القدرة على استخدام وسائل التواصل لا تعني وجود ثقافة إعلامية
الأمية الإعلامية الرقمية خطر يتفاقم مع الانفجار المعلوماتي
التعامل مع الأمية الرقمية الإعلامية يبدأ من خلال تعزيز الثقافة الإعلامية لدى أفراد المجتمع لتجنب التعامل العشوائي مع المحتوى المنشور عبر منصات الإعلام الرقمية.
العرب [نُشر في 2016/11/11، العدد: 10452، ص(18)]
الشارقة – مع الانفجار الحاصل في وسائل الإعلام الرقمية ومنصات الشبكات الاجتماعية، ظهرت الحاجة الماسة إلى تقييم المعلومات والرسائل الإعلامية والتي تحتاج إلى وعي المتلقي وقدرته على التعامل مع الإعلام الرقمي.
وأكد أكاديميون وإعلاميون، أن هناك حاجة إلى التعامل مع الأمية الرقمية الإعلامية من خلال تعزيز الثقافة الإعلامية لدى أفراد المجتمع، لتجنب التعامل العشوائي مع المحتوى الإعلامي المنشور عبر منصات الإعلام الرقمية، ما يؤدي إلى الخروج بنتائج وتحليلات وهمية.
جاء ذلك، خلال ندوة “محو الأمية الإعلامية والرقمية” التي عقدها المجلس الوطني للإعلام في قاعة الفكر، على هامش فعاليات الدورة الـ35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة، ويستمر حتى 12 نوفمبر الجاري.
وأوضح المشاركون، أنه مع تطور وسائل الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، أصبح الحصول على المعلومات وتحليلها، يعتمد بشكل كبير على وسائل اتصال وتقنيات مختلفة، ساهمت في تشكيل الوعي الإعلامي للفرد كفيسبوك وتويتر وواتساب.
وأكد محمد عايش رئيس قسم الاتصال الجماهيري في الجامعة الأميركية بالشارقة خلال مداخلته، على وجود أمية إعلامية في المنطقة العربية.
وأوضح عايش أن الأمية الإعلامية منتشرة في المنطقة العربية، وعلينا أن ندق ناقوس الخطر للتقليل من هذه الأمية، وبدء العمل على محوها تماما، وهي تذكرنا بالضبط بالأمية القرائية التي كانت منتشرة في المنطقة خلال عقود الستينات وما قبلها.
وأضاف أن “سبب انتشار الأمية الإعلامية الرقمية المباشر هو عدم وجود الوعي الكافي لدى الجمهور، ممن لا يحسنون استخدام وسائل الإعلام الرقمية، ولا يعرفون تأثيرها، والتي بدأت تأخذ منحى كبيرا بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي”.
وبين المتخصصون الإعلاميون أن القدرة على استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي، لا تعني وجود ثقافة إعلامية. وأكدوا أن السبيل إلى التخلص من هذه المشكلة لا يمكن أن يتم إلا عبر وجود ثقافة إعلامية مجتمعية ومؤسساتية.
واستخلص معنى “محو الأميّة الإعلامية”، من التطبيق الماهر لمهارات محو الأميّة الإعلامية ورسائل التكنولوجيا. فقد كانت محو الأميّة ولفترة طويلة جزءا هاما من المشاركة المدنية المدروسة، وجعلت منها الثورة الرقمية أكثر أهمية.
بدورها، أشارت عبير النجار أستاذة مشاركة في دراسات الصحافة والإعلام بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى أن وسائل الإعلام الرقمي أصبحت أكثر قربا منا، ما يتطلب التدقيق للوقوف على محتويات هذه الوسائل وتحليلها.
من جهته استعرض جاسم الشحيمي، الإعلامي الرياضي ومقدم برنامج “سيلفي”، مسيرة تطور البرنامج والتحديات التي واجهها في البداية، وعدم تقبل البعض للأفكار الجديدة، إضافة إلى كيفية استخدام المهارات والمواهب الشابة في إنتاج محتوى إعلامي موجه لفئة الشباب.
ودعت الندوة، إلى ضرورة تعزيز مستوى مهارات الوعي المعلوماتي، من خلال تطوير عمل مؤسسي لدمج الإعلام الرقمي والتربية الإعلامية الرقمية في المجتمع.