المصور حارس البوابة الأول، يحدد ما يتم اقتطاعه من واقع الحدث. و من الخطأ الشائع الاعتقاد بأن كل مصور يحرك وفق أجندة إجتماعية أو سياسية تخدم انتماءاته الحزبية أو المذهبية الطامعة. من لا أجندة له حتما سيقع في دوامة فكرية قبل اتخاذ القرار، لا سيما وإن كان لديه من الإدراك والوعي اللازمين لجعله يتردد فيما يقتضي عليه فعله. وفي حال اقتراب الواقعة من حياته الأسرية يتضاعف الشعور بالمسؤولية. ليس كل مصور ملما بالأخلاقيات الإعلامية. لا يمارس كل من تواجد وقت الحدث مع هاتف ذكي كالآيفون والبلاكبيري دور الرقيب الذاتي على وجه صحيح في ظل الرغبة أو الحاجة إلى الظهور والانتشار في مختلف الشبكات الاجتماعية والتي تكون في غالب الأحيان المحرك أو الدافع الرئيس لنقل الحقائق المصورة إلى العامة وهذا تصرف أناني وغير أخلاقي يهدف إلى إحداث حالة من الثورة والغليان العام لا يعرف كيف يضع لها نقطة انتهاء.
أصحاب التفكير الأخطبوطي من المصورين لا يرون الصورة التي تظهر بشاشة الهاتف النقال أو الكاميرا الرقمية فقط. إنهم يرونها كقطعة من أحجية الصورة المقطوعة، صورة تتعدى بحجمها وتأثيرها تلك التي قاموا بتأطيرها بواسطة عدسة الكاميرا. و مرة أخرى، لا يمتلك كل مصور أخطبوطي التفكير كامل الإرادة فيما يختار عندما يتدخل حارس بوابة ذاتي آخر في القرار، المصور أم الأب؟ المصورة أم الأم؟ المصور أم الأخ؟ المصور متحمس لنقل الحدث، وهو في نفس الوقت متردد بسبب نفوذ الدور الآخر في حياته.
وفي ظل الأجواء التأزيمية في الكويت حيث باتت الفتنة والعنصرية أسيادا للموقف الشعبي تجاه ما يحدث بالبلاد أرجوكم، أرجوكم، أرجوكم، كونوا آباءً، كونو أمهات. كونو أبناء أوفياء راشدين قبل أن تكونوا مصورين. أيها المصورون، أنتم حراس البوابة الأوَل. وتذكرو أنكم تملكون صورا فقط عن “الظاهر” من الحقيقة وما بطن منها يعلمه وحده سبحانه علاّم الغيوب.
فكر أيها المصور والمغرد دائماً قبل النشر. هل سأجني ثمار سلام طيبة أم سأجني بفعلتي هذه على أمن البلد؟