عبق الأندلس في مدينة شفشاون المغربية
القاهرة – ياسر سلطان
يستضيف المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي في القاهرة، معرضاً فوتوغرافياً بعنوان «شفشاون… اللؤلؤة الزرقاء» بمشاركة 10 مصورين من جنسيات مختلفة. كانت المدينة المغربية شفشاون هي الملهمة والحاضرة في كل أعمال المصورين المشاركين من واقع معايشتهم في هذه المدينة الساحرة.
وحضر الافتتاح السفير المغربي في القاهرة محمد سعد العلمي وأستاذ التصوير في المعهد العالي للسينما الفنان سمير سعد الدين، وعدد كبير من الفنانين والإعلاميين. وشارك في المعرض كل من المصورين: سعيد الشامسي من الإمارات وعمر حرز الله عبادة من تونس وماجد قريرة من ليبيا وسمير الحسيني ووحيد تاجاني من المغرب وخوان ريباس من إسبانيا وروبرت هال من أميركا وندى محروس وجورج ماهر من مصر. وتباينت الأعمال المعروضة بين تصوير الوجوه والمعالم المعمارية للمدينة وتفاصيلها التراثية التي تتميز بالبساطة والانسجام مع الطبيعة، كما خيم اللون الأزرق على عدد كبير من الأعمال.
«الأزرق» هو أكثر ما يميز مدينة شفشاون المغربية كما يقول الفنان المصري أحمد شبيطة، وتميزها أيضاً شخصيتها المتفردة وطبيعتها الجبلية ذات اللونين الأصفر والبني بتدرجاتهما، ما يجعلها في حد ذاتها لوحة فنية طبيعية. ومن عشق المكان واستلهام روحه التي اتفق عليها العديد من المصورين الفوتوغرافيين من جنسيات مختلفة وثقافات ولغات متباينة، أتت فكرة المعرض «شفشاون… اللؤلؤة الزرقاء». وعن تجربتها في مدينة شفشاون المغربية، تعلق الفنانة المصرية ندى محروس: «زرت هذه المدينة بعد ترشيحي لجائزة خلال مهرجان شفشاون للتصوير الفوتوغرافي، وكان معي الزميل المصري المصور جورج ماهر، وشغفت بالرموز الثقافية لهذه البلدة وما تملكه من اختلاف جعلني أشعر بأنه يجب نقل هذه التجربة الجميلة إلى الجمهور».
وتعبر محروس عن سعادتها كون القاهرة هي أول عاصمة تحتضن هذا المعرض عن تلك المدينة المغربية الساحرة التي يأسر جمالها كل من يمر بها، ويتضح هذا في أعمال المصورين المشاركين في المعرض، إذ عبر كل منهم عن رؤيته بطريقة مختلفة وتناولوا «شفشاون» كمرجع بصري وحقل معرفي لأعمالهم الفوتوغرافية.
وتعد مدينة شفشاون أحد أكثر المدن المغربية جذباً للسياح وتقع في أقصى شمال المملكة المغربية حين تأسست عام 1471 على يد علي بن راشد لإيواء مسلمي الأندلس النازحين من إسبانيا، ومثلت قلعة للمجاهدين ضد الاستعمار الإسباني خلال القرن الماضي. وقيل في أصل تسميتها الكثير، إذ أرجعه بعضهم إلى كلمات عربية أو أمازيغية محرفة، غير أن غالبية آراء المؤرخين قد استقرت على أن اسم شفشاون مركب من كلمتين: الأولى هي «شف» بمعنى: انظر، والثانية «إشاون» جمع كلمة «إش» الأمازيغية التي تعني «القرن»، وتطلق في العادة على قمة جبل حادة. وتعد شفشاون من أجمل المدن المغربية وارتبطت تاريخياً بالمأساة الأندلسية بمختلف أبعادها وتجلياتها وانعكاساتها السلبية. وتتميز عن غيرها من المدن المغربية ببهاء معمارها الآسر الذي يجمع بين البساطة والتناسق، ما يعكس حساً معمارياً راقياً لدى ساكنيها خصوصاً في ما يتعلق بتلك التوليفة الساحرة بين اللونين الأبيض والأزرق اللذين ظلا دائماً رمزاً لبيوتها وأزقتها، وكانا أشبه بالتميمة التي تكررت في أعمال المشاركين في معرض التصوير الفوتوغرافي في القاهرة.