مبدعات سعوديات يتألقن… خارج السعودية
فنانات سعوديات يكسرن حاجز المحظورات في المملكة المحافظة ويكتسبن شهرة عالمية.
ميدل ايست أونلاين
باريس ـ من حبيب طرابلسي
’مُعلقات معا’.
بدأت فنّانات سعوديات مُبدعات تشقّ طريقهنّ نحو العالميّة وتألّقن خلال أولى مشاركتاهنّ في المهرجانات والمعارض الدّولية بعد أن كسرن المحظورات في المملكة العربية السعودية حيث لا تزال البنية التحتية لصناعة الفن شبه مفقودة.
“وأخيرا تكسر الفنّانات السعوديات المحظورات في المملكة المُحافظة وتكسبن مديحا دوليا”، هذا ما جاء في تقرير لصحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية تحت عنوان “فنانات السعودية الجريئات”، خصصته للحديث عن الشّقيقتين رجاء وشادية عالم، اللّتان مثّلتا المملكة في أولى مُشاركتها في “بينالي فينيسيا”، أحد أهم الفعاليات الفنية في إيطاليا والعالم.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، تألّقت هيفاء عبدالرحمن المنصور، صاحبة فيلم “وجدة”، خلال مهرجان “فينيسيا الدولي للسينما” العريق، مُسجّلة بذلك نقلة نوعية للسينما السعودية.
وتحت عنوان “فنّانات السعودية الجريئات”، تابعت “كاترين ميلنير (Catherine Milner) تقول بـالديلي تلغراف “لا يوجد معرض عام مخصص للفن الحديث في السعودية، فقط حفنة من المعارض التجارية. ولكن هناك حركة شعبية سريعة النمو من فنانين يكتسبون مديحا دوليا، وجزء كبير منهم نساء. وفي العام الماضي، اختيرت الشّقيقتان من مكة لتمثيل السعودية رسميا في بينالي فينيسيا. فأخرجت رجاء وشادية الفنانين السعوديين إلى الساحة الدولية”.
وكانت رجاء عالم قد حصلت في نفس السنة على جائزة “البوكر العالمية”في الرواية العربية عن روايتها “طوق الحمامة”. كما سبق لشادية أن شاركت في العديد من المعارض الفنية حول العالم. ومن أشهر أعمالهما “الفلك الأسود” (The Black Arch) الذي عُرض في البـ”بينالي”.
ويقول الكاتب الصحفي السعودي عبد الله المغلوث في مُدوّنته أن “الفنان الذي ينال شرف المشاركة في ’بينالي البندقية’ كالذي يحصل على جائزة نوبل”. ويُعلّق المغلوث على العمل قائلا “ترتكز فكرة ’الفلك الأسود’ على عقد مقارنة فنية بين مكة المكرمة والبندقية: حمائم مكة المكرمة تقابلها طيور النورس في البندقية، وهدير المياه في البندقية يعيدك إلى تهاليل ملايين الناس الذين يؤدون شعائرهم الدينية في مكة المكرمة. وتشترك كلاهما في أجواء تتسم بالحميمية والسلام”.
وتحدثت كاترين ميلنير كذلك عن الفنّانة منال الدويان المولودة سنة 1973 في الظهران (شرق المملكة) والتي درست فن التصوير وإخراج الصور في بوسطن ولندن، وبعد أن عملت كمهندسة لمؤسسة نفطية في المملكة، انصرفت الفنانة لممارسة لأعمالها الفنية وعرضت أعمالها في بينالي فينيسيا سنتي 2009 و2011، وفي برلين واسطنبول ودبي وفي عدة معارض أخرى.
وقالت ميلنير أن “الفنانة منال الدويان شهدت قيمة أعمالها تتضاعف أربع مرات في السنوات الخمس الماضية، إذ بيعت أحدث قطعة بمبلغ ‘من ستة أرقام’”.
ومن أبرز أعمال الدويان “مُعلقات معا” التي تُظهر قطعان من الحمائم المصنوعة من الورق، وهي مُعلّقة ولا قُدرة لها على السفر، بموجب وثيقة ألصقت على جسم كل منها.
وجاء على إحدى المُدوّنات السعودية “عندما يتعلق الأمر بالسفر، يُطلب من جميع النساء السعوديات هذه الوثيقة الصادرة عن أولياء أمورهنّ. وبغضّ النظر عن العمر أو الإنجاز، يتم التعامل مع كل هؤلاء النسوة مثل قطيع من الحمائم، مع وقف التنفيذ”.
وتحدّثت كاترين ميلنير عن نورا بوزو، وهي ابنة طبيب سعودي بارز وفنانة وتحرر مجلة الفن Oasis، الوحيدة في البلاد. ونقلت عنها قولها “هناك الكثير من الفنانين الصاعدين في جيل الشباب. على وجه الخصوص هناك بعض المصورين الفوتوغرافيين الجيدين للغاية”.
ومضت بوزو تقول “البنية التحتية لصناعة الفن لا تزال مفقودة في السعودية. على سبيل المثال لا توجد هناك مسابك برونز لصناعة التماثيل، ولا توجد أية مدارس فنية يمكن الحديث عنها. الفنانون في حاجة لملاحقة الإلهام باستخدام الكتب والانترنت والأصدقاء والأقارب الموهوبين فنيا. وكثيرون يضطرون إلى السفر إلى الخارج لتلقي تدريب فني في مدارس فنية في لندن أو نيويورك”.
واختتمت الكاتبة بالقول “الآن يفتتح مركز فني جديد في العاصمة السعودية الرياض، (Artspace Alaan)، مُؤسسه ومديره الإبداعي وأمينه الرئيسي جميعهم نساء، ويعرض مجموعة مختارة من الأعمال مثيرة للتفكير بشكل كامل من قبل فنانات”.