* التعريض الضوئي Exposure
تبقى كل صورة من الفيديو الذي قمنا بتصويره في الأخير صورة صنعت بالاعتماد على احتساب عدد الفوتونات الذي اسقطت على الأماكن المخصصة لاستقبالها في المستشعر خلال وقت محدد. هذا هو التعريض الضوئي، وبما أن هذا المتغير مرتبط بمستشعر الكاميرا، فالوحدة المعتمدة للقياس هي (eV) أو ما يعرف بالشحنة الكهربائية في كل موقع خاص باستقبال الفوتونات. لا يجب الخلط بين (eV: electron volts) و بين (EV: exposure value) أو ما يعرف بقيمة التعريض الضوئي.
مدة التعريض الضوئي بالطبع يحددها معدل عدد الصور و زاوية غالق الكاميرا (أو ما يعرف بسرعة غالق الكاميرا) . الآن، من المهم جدا ذكر شيء آخر في غاية الأهمية، و يخص الحساسية للضوء أو ما يعرف بالـ ISO. مستشعر الكاميرا به حساس للضوء أصلي أو أساسي. و هو المستوى الطبيعي الغير مضخم الخاص به للحساسية. عند الرفع من قيمة الحساسية للضوء ISO بالكاميرا، كل ما انت بصدد فعله هو تقليص درجة تعرض المستشعر و تضخيم إشارة الخروج. و هذا ما يزيد من الضجيج في الصورة الى حد كبير.
التعريض الصحيح او الجيد يعتمد بشكل كلي على الموضوع الئي تصوره وظروف التصوير التي تتواجد فيها، ولكن بشكل عام الصورة التي تحتوى تفاصيل فى المناطق الساطعة والمعتمة جدا في المشهد ولكن بدون اي ضوضاء او تشويش هي صورة معرضة بشكل جيد وهي الحدود القصوى التي تستطيع الكاميرا التقاطها، ولكن هناك استثناءات طبعا عندما تكون تصور في يوم غائم تصبح قدرة المستشعر على التقاط التفاصيل في مناطق السطوع والظلال صعبة جدا .
وهنا يأتي دور ما يعرف بالـ Grey Card / White Card البطاقة الرمادية والبطاقة البيضاء حيث يتم قياس التعريض بناء على التفاصيل المتوسطة السطوع والظلال في المشهد وذلك عن طريق وضع احدى البطاقتين في المشهد وقياس التعريض بناء على درجة لون احدى البطاقتين وبذلك تضمن بان تعريض الصورة الذي حصلت عليه هو الافضل.
في الصورة الموجودة أعلى هذه السطور، كنت حتما أواجه الكثير من الصعوبات مع التعريض الضوئي. الصورة التقطت في الليل تحت سقف منزل حجري مهجور داخل الغابات الضوء الوحيد المتوفر كان صادرا من نيران موقدة في مكان قريب و مصباح زيتي كانت وظيفته الأساسية أن يكون مصدر ضوء عملي.
ألوان البشرة يمكن أيضا تعريضها بطريقة مشابهة لتعريض الأوراق الرمادية. و يمكن لك أن تلاحظ من خلال الرسم البياني في دافينشي ريزولف أنها كانت أقل بقليل. إن قمت بالإضافة أكثر من ذلك اعتقادا مني أن الدرجات يمكن تحسينا أكثر بذلك، فسيتوجب على حتما بعد ذلك التعامل مع كل أنواع الضجيج مما يؤدي الى صور غير مستقرة.
فتحة العدسة كانت فعلا مفتوحة بالكامل و لم أكن أريد أن أزيد في درجة حساسية الضوء ISO. لذلك الحل الوحيد كان زيادة الضوء المحيط لمستوى أين تصبح نسبة ألوان البشرة متراوحة بين 40% و 50% IRE. بالنظر للرسم البياني نلاحظ أن هذه المستويات أصبحت أفضل بكثير. ذلك لأن نطاق الانارة الكلية في الصورة محدود نوعا ما، فليس هنالك حقا ما هو أكثر سطوعا من ألوان البشرة.
ان كنت لست من محبي الألوان المحتوية على الضجيج فمن المستحسن إعطاء مستشعرك المزيد من الضوء لذلك أنصحك بتعريض ضوئي أكبر. ان كنت بصدد العمل بمستشعر ذو نطاق ديناميكي أعلى فسيكون لديك تقريبا أكثر أو أقل بـ 6 درجات توقف فوق متوسط الرمادي، حتى تتمكن من النزول بتعريضك الضوئي فيما بعد التصوير لإعادة الأضواء العليا و ستتحصل بذلك على أقل ضجيج و أماكن داكنة وهو ما يعرف بـ” التعريض لليمين ” ETTR و بالنظر للرسم البياني فأنت تقوم تحويل كل شيء قليلا للجهة اليمنى. و درجة هذا التحويل الطفيف هي مرتبطة بمستشعرك، لذلك من المهم معرفة كم توقفا لديك فوق و تحت المستوى المتوسط للرمادي بقاعدة ISO الخاصة بمستشعرك.
ليس لديك أي تحكم بالحد الأقصى للنطاق الديناميكي لمستشعر الكاميرا الخاصة بك، لكن عموما لك تحكم مثالي على متوسط مستويات الضوء المضيء لمشهدك، فيمكنك تباعا لذلك التحكم في نسب الضوء بين الظلال و الأماكن الأكثر اشراقا. و هذا هو التباين. ان كنت تريد الصعود بقدرتك على التحكم بالأضواء و عملك في التصوير بصفة عامة الى مستوى أعلى، فأنصحك بشدة أن تأخذ بعين الاعتبار إضافة أداة قيس للضوء لأدواتك و تعلم العمل به.التحكم بالضوء هو المفتاح لـ تصوير سينمائي أكثر جمالا و روعة.
ما أخشاه بشدة هو أن يكون هذا قد ضاع في طيات النسيان مع تفشي موضة التصوير الا في حالة تواجد الإضاءة المثالية، و التي لا تكون في أغلب الحالات أقل بكثير من المستوى المطلوب للحصول على أفضل أداء لـ مستشعر الكاميرا. الرغبة الجامحة و الطلب المتزايد على درجة حساسية للضوء ISO عالية جدا تقتل قوة و سحر الابداع في معالجة الإضاءة المتوفرة.