تكبير الصورة

“فاخر القدسي”.. مزج العدسة والريشة

نجوى محمود

السبت 23 تموز 2016

مشروع دمر

بحثه الدائم عن الجديد والمختلف؛ مكّنه من الإبداع في العديد من المجالات التي دخل عالمها؛ كالتصوير والرسم والنحت على المعادن، حيث مزج بينها ليشكل لوحات فنية متميزة يسرح الخيال في تفسيرها.

 

تكبير الصورة
أحد أعماله التصويرية

مدونة وطن “eSyria” بتاريخ 14 تموز 2016، التقت الفنان والمصور “فاخر القدسي” في مختبره بمشروع “دمر”؛ ليحدثنا عن تجربته الغنية بالقول: «بدأت علاقتي مع التصوير منذ الصغر، فوجود كاميرا قديمة لدى والدي ساعدني في تنمية موهبتي، فقد لاحظ والدي اهتمامي وتعلقي بالتصوير، فاشترى لي كاميرا حديثة؛ ومن هنا انطلقت لالتقاط كل ما تقع عيني عليه من وجوهٍ ومبانٍ وطبيعة، ولكن شغفي للتصوير لم يقف عند هذا الحد، بل دفعني إلى تعلم “تحميض” وطبع الصور وإتقانها التي أضافت الكثير إلى خبرتي فيما بعد».

ويتابع: «فضولي الدائم للبحث عن كل ما هو مميز وجديد دفعني إلى شراء كاميرا تمتلك عدسة “عين السمكة” لتمكنني من التقاط صور تحت الماء، واقتنصت كل فرصة تمكنني من تطوير مهارات التصوير لدي؛ فكنت أشتري بالمال الذي أجنيه عدسات بمقاسات مختلفة لألتقط بها أفضل الصور وبطرائق جديدة ومبتكرة، فالتصوير هو الباب الذي يمكنني من رؤية أفق الحياة من خلاله؛ وأصبح شغفي وهدفي.

اقتنصت اللقطات العفوية والصادقة، وبرأيي هذه الصور هي التي تستحق أن تؤخذ وتكون مادة للصورة، ففي “روما” كنت أثبت الكاميرا في إحدى الساحات وألتقط كل لحظة عفوية تمر أمامي، فالمصور كالعقاب الذي ينتظر فريسته لينقض عليها في اللحظة المناسبة؛ لأن تلك اللحظة هي

تاريخية ونادرة ولن تتكرر أبداً، فأنا أؤمن بأن اللحظات الجميلة الصادقة منها والعفوية لا تعاد».

وعن دراسته الأكاديمية، يقول: «دراستي للفنون أضافت الكثير إلى موهبتي في التصوير، ففي البداية كنت أرسم بهدف النجاح في الكلية إلى أن توصلت من خلال العديد من التقنيات والتجارب التي قمت بتطبيقها إلى عدة تقنيات مكنتني من دمج ما اكتسبته من دراستي الأكاديمية لموهبتي بالتصوير، فطبقت يدوياً تقنية الغرافيك التي تطبق حالياً على الحاسوب؛ حيث استطعت أن أميّع الجيلاتين (آر-جي-بي) التي تمثل طبقات الألوان وأرسم عليها لوحة تتناسب مع التدرجات اللونية للمشهد، ولكوني أكره الروتين والتكرار، وأبحث دائماً عن الجديد والمميز، وانتقلت من الرسم إلى تقنية “ابستراكت أرت”؛ وخطرت ببالي فكرة عندما قمت بعرض “السلايدات” على البلاجكتور بطريقة سريعة لتعطي تشكيلة لونية رائعة ومتجانسة فطبقتها، وبدأت أرسم وأصور بها وهي تقنية “الأوتو فوكس”، وبهذه التجارب رسمت خطاً خاصاً بي في عالم التصوير والرسم معاً؛ وبرأيي هناك تناغم وتكامل جميل بين المسألتين، فالدراسة تصقل الموهبة وتنميها، والمهارة تختفي إذا لم يكن هناك إبداع، فبهذا التناغم استطعت رؤية زوايا مهملة مكنتني من الدخول إلى أعماق الصورة وإخراج مكنوناتها الجمالية بطريقة فنية مبتكرة ورائعة».

وعن أهم نشاطاته ومعارضه، يقول: «شاركت بـ60 معرضاً في “إيطاليا” في

تكبير الصورة
الرسم بتمييع الطبقات بتقنية (RGB)

الرسم والتصوير الضوئي من عام 1986، وحتى عام 1992، منها: معرض مشترك للفنانين السوريين أقيم في “إيطاليا”، ومعرض فردي أقيم في كل من “هانوفر” و”شتوتغارت” في “ألمانيا”؛ وكان لي مشاركة في معارض أقيمت برعاية الجامعة العربية والخارجية الإيطالية كمصور حر في “روما”، وشاركت بمعارض للتصوير الضوئي في “دمشق” في عامي 2014، و2016».

المصور الفوتوغرافي “هيثم المغربي” تحدث عن معرفته ورؤيته لفنه، ويقول: «”فاخر” اسم على مسمى؛ فهو فاخر بفنه وأخلاقه، فقد استطاع بمهاراته المتعددة أن يخرج من النمط التقليدي في المدرسة الواقعية على الرغم من أنه ابنها، كما أنه صنع بصمته الخاصة سواء بعمله كفوتوغراف أو تصوير أو عمله النحتي، إضافة إلى أنه استطاع أن يركز على بؤر وزوايا مهملة لا يستطيع المرء العادي التقاطها، فكان أكثر صدقاً وعفوية في إظهار ملامح وتفاصيل الحياة في أعماله بطريقة فنية رائعة، فهو يمتلك عيناً تستطيع تحويل المشهد العادي إلى لوحة مبتكرة. وعلى الرغم من خبرته الغنية بمجال التصوير مازال يتمتع بحب التعلم واكتشاف كل ما هو جديد فيه، فهو يحاول أن يكتسب معرفة بالتقنيات الحديثة من الجيل الجديد».

يذكر أن المصور “فاخر القدسي” فنان سوري ولد في “الإسكندرية” بـ”مصر” عام 1955. درس في جامعة الفنون الجميلة في “روما”، وتخرج فيها عام 1988 باختصاص ديكور داخلي وتصوير، وبعدها تخصص في النحت على المعادن، ونال الشهادة فيه عام 1991. حاز الجائزة الأولى في النحت على المعادن في مسابقة أقيمت لطلاب الجامعات الإيطالية للفنون الجميلة، وهو طالب، وكان ذلك في مدينة “رافننا” الإيطالية عام 1987، وعمل فوتو ريبورتر مع صحيفة عن وضع المهاجرين من الشرق الأدنى في “نابولي”، وكمصور حر في مؤسسة تابعة للخارجية الإيطالية، وفي المركز الثقافي الإيطالي العربي في “روما”.

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.