تطور صناعة التصوير في اليابان الفن والإبداع .. صور من يابان القرن التاسع عشر |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
لعبت السياحة والصحافة والنشر الورقي دورا بارزا في تطور الصورة الفوتوغرافية، حيث شكلت دعما لانتشارها. |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
ميدل ايست أونلاين | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
كتب ـ محمد الحمامصي |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
شكل ظهور الصورة الفوتوغرافية في القرن التاسع عشر فتحا عظيما أحدث نقلة كبرى استطاعت نقل ما كانت عليه عادات وتقاليد وأزياء وتراث وآثار الشعوب وأبرز الشخصيات، قبل أن تمحى أو يصيبها التغيير بفعل التطور، والآن تشكل الصور التي التقطت خلال هذا القرن وأوائل القرن العشرين سجلا حافلا بالغنى والثراء للتعرف على ما كان عليه العالم وشعوبه. وقد لعبت السياحة والصحافة والنشر الورقي دورا بارزا في تطور الصورة الفوتوغرافية، حيث شكلت دعما لانتشارها، فالصور التي التقطها السياح والرحالة الغربيون للشرق الأوسط وآسيا وغيرها من دول العالم فتح الباب لزيادة أعداد السائحين، وكان ظهور الصحافة التي كانت تعتمد على الرسوم ثم اعتمدت على الصورة دافعا داعما لتطور الكاميرا، وهكذا الكتاب، لتصبح الصورة الفوتوغرافية جزءا جوهريا في صناعة النشر. وبالطبع لظهور الصورة الفوتوغرافية وتطور صناعة الكاميرا قصة طويلة ممتلئة بالتفاصيل الخاصة بالانتقال من الرسم للصورة وآلية ذلك، وهذا الكتاب “الفن والإبداع .. صور فوتوغرافية يابانية من عصر ميجي” يضم مختارات من مجموعة جين وفريدريك شارف المعروضة في متحف الفنون الجميلة في بوسطن، وهي صور رائعة عن الحياة في اليابان، لونها رسامون وفنانون يابانيون، وتعطي فكرة وافية عن عادات وتقاليد وأزياء اليابان. الكتاب يسجل بالصورة جانبا مهما من اليابان قبل انطلاق عصر ميجي “1869 ـ 1912” وبعده، هذا العصر الذي شكل نقلة كبرى لليابان من حالة التخلف والجهل والانغلاق شبه التام إلي التحديث وفتح اليابان أمام العالم، فقد كان الامبراطور ميجي رجلا مستنيرا حدث البلاد وأرسل إلى الغرب 150 شابا يابانيا من أذكى ما عنده وأكثرهم طموحا وجلدا لنقل العلوم الحديث إلى اليابان.
يستعرض الكتاب تطور صناعة التصوير في اليابان قبل تسلم الإمبراطور ميجي الحكم وبعده، من خلال ثلاث مقالات لسباستيان دوبسون وآن نيشيمورا وفريدريك أ. شارف، حيث يكشفون كيف عانى الزوار الأجانب من صعوبات في الانتقال من مكان إلى آخر داخل الأراضي اليابانية دون الحصول على جواز سفر محلي من الحكومة اليابانية، والدور الذي لعبته قوانين الإمبراطور ميجي في فتح اليابان على العالم وأمام السياح والرحالة والمستكشفين. عرف اليابان عالم التصوير في منتصف القرن التاسع عشر على يد هؤلاء السياح والرحالة والمستكشفين الذين أدخلوا الكاميرا، وسرعان ما تعلم اليابانيون التصوير وأتقنوه وتفوقوا فيه ليحلوا محل هؤلاء، وكانت مدينة يوكوهاما الأولى التي احتضنت صناعة التصوير ولعبت دورا كبيرا في احتضان المصورين الأجانب بوصفها أكبر ميناء في اليابان في ذلك الوقت.
خلال المقالات المصاحبة لمجموعة الصور نتعرف على مسيرة أشهر المصورين الأجانب في القرن التاسع عشر الذين بنوا على أكتافهم مجد هذه الصناعة وتطورها، كما يعود لهم الفضل في تعليم اليابانيين سرها حتى أتقنوها ومنهم: فيليس بيتو وريموند ستيلفريد راتنينيز وأدولفو فرساري، ويعتبر الأخير آخر المصورين الأجانب الذين لعبوا دورا أساسيا في تطور صناعة فن التصوير في اليابان، ومن أوائل المصورين اليابانيين يامابي زنجيرو وكوساكي كيمبي وتامامورا كوزابورو وغيرهم. ويعود أحد أوائل ألبوم الألبومات المتبقية التي قدمها مصور فوتوغرافي ياباني إلى عام 1872 ويضم 57 صورة التقطها أوشيدا كويشي لأماكن زارها الإمبراطور ميجي خلال جولته الإمبراطورية في غرب اليابان. أوشيدا كان أول مصور ياباني تحظى مجموعة صوره الفوتوغرافية باهتمام ومن ثم بشهرة، حيث برع في التقاط صور ومشاهد رائعة من بلاده.
الصور تستعيد تقاليد الميشو الكلاسيكية وما كانت عليه الأزياء والمباني والمناطق السياحية الطبيعية مثل شلالات نانوبيكي وهي شلالات نالت إعجابا كبيرا منذ القرن القرن العاشر، “لقد عمد المصورون الفوتوغرافيون إلى تقليد الرسامين الأوائل الذين حرصوا على إبراز عادات وتقاليد السكان في مختلف الأحوال والمناسبات، وتصوير تبدل الفصول وجمال الطبيعة، على سبيل المثال اختار كوساكابي كيمبي تصوير أشجار القيقب في فصل الخريف”. وكان من أكثر المواقع استقطابا للمصورين سواء الأجانب أو اليابانيين في القرن التاسع عشر تمثال بوذا “دايبوتسو” في كاماكورا، ويعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر، وقد اكتسب شهرته من صورة فيليس بيتو، وضريحا شوجاني توكوجاوا إياسو وإيميتسوا في نيكو، اللذان بنيا في القرن السابع عشر.
الكتاب صدر عن مشروع “كلمة” للترجمة أحد مشروعات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في 103 صفحات، عام 2010، بترجمة المترجمة السورية ميسون جحا.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||