب خاصة مع انتشار ثقافة عدم تقبل الآخر».