يُفتتح اليوم في قاعة المعارض الكبرى بمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، معرض فوتوغرافي لأول مصورة في الإمارات العربية المتحدة، وهي شيخة السويدي الملقبة بـ «أم المصورين»، من تنظيم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية. وتُعد شيخة السويدي، ذات الثمانين عاماً التي استهوتها هواية التصوير الفوتوغرافي وهي في السابعة عشرة من عمرها في الخمسينات، أول إمرأة إماراتية تحمل الكاميرا وتلتقط صوراً في انعطافة فنية اجتماعية كان لها أثرها البارز على بنات جيلها.
تحرص شيخة على حضور معارض التصوير الضوئي على مختلف أنواعها، وزارت معرض «بعيون إماراتية» الذي نظمته المؤسسة لمصورات إماراتيات منتصف العام 2012، حيث عبّرت عن فرحتها بانتشار حركة التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، كما عبّرت عن إعجابها الشديد بأعمال المصورات المشاركات في ذلك المعرض.
نشأت شيخة وترعرعت في فريج المرر، في منطقة ديرة بدبي، في الأربعينات من القرن الماضي، وانتقلت مع عائلتها إلى بر دبي بينما كانت في سن مبكرة، وهو ما أتاح لها تطوير رؤية بصرية متعددة الأوجه، وبدأت موهبتها تظهر من خلال تعلقها بالصور والرسوم.
دفعها شغف الصورة إلى استعارة آلة تصوير من الموظف الهندي الذي يعمل في مكتب كرمكنزي، حيث كانت توصل البرقية التي ترجمها محمد شريف وكيل الشيخ سعيد من العربية إلى اللغة الإنكليزية، وإنطلقت في خمسينات القرن الـ20 على متن قارب باتجاه مومباي الهندية، وراحت تلتقط الصور هناك، قبل أن تعود بحصيلتها الأولى منها.
نمّت شيخة السويدي موهبتها في الرسم والتصوير الضوئي في زمن كانت فيه الإمكانات شحيحة، لكن إرادة الفرد كانت تعوّض ذلك الشح. وكانت المرحلة الأكثر أهمية في تعلق شيخة بعالم الصورة، عند بلوغها سن الـ 15، واطلاعها على الصحف التي كانت تفد من الدول العربية، وتقول في هذا الصدد: «كنت أنبهر بشكل كبير بتلك الصور التي حاولت تقليدها من خلال مجموعة من الألوان التي اشتريتها كي ألبي هذه الهواية، ولقيت تشجيعاً كبيراً من خليل قمبر».
ووجدت شيخة الحل في ممارسة هواية التصوير من خلال استعارة كاميرا من شخص هندي يدعى جيتاه، كان يعمل في مكتب كرمكنزي، وهو مكتب خاص بخدمة المراكب» كان تابعاً للشيخ سعيد آل مكتوم. كما ساعدها شخصان من بريطانيا، أحدهما هو جورج شبمان الذي شجعها كثيراً علـــى ممارسة التصوير.