ليست هذه المحاولة الأولى للإحاطة بتجربة الفنان المعلم نذير نبعه، ولن تكون الأخيرة. ففي ثراء التجربة،وعمقها،و فرادتها، وتنوع تجلياتها، ما يغوي، دائماً، للبحث فيها، والكتابة عنها، و اليوم خاصة، بعد أن اكتملت التجربة برحيل صاحبها تاركاً لنا الكثير من إبداعاته في اللوحة والملصق والرسم الصحفي ورسوم الأطفال. وربما بما يوازي ذلك أهمية: ذكرياتنا الجميلة عنه، و كتاباته، وآراءه، وأفكاره، وذلك التناغم الرائع بين قناعاته وسلوكه وعمله الإبداعي.
لم تحل ضرورة إنجاز هذا الكتاب بالسرعة القصوى (كي يكون جاهزاً يوم حفل تكريم ذكرى الراحل الكبير) دون حرصنا على أن يكون الكتاب لائقاً بالمناسبة وصاحبها،ومنصفاً،إلى أقصى حد نستطيعه، لسيرة حياته وإبداعه. لذلك حاولنا تضمين نصوص الكتاب كل ما احتاجته من أراء النقاد والفنانين والأدباء الذين كتبوا عن المراحل المتعددة لتجربة نذير نبعه. وإلى جانبها نشرنا نصوصاً ثلاثة كاملة، لروائي قدير (عبد الرحمن منيف) تابع التجربة عن قرب، ولفنان تشكيلي معلم (الياس زيات) رافق الراحل في عمله الإبداعي والتعليمي لزمن طويل، ولطالب من طلاب نذير نبعه في كلية الفنون الجميلة، قدم في أثناء دراسته نصاً عن إحدى لوحات نذير الشهيرة (دمشق). ومن المؤكد أن هناك، سوى ما اخترنا، كثير مما يستحق النشر، بعضه لم يتوفر لنا، وبعضه الآخر وجدناه متضمناً، كوجهة نظر، في قطوف اخترناها، ونعتقد أنها تستوفي شواهد الفكرة التي عرضناها.
*مقدمة كتاب (نذير نبعه..الفنان..والإنسان المعلم) الذي وزع أمس في احتفالية تكريمه في مكتبة الأسد.
إعداد: سعد القاسم – طلال معلا
إخراج: عبد العزيز محمد
الناشر: الهيئة العامة السورية للكتاب
Saad Alkassem وTalal Moualla.