ترددت المصورة الصحافية آنا بالاسيوس 43 عاماً على زيارة مركز «كابانغا» لرعاية الألبينو في تنزانيا ثلاث مرات بين عامي 2012 و 2016 بهدف تسليط المزيد من الضوء على معاناة هذا الجنس الإفريقي الأبيض.
يتعرض المصابون بالمهق أو الألبينو للاضطهاد لعدة أسباب منها بسبب المعتقدات التي يدّعيها السحرة بأن أطراف الألبينو وأجزاء من أجسامهم تحمل قوى سحرية، ومن جهة أخرى بسبب الخوف من «اللعنة» إذ يعتقد الكثيرون أن هذا الجنس الغريب بالنسبة لهم يجلب المآسي والحظ السيء.
جمعية الألبينو في تنزانيا قامت بتسجيل 8000 شخص من الألبينو منهم رجال ونساء وأطفال، ولكن تقديراتها تشير إلى أن عدد الألبينو في تنزانيا أكبر بكثير، ورجحت المؤسسة عدم التحاقهم بمراكز الرعاية بسبب جهلهم بوجودها أو بسبب إصرارهم على العيش في الخفاء.
مراكز خاصة
ذكرت المصورة آنا بالاسيوس في لقاء لها مع قناة باركروفت «إن الحكومة التنزانية حرصت على إنشاء مراكز خاصة لحماية الأشخاص الذين يعانون من المهق، والذين فروا من قراهم خوفاً من تعرضهم للذبح والبتر على يد تجار الأعضاء الذين يبيعون أطرافهم وأعضاءهم للمشعوذين لاستخدامها في إعداد خلطتهم السحرية التي تجلب الحظ وتعالج مرض نقص المناعة (السيدا) وفقاً لمعتقداتهم.
في أول زيارة لها في عام 2012، أقامت أنا في ملجأ (كابانغا) مع منظمة غير حكومية أسبانية تعرف باسم (باندورا)، والتي تهتم بتقديم الدعم والرعاية للألبينو، وحولت الملجأ لمكان تقدم فيه الخدمات بصفة ذاتية، إذ تعلم الألبينو زراعة الأرض والأكل من خيراتها وخياطة ملابس يرتدونها وإدارة المطابخ الجماعية والفصول الدراسية.
وصمة عار
وقالت المصورة إن العديد من المقيمين في الملجأ فروا من منازلهم خوفاً من تعرضهم للذبح، وبعضهم تخلت عنهم أسرهم بسبب الخجل والخوف. وأوضحت بأن الطفل»الأبيض«هو وصمة عار للأسرة، وهو لا يحظى بالرعاية الكافية ولا على الطعام الكافي لينمو، كما لا تهتم عائلته بتدريسه، وفي بعض القبائل قد يقتل الطفل الأبيض عند الولادة، أو يقدم قرباناً للمشعوذين.
هذا الجنس الإفريقي الأبيض، يعاني أيضا من صعوبة العثور على شريك، بسبب المخاوف المنتشرة تجاههم منها أنهم كائنات»لعينة« لا تموت بل تتلاشى وأن لمسة منهم تغير لون بشرتك إلى الأبيض أو تصيبك بالمرض.
حملات توعية
على الرغم من المحاولات الكبيرة والرعاية التي تقدمها الحكومة لحماية الألبينو، ترى المصورة بأن التعليم هو السبيل الوحيد للحيلولة دون تعرض هؤلاء للاضطهاد. كما دعت لنظام عدلي رادع، يطبق أقصى العقوبات على تجار الأعضاء والمشعوذين.
وأكدت المصورة أن وضع الألبينو في تنزانيا لن يتحسن إلا بنشر العلم وحملات التوعية بين السكان ليدركوا بأن الألبينو، ما هو سوى شخص يحمل خللاً في الجينات ينتج عنه نقص أو انعدام في صبغة الميلانين مما يحدث حالة تسمى بالمَهَق.