غالباً ما يجد الف
«ألحان من الأردن» … فوتوغرافي يرصد الطبيعة البكر
وتوغرافي متعة التصوير في الأماكن الواسعة، الثرية بالمشاهد الطبيعية، حيث يملك حرية الحركة في التقاط ما يشاء من مناظر بصرية من زوايا مختلفة. وهذا ما توفره منطقة وادي رم السياحية والأثرية في جنوب الأردن، بما تحويه من تضاريس جبلية وصحراوية خلابة عاينها معرض «ألحان من الأردن» للفوتوغرافي الأردني سامي نبيل في المتحف الوطني للفنون التشكيلية في جبل اللويبدة بعمّان.
وسينتقل المعرض الذي نظمته الجمعية الملكية للفنون الجميلة إلى مدن في أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية وفرنسا وإيطاليا ودبي، ثم الكويت وأبوظبي.
وهو الثامن لسامي نبيل، وجاء بمثابة «دراسة بصرية لمناطق من جنوب الأردن»، بحسب الفنان، ويضم 45 صورة فوتوغرافية لأمكنة طبيعية ضمت وادي رم، والبترا، وسيل الزرقاء، ووادي بن حمّاد، وضانا، ووادي فينان، وماعين، والطفيلة.
بدأت حكاية هذا المعرض مطلع عام 2014، حين عرض الفنان صوراً في عمّان تخلّد حياة الشاعر الاسكتلندي وودي أوردير، الذي يُحتفل وطنياً بعيد ميلاده في الشهر الثاني من كل عام، إذ اقترح بعض الأصدقاء على نبيل تصوير «مناطق مدهشة في جنوب الأردن». وبعد النظر في مفردات تلك الأمكنة، اختار الفنان شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) بوصفهما «الفترة الأكثر ملاءمة خلال العام لإنجاز هذه المهمة».
وعن أسلوب تصوير المناظر يقول سامي نبيل: «على المصور أن يكون خلال العمل خالي الذهن من أيّ أفكار مسبقة، وأن يكون في حالة استقبال لا إرسال، وأن لا يكون ممسكاً بكاميرته بيديه، وإنما يعلّقها وراء ظهره».
ويرى نبيل أن الأسلوب الشائع بوضع الكاميرا حول رقبة المصور، يعدّ سلوكاً خاطئاً والأصح أن تكون «في الحقيبة». ويتحدث في سياق متصل عن التغطيات الصحافية الفنية التي «تحوي مصطلحات غير سليمة، كاللقطة، واقتناص المشهد»، موضحاً أن «الصورة تُصنَع، أو تُنشأ، أو تبنى من عناصر عدّة، فالموضوع والضوء هما ما يلفتان نظر المصور، ويناديانه: نحن هنا، تعال صَوّرْنا».
ويلفت إلى أن دار النشر Envisage books احتفت بمعرضه الأخير عالمياً، بإصدار كتاب عنه بالعنوان نفسه «ألحان من الأردن»، تضمن صوراً للطــــبيعة بـ «تقنية عالية وأسلوب مبتكر».
وقد تولّى الناقد والمحرر الفني إيدي افروم كتابة تقديم لهذا الكتاب الذي صدر بطبعة محدودة، وبيعت كل نُسخه. كما إن فروم نفسه هو من تولّى توزيع هذه اللوحات داخل المعرض، حيث ظهرت الصور الطبيعية التي لا حضور للبشر فيها في فضاء واحد، بينما وُضعت الأخرى التي تتضمن صوراً لأشخاص وبورتريهات في فضاء آخر.
ومن جهة أخرى، تجاورت اللوحات في مجموعات تبعاً للحضور اللوني والتشابه في تضاريسها، رغم أن كلاً منها ينتمي إلى مكان مختلف عن سواه.
ويحظى زائر المعرض بالاستماع إلى موسيقى أرشيفية مفادة من الموروث الشعبي وحياة البداوة، جمعها الفنان الراحل يوسف خاشو قبل أكثر من 50 عاماً تحت عنوان «ألحان من الأردن» أيضاً.
ومن الواضح أن الفنان سامي نبيل الذي يقيم في بريطانيا منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، ينتهج في معرضه الشخصي هذا الأسلوب الذي درج عليه في معارضه السابقة، وذلك بالذهاب إلى المناطق التي لم يسكنها الإنسان بعد، المناطق البكر، إذْ سبق له أن جال في القطب الشمالي والدول الاسكندينافية متتبعاً مواقع لم يعبث بها البشر.