في ظل الضجة الاعلامية التي أُثيرت حول أعمال قدمها المصور الاميركي المشهور ستيف ماكيوري وأعتبرت تزييفاً وتزويراً للحقيقة حيث يخلط البعض في تصنيف ما يقدمه المصورين من أعمال صحفية تارة وفنية تارة آخرى، وبما أن الصورة الصحفية التي تحمل طابع فني في بعض الأحيان، مما يصعب من عملية التفريق بين الصورة الفنية عن مثيلاتها الصحفية لدى الكثير من الناس بما في ذلك المصورين أنفسهم،لهذا ربما من الواجب أن يتم التنويه لأهم الفروق الجوهرية بين الصورة الصحفية والفنية .
((الصورة الصحفية))
1-الصورة الصحفية تعبر عن حدث يجيب المشاهد عن حدث ما لزمان ومكان محددين.
2-وجود العنصر البشري يعتبر عادةً عنصراً أساسياً في الصورة إلا إن كان موضوع الصورة مثلاً مكان أثري أو مقر حكومي أو مسجد وغير ذلك من الحالات التي لها علاقة بالتراث الإنساني والتاريخي وحتى الطبيعي، حيث تبقى هذه الحالات وصورها في نظر البعض أقرب للصورة الفنية منها للصحفية.
3-يجب أن تحتوي الصورة على أكبر عدد ممكن من تفاصيل الحدث وهنا على المصور إلتقاط صور للحدث من عدة زوايا كي يتحصل على الصورة الأبلغ التي تعبر عن الحدث ، كما يفضل عدم استخدم الفلاش إلا في أماكن مظلمة يصعب معها إلتقاط الصور.
4-التعديل على الصورة ممنوع إلا في حال ضبط الإضاءة والألوان أو تصحيح الكادر بحيث لا يؤثر على موضوع الصورة نهائياً ، ولا يجوز صنع الصورة بالطلب من شخص ما الوقوف بوضعية تخدم رسالتك والحدث الذي تقدمه لأنك في هذه الحال ستزييف الحدث إلا إذا كانت صورة شخصية صحفية ( بورتريه ) .
((الصورة الفنية))
1-لكل مصور رؤيته الفنية وهنا يكمن عنصر الإبداع والتميز في إظهار جماليات غير محدودة دون التقيد بالزمان والمكان وتحديدهما ، كما يمكنه صنع ما يتخيله من مشاهد وتكوين لخلق صورة تحمل رسالة أو تبرز عناصر جمالية وإبداعية تكون بصمة للمصور بمثابة توقيع .
2-من أهم ما يميز الصورة الفنية عن الصحفية هو إمكانية التحرير للصورة فيمكن إجراء التعديل في الإضاءة والألوان كما يمكن حذف العناصر أو إضافتها بالبرامج المختصة بتحرير الصور ( الفوتوشوب / اللايت روم ) وغيرها، والجدر بالذكر هنا أن بعض مسابقات التصوير الفوتوغرافي الفني لا تقبل بالحذف والإضافات للعناصر.
إن الصورة هي وسيلة اتصال ورسالة بين المرسل والمتلقي “صحفية أو فنية” ، وهي تسجيل حي وواقعي وتاريخي للحظة مهمة طارئة أو لخلق مشهد فني، فما يسجل في لحظة قد يكون خالداً إلى فترة من الزمن، وقد يكون دليلاً وشاهداً على العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق وقد تكون مؤثرة في مستقبل الشعوب، ولا يمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل عدسة المصور الذي يتمتع بخاصية العين الثالثة وهي الكاميرا ليصطاد اللحظات الهاربة من الزمن ليوثقها زمانا ومكانا وإبداعاً.
لهذا قبل الاستعجال في الحكم على المصور والصورة علينا أن نحاول معرفة الحقيقة أخذين في إعتبارنا موضوع الصورة وتصنيفها وكيف تم تقديمها وفي أي قالب بدل الانسياق مع الجموع دون دراية
.
بقلم الكتابة ليلى نعيم المغربي