فوتوغرافيا
أعظم أدوات الاستكشاف ..
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
Saad Hashmi | HIPA
(يثير بعض الناس الفضول في النفس، ونشعر برغبة في التعرّف عليهم أكثر وأكثر، وإذا ذهبتَ إلى واحدٍ من هؤلاء الناس وقلت له: هل يمكن أن أزورك في بيتك لتروي لي قصة حياتك ؟ قد يقول لك “هل أنتَ مجنون ؟” وقد يزدادون تحفّظاً وممانعة في الزيارة. الكاميرا هي نوع من أنواع جوازات المرور، خاصة أن كثيراً من الناس يحبون أن يكونوا موضع اهتمامٍ ما. والكاميرا هي المقدار المعقول من إبداء الاهتمام بهم. التصوير الضوئي هو اللغة الوحيدة المفهومة في جميع أنحاء العالم والجسر الذي يربط بين مختلف القوميات والثقافات، إنها تجمع عائلة الإنسان باستقلالية تامة عن التأثيرات المختلفة وفي جوٍ كاملٍ من الحرية. إن التصوير الضوئي يعكس الحياة والأحداث على حقيقتها، ويمكّننا من مشاركة الآخرين آمالهم ومصادر حزنهم، كما أنه يضيء الوضع البشري السياسي والاجتماعي ويجعلنا شهود عيان على إنسانية الإنسانية ولا إنسانيتها أيضاً). هذه مقتطفات من كتابات المصور والمؤلّف الفوتوغرافي “هيلموت جيرنسايم”، والتي إن تعمّقنا في أبعادها نستطيع أن نصف الكاميرا بأنها من أعظم أدوات الاستكشاف في التاريخ البشري، هذا إن كانت طبيعة العقل التي توظّفها مؤهّلة من حيث البصيرة والذهن المتوقّد لأداء هذه المهمة وإنجاح مقاصدها من حيث النتائج العظيمة.
تحدّثنا في مقالٍ سابقٍ عن المثالية وانعكاساتها على أطُر التصوير الفوتوغرافي بشكلٍ خاص، وكيف أنها تخطّ حدوداً لمملكة الكاميرا تعيقها عن التمدّد الرافض لأية توصياتٍ بالتوقّف، ولولا رفضها هذا لما لامس فن التصوير المعاصر ما لامسه من آفاقٍ لم يكن يصدقها أحد قبل عقدٍ أو عقدين من الزمان.
ابتكر أحد المستشارين المتخصصين في تنمية طرق التفكير حيلةً غريبة لدى متابعته لأحد الأشخاص والذي يشتكي من نوباتٍ غضبٍ شديدة تفقده سيطرته على نفسه وتشعره بالندم الشديد على سلوكه السلبي خلال تلك النوبات، وذلك بأن قام بتصويره عدة صور خلال نوبات الغضب وقام بتكبيرها وتغطية جدران مكتبه بها، ثم استقبله في مكتبه ولم يُعره اهتماماً وتظاهر بانشغاله في مطالعة بعض الأوراق .. بقي الرجل واقفاً محدّقاً في الصور بذهول ثم جلس ولم ينبس ببنت شفة. هنا قال له المستشار: هناك الكثير من الأسباب التي تستفزّنا لكن أغلبها لا تستحق أن تجعلك تبدو بهذا الشكل الذي لم تكن تتوقّعه !
فلاش
قد يصدَمُكَ حديث الكاميرا .. لكن بعض الصدمات مفيدة !