ولد روبر في جنوب ضاحية باريس وسط عائلة بورجوازية.
درس الفنون التصويرية في مدرسة إيتيان حيث تحصل على ديبلوم في الطباعة سنة 1929.
في عام 1930 تمكن من الالتحاق بشركة أولمان حيث عمل كمصور إشهار.
تعرف على بييرات شوميزون سنة 1931 وتزوجا بعد ثلاث سنوات. وفي نفس هذه الفترة عمل مع أندري فينيو الذي اكتشف معه الموضوعية الفوتوغرافية الجديدة.
في سنة 1932 باع أول روبورتاج له والذي نشر في جريدة الإكسليزيور.
مع حلول سنة 1934 بدأ العمل كمصور صناعي لدى شركة رونو لصنع السيارات ولكن نظرا لغياباته المتكررة فصل نهائيا من العمل سنة 1939.
بدون شغل مستقر حاول روبر دوانو أن يعمل لحسابه كمصور مستقل. أيام قليلة قبل الحرب العالمية الثانية إلتقى مع شارل رادو مؤسس وكالة رافو.
بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1946 إلتحق دوانو رسميا بوكالة التصوير رافو. وفي هذه الفترة ظهرت للعيان التأثيرات المتبادلة بينه وبين جاك هونري لارتيج.
بدأ في إنجاز وإنتاج العديد من الروبورتاجات الفوتوغرافية حول مواضيع متعددة : أحداث باريس , باريس الشعبي , وكذا مواضيع حول الخارج (الإتحاد السوفييتي , الولايات المتحدة الأمريكية , يوغوسلافيا…) والبعض من أعماله نشر في المجلات المشهورة كلايف , باري ماتش وغيرها.
لاشك أن روبر دوانو من أشهر المصورين الفوتوغرافييين الفرنسيين المعروفين على المستوى الدولي بفظل صوره با لأبيض والأسود حول حياة الشارع التي أبدع فيها بعد الحرب العالمية الثانية.
هو مصور صبور يعرف دائما كيف يتناول ويقترب من المواضيع التي يصورها.
يعرف كيف يقتنص اللحظة ويروي الحكاية , وكثيرا ما تعبر صوره عن واقع نجد فيه الكثير من الحنين والرقة.
كان عمله مرتكزا حول باريس وضواحيها وسكانها : الحرفيون , الحانات, المتشردون, أطفال الشوارع, المشعوذون, الخ… وفي نصف قرن سجل ألاف البورتريهات للسكان البسطاء في باريس.
وكانت جل هذه الصور ترتكز حول البعد الإنساني , لذا يعتبر من رواد المدرسة الإنسانية.
حبه للناس ولطفه الكبير جعلا منه أحد أكبر المصورين الفرنسيين أثناء القرن الماضي الذي سخر فيه ما يقارب ستين سنة من عمره, وثق وأرخ فيها حياة الناس البسطاء برقة وواقعية ,ولكن أحيانا بنكهة فيها الكثير من الفكاهة والدعابة.
توفي روبر دوانو في أول أفريل سنة 1994.
بقلم بشير فورار