إذا ناداكم البحر فكيف تستجيبوا للنداء ..البحر عميق بلا قرار وينادى نحو الأعمق، حتى لمن ليست له تجربة ولا عنده زورق.. – مشاركة بالكتابة : جيهان الغرباوى و عدسة : بسام الزغبى

هنا الإسكندرية.. أهلا بكم.. منتزة الملك وشاطئه الخصوصى مفتوح للجميع.. فوق المياه كل يوم وجوه غير الوجوه وكلمات غير الكلمات وأسماء مختلفة وضحكات وصيحات غير الذى تعودها ذلك الشاطئ فى سالف العصر والأوان.. والبحر يتابع فى هدوء بلا تعليق.البحر كبير.. يتسع للكثير، يتغير الزمن والناس وتتقلب الأحداث والبحر فى مكانه لا يغادره ابدا.
من هنا مر الملك يوما وجلست ملكة مصر فى لباس البحر الأنيق تحت شمسية فاخرة.
على نفس الشاطئ ضحكت أميرات القصور الحسان وتدللت نجمات السينما في أبهى شكل وقوام .. هنا كانت أجمل افلام رشدى أباظة وسعاد حسنى وأحلى ما غنى عبد الحليم .
يهوى البحر الفن ويعشق الجمال، لكنه بطبعه متحفظ كتوم لا يدلى برأيه في السياسة وليست له تصريحات صحفية عن الثورة ولم تسمعه الأصداف في أى يوم يتكلم فىمسألة الحرية والديمقراطية .
البحر عميق بلا قرار وينادى نحو الأعمق، حتى لمن ليست له تجربة ولا عنده زورق..
ومن يجرؤ يركب الأمواج ويمضى نحو خط الأفق البعيد. الشجاعة والحماس والحب أسرار فى القلب لا تميز بين الطبقات.
والمرح رزق يهديه البحر لأصحاب النصيب مثلما يهدى السمك بلا حساب في شباك الصيادين تحت الشمس أصوات وأحوال وحركة وزحام.
وحين يحل الليل ويذهب الناس ترتاح الأمواج من الصهد و جهد اليوم الطويل ..
ومع ذلك تبقى لمن كانوا هنا في الصباح أنفاس وآثار وبصمات صوت في ذرات الهواء تقاوم السكون والفناء.
ينادينى البحر من بعيد كل فجر وكل مساء.. فهل يناديك مثلى ؟