لفظها البحر بعد أن غابت عن فكر المثقفين، وكشفت عنها الصدفة بعد 400 عام، إنها السفينة التي ألهمت إحدى أبرز مسرحيات وليام شكسبير الخالدة، واتخذت عنوان «العاصفة».
ويعتقد غريغوري دوران، المخرج الفني في شركة شكسبير الملكية، أنه عثر على السفينة التي احتلت مخيلة المسرحيّ شكسبير إبان تأليفه مسرحية تدور أحداثها عن ساحر يستدعي الأرواح لإغراق سفينة الملك.
وقد صادق على اكتشافه جيمس شابيرو، أحد أبرز الباحثين المتخصصين بدراسة أعمال شكسبير، ما قد يعطي لمحةً ومنظوراً جديداً عن الطريقة التي تلّمسها الكاتب المسرحي لوضع فصول مسرحية استندت إلى أحداث حقيقية.
تشابه
وسبق للخبراء أن حددوا السفينة «سي فنتشر» التجارية، التي غرقت في محيط منطقة برمودا في يوليو 1609، بوصفها مصدر إلهام المسرحية، وذلك استناداً إلى التشابه مع شهادة أحد الناجين من الحطام، إلا أن شكسبير، الذي يعتقد أنه وضع مسرحية «العاصفة» في صيف عام 1611، قبل أن تجري رحلتها الأولى في نوفمبر من ذلك العام، لم يكن قد رأى صورة لها.
ويعتقد دوران الذي سيعلن عن نظريته في مهرجان شلتنهام للأدب، أن المسرحية مستوحاة أيضاً من السفينة «برنس رويال» الحربية، التي نزلت مياه نهر التيمز في سبتمبر 1610، وتعرضت في رحلتها الأولى لعاصفة هوجاء.
وكان دوران، الذي يقوم بإخراج فيلم «العاصفة»، قد رأى رسماً للسفينة «برنس رويال» في المعرض الوطني للوحات، وتأمل أنه قد يستخدمه لإلهام الممثلين، وظهر في اللوحة فينياس بيت المهندس المسؤول عن بنائها، لذا، قرر دوران الحصول على نسخة من مذكراته .
حدث
وقد كان إطلاق السفينة حدثاً عظيماً، لا يمكن إلا أن يكون قد علم به شكسبير، حيث قال دوران: «كنت واثقاً أنه ذهب لرؤية الحدث، لكن حتى لو لم يفعل ذلك، فإن الحديث عن الحدث، كان شاغل الناس في لندن، لذا، فإن البحارة كانوا سيخبرونه بالقصة».
وأشار المخرج إلى أن رواد المسرح الذين تابعوا العروض الأولى للمسرحية، ما كانوا ليفكروا بسفينة «سي فينتشر»، لأنها كانت باخرة تجارية، أكثر منها سفينة ملكية، حيث قال دوران: «حين تسمع أرييل تقول إنه على متن سفينة ملكية، سيخيل إلى أذهان الجمهور فوراً (رويال برنس)».
قلب الضباب
كشف إسقاط ثلاثي الأبعاد للسفينة التي نجت من العاصفة، أنها غرقت عام 1666 خلال الحرب الأنغلو هولندية، وسيتم عرضها في فيلم دوران، الذي أكد أنه أراد بناء سفينة على المسرح، إلا أنه سيسلط الضوء على صورة لها وهي في قلب الضباب، بحيث تبدو أنها على المسرح.