لم تكن تعلم أنها على موعد مع القدر في هجوم إرهابي مباغت في بوركينا فاسو، شاءت الأقدار أن تسلم الشابة المغربية ليلى العلوي المصورة الفوتوغرافية الحالمة في ربيع عمرها، عن سن يناهز 33 سنة، روحها إلى ربها، مساء الاثنين بعد الهجوم الإرهابي الذي طالها وسط عاصمة بوركينافاسو بواغادوغو في إطار مهمة إنجاز صور فوتوغرافية لحساب منظمة العفو الدولية.
ليلى العلوي المزدادة سنة 1982 بنت مراكش الحمراء، من أب مغربي وأم لبنانية، استقرت بفرنسا، درست التصوير الفوتوغرافي بجامعة نيويورك بعد عشق طويل. و شقت طريقها لتصبح من بين الأسماء الساطعة في مجال الفن التصويري تتسم إبداعاتها بالإنسانية حيث تهتم في إبداعاتها بقضايا مهمة كالتنوع الثقافي، والفن المعماري الفلكلور والهجرة والتنوع العرقي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، و يظهر اعتزازها ببلدها المغرب من خلال سلسلة من اللوحات المميزة التي التقطتها عدستها، والتي تظهر جانبا كبيرا من الثقافة المغربية، و قامت ليلى بمجموعة من الرحلات عبر مختلف المدن المغربية من الريف إلى شفشاون والأطلس وسوس.
و يتميز أسلوبها في التصوير بالبساطة والأصالة التي تكاد تختفي في عصر العولمة و ذلك بتركيزها على مختلف الأجناس رجال و نساء من مختلف طبقات المجتمع. وتستلهم ليلى أسلوبها الذي يجمع بين الأصالة و المعاصرة من المدرسة الأمريكية التي تتلمذت على فكرها متأثرة بالمصور الشهير “روبرت فرانك”.
من بين أبرز الصور الفوتوغرافية ل ليلى العلوي لوحة “شفشاون، شمال المغرب”، و التي تظهر فيها امرأة مرتدية الزي التقليدي لشمال المغرب، وفي نفس الوقت تظهر اللوحة الجانب القوي و الثائر في المرأة رغم بساطتها.
كما قامت الفوتوغرافية الشابة في عمل جمعها بالنجم البرازيلي “نيمار داسيلفا” ببرنامج إسباني كمغربية تلتقط صورا لمهاجم فريق برشلونة.
الشابة المبدعة الراحلة قامت بعرض أعمالها في آخر معرض لها بعنوان”40″ حيث عرضت فيه 40 صورة فوتوغرافية يظهر فيها مجموعة من الفنانين المغاربة في مختلف المجالات.
“وفاة العلوي” أثار صدمة كبيرة في نفوس معجييها و الناشطين بالمواقع الاجتماعية و التي نقلت بلوحاتها الثقافة المغربية لمستويات عالمية.
توفيت المصورة المغربية ليلى العلوي التي أصيبت بجروح في الهجوم الذي استهدف مساء الجمعة الماضي مطعم وفندق وسط واغاداغو عاصمة بوركينا فاسو، إثر نوبة قلبية رغم الإسعافات التي قدمت لها، بحسب السفارة المغربية في بوركينا فاسو.ونقلت فرانس برس عن وكالة الأنباء الرسمية المغربية، إن ليلي توفيت في إحدى عيادات العاصمة عقب سكتة قلبية، مضيفة أنه “سيتم نقل الجثمان إلى المغرب في أقرب وقت ممكن بعد استكمال الإجراءات”.هذا وقد شن تنظيم القاعدة في “بلاد المغرب الإسلامي” هجوما ليل الجمعة على مطعم وفندق في واغادوغو يرتادهما غربيون ما خلف 29 قتيلا كما احتجزوا رهائن.
ووفقا لفرانس برس فقد كانت ليلى العلوي وقت الهجوم في مقهى ومطعم يحمل اسم “كابوتشينو”، وأصيبت برصاصتين واحدة على مستوى الذراع وأخرى في الساق، ليتم نقلها بعد ذلك إلى إحدى العيادات حيث أجريت لها عملية جراحية.
وكانت ليلى تعمل كمصورة وجاءت الى واغادوغو لالتقاط صور
فوتوغرافية لصالح منظمة العفو الدولية، حيث تعد الضحية رقم 30 للهجوم. وفقا للوكالة.