طبيعة عمله بحثية أكاديمية في جامعة الكويت حيث يقوم بعمل أبحاث متنوعة مختصة بمجالات علوم الأرض والبيئة بشكل عام سواء كان ذلك باستخدام الكائنات الحية التي عاشت من عصور سحيقة أو موجودة في العصر الحالي بالإضافة إلى تدريس مقررات والإشراف على رسائل ماجستير، بالإضافة إلى المشاركة في لجان خارج نطاق الجامعة لخدمة الوطن.
بدأ هواية التصوير في سن مبكرة حيث كان ولازال ممن يعشقون الطبيعة وكل ما أبدعه الخالق سبحانه وتعالى على وجه ، الأرض وبحكم تخصصه العلمي ازداد اهتماميه بالتصويرالاحترافي نوعا ما حيث يتطلب تصوير الصخور والطبقات من زوايا معينة تتطلب معرفة أكبر في علم التصوير. هو من الهواة الجادين في التصوير الفوتوغرافي. وعن مجال التصوير الميكروسكوبي يقول بأنه مختلف عن التصويرالاعتيادي إذ يعتمد على ما يسمى بالميكروسكوب الماسح الإلكتروني حيث يمكن رؤية تفاصيل متناهية الدقة تصل إلى قوى تكبير بوحدة النانو
سألناه عن الاسم العلمي لهذا النوع من التصوير وعن نقاط الالتقاء والاختلاف بينه وبين التصوير الفوتوغرافي، فقال:
” ليس هناك اسما محددا ولكن أستطيع القول بأن نقاط التشابه ما بين التصوير الفوتوغرافي والتصوير المجهري الإلكتروني على حد القول أنه يتم استخدام الكاميرا الرقمية لكليهما، ويمكن معالجة الصور باستخدام برامج تعديل الصور كالأدوبي فوتوشوب وغيره أضف إلى ذلك عملية تعديل البعد البؤري والقرب والبعد من الجسم المراد تصويره. يختلف عنه بأنه يتم في معامل خاصة وتكون مجهزة بتقنيات تختلف عن التصوير الفوتوغرافي و لايوجد هناك حاجة لفلاتر أو عدسات مختلفة يتم تركيبها حسب الحاجة. أضف إلى ذلك، يتم طلاء العينات المجهرية بالذهب لاحتوائه على أشعة التي توجد داخله، وهذه الأجهزة تطلق إلكترونات تنعكس من سطحها وتعطيها وضوح ونقاوة بدرجة عالية جدا.
ما الوقت الذي تستغرقه في تصوير الأحفورة أو المعدن، وتقنيا ماهي المعدات المطلوبة لذلك؟
الوقت يختلف باختلاف ما يريده الباحث من العينة التي يتم تصويرها، ولكن تتراوح فترة التصوير ما بين أربع إالى خمس ساعات يوميا لأن البحث علمي بحر لامتناه يتطلب الإمعان والتفكر فيه لفترات طويلة حتى يستطيع الباحث التوصل إلى نتائج أفضل. وبالنسبة للمعدات نستعين بالتصوير الفوتوغرافي الاعتيادي ووحدات خاصة للتصوير المجهري الإلكتروني.
كيف تصف فنيا الصور المكبرة لتلك الأحافير والصخور؟
بصراحة لا يوجد أدق ولا أجمل من فن الخالق عز وجل في التفاصيل المتناهية بالصغر في هذه الأحافير والصخور. فما نشاهده كباحثين ونعتبر من المحظوظين أن نرى إبداع وفن الله في خلقه ونحاول جاهدين تفسير علاقة هذا الجمال بما يحيطه من عوامل الطبيعة.
هل فكرت يوما بعمل معرض شخصي يمزج مابين الفن والعلم، معرض يتضمن سلسلة من هذه الصور الميكروسكوبية؟
نعم بلا شك، حاليا لدي من الأعمال البحثية والالتزامات الأكاديمية الأخرى لا تمكنني من عمل ذلك و سوف أحاول التحضير لإقامة معرض مستقبلا
ما هي الأشياء أو الأجسام التي فكرت في تصويرها و لا تمت وتخصصك بصلة بواسطة تلك التقنية؟
الفضول يتزايد باستمرار وحب المعرفة لا ينقطع، فمثلا صورت بكتيريا متحجرة على شكل عناقيد تشبه العنب. كما قمت بتصوير أعين الذبابة المركبة والعجيبة وأشياء أخرى كثيرة.
كيف أثرت تفاصيل تلك الصور روحانيا على شخصك؟ صف لنا تجربة هذا الشعور.
لقد خشعت لله سبحانه وتعالى عند استخدامي لجهاز الماسح الإلكتروني بجامعة الكويت لأول مرة. وجلست أنظر إلى التفاصيل الغريبة والموجودة بدقة صغيرة جدا في الحجم بشكل هندسي وزخارف ذات أنماط مختلفة. تتميز كل واحدة عن غيرها. وهذه البلورات التي تكون جدران وحجيرات تلك الأصداف الذي لا يتعدى حجم الواحد منها 2 مليلمترا.
وطريقة ترتيبها بزوايا ثابتة ومتساوية. ناهيك عن الشكل الذي تترتب به المعادن وتتداخل بعضها البعض وهي أساسا كانت موجودة بما يسمى بالمصهور الذي يأتي من جوف الأرض. كل ذلك وغيره الكثير جعلني إنسانا هادئا ولاأغضب بسرعة وزاد تعلقي بذات الله عز وجل وجعلني شغوفا دؤوبا للتحصيل العلمي يوما بعد يوم ومهما حاولت، يظل الله هو المعجز وما نعلم إلا نقطة في بحر، و أختم بقول الله تعالى: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”.