– التطرف الفوتوغرافي.
التطرف الفوتوغرافي حاله حال أي تطرف فكري أو ديني أو عنصري .. و أول مظاهر التطرف هو التعصب للرأي تعصباً لا يعترف للآخرين براي وهذا يؤدي إلى عدم تقبل راي الآخر الذي يؤدي إلى فقدان الإحترام للذات وللآخر بل وإعتبار كل من يخالف فكرهم هو عدو .. فالمتطرف الفوتوغرافي يرى أنه الوحيد الذي على حق أو أن من علمهم أو يتبعون خطاه هو الوحيد الذي على حق دون غيره حتى في المسائل الفنية والتقنية والتي لها اسس متعارف عليها .. وكذلك من مظاهر التطرف الفوتوغرافي العزلة والتي تؤدي إلى الخروج عن المجموعات الفوتوغرافية التي لها أهداف ناضجة وبحاجة إلى تكاتف الجميع لإنجاحها .. وكذلك من مظاهرها سوء الظن بالآخرين ولجوء المتطرفين الفوتوغرافيين لتشكيل جماعات خاصة تعادي المجموعات الشرعية وشن الحروب عليها ومحاولة إسقاطها لأنها في نظرهم لا تتوافق مع الشرائع والقوانين التي يتبعونها .
ومن أساليب الجماعات الفوتوغرافية المتطرفة أيضاً اللجوء إلى إستخدام ما يطلق عليه عسكرياً ب (الطابور الخامس) أو ما يعرف بالحرب النفسية .. وهو نشر الإشاعات والأكاذيب والإفتراء حول شخصية معروفة أو مجموعة أشخاص يشكلون تجمع ما أو مجموعة فوتوغرافية ويهدفون بهذه الحرب النفسية إلى تحطيم الروح المعنوية لدى الطرف الآخر وتشكيكه بنفسه وكي يفقد المصداقية أمام الآخرين وثقتهم لأنه وحسب مفاهيم المتطرفين الفوتوغرافيين تواجد غيرهم يؤثر على مكانتهم وسمعتهم وليظهروا أمام الجميع بمظهر القوة والسيطرة.
فالشللية والتحالفات الفوتوغرافية المبنية على فكر رمادي أو أسود منتشرة بين جماعات البلد الواحد .. منها ما هو ناتج عن حب السيطرة على بعض المؤسسات الفوتوغرافية ومنها ما هو قائم على عبودية أشخاص (معنى مجازي) مما يؤدي إلى تشكيلات أشبه بعصابات المافيا وكل فريق يريد التخلص من الآخر أو السيطرة على الفريق الآخر وتدميره.
من آثار التطرف الفوتوغرافي الجمود والإنغلاق العقلي وتعطيل القدرات الذهنية عن الإبداع والإبتكار مما يؤدي ذلك إلى التخلف و الركود والتدهور في الإنتاج .. حيث أنه من أهم عوامل الإنتاج أن يكون المصور ساعي للتطور وتطوير مهاراته وقدراته الذهنية التي تؤدي به للإبداع والإبتكار .. وكذلك من الآثار السلبية لدى بعض المتطرفين الفوتوغرافيين أنهم يميلون حنيناً للماضي والعودة إلى الوراء والدعوة إلى الأفكار التي لا تتلائم مع متطلبات العصر ومواكبته .. فالتطرف يُعطل الطاقات الإيجابيةعند المصور ويجعله يسخر تلك الطاقات بإتجاه سلبي شاملة الخلافات والنزاعات مع الغير حباً في السيطرة والدفاع عن الأفكار التي تشبع منها نتيجة غسل الأدمغة التي تم زرعها به وأنه مع الجانب الأفضل .. مما يؤدي إلى إنهيار تام للمجتمع الفوتوغرافي ثقافياً وفكرياً وقتل الإبداع فيه .. مع الأسف الشديد إن وجود هذه الأنواع من التطرف تنتشر أكثر بين جيل الشباب الذين معول عليهم ليكونوا عماداً ورايآت الفوتوغراف العربي عالمياً وبناة المستقبل .
أيها المصور إن كنت تعشق التصوير كفن .. فالفن للجميع وإن كنت تعتقد إن أعمالك ستأخذ طريقها للمجد من خلال فريق مُتطرف مثلاً فأنت واهم .. فالأشخاص يتغيرون وتتغير مفاهيمهم وقناعاتهم بين لحظة وأخرى حتى المباديء القائمة على مجاراة الأصدقاء أو مصالح معينة تتغير .. وستبقى أنت وأعمالك مرهون للحالة التي رسمها لك غيرك وستتبقى سجيناً في الجزيرة المنعزلة التي وضعك بها سجانوك الذين كنت تعتقد أنهم حراس لك .. سترى جميع المراكب راحلة وأنت مكتوف الأيدي تتنظر من يأخذ بيدك لينقلك على مركبه ولكن هيهات .. سيغادر الجميع إلى بر الأمان راحلين وتبقى هناك وحيداً .. نصيحة لك من القلب إفتح ذراعيك وقلبك للجميع وتخلص من كل تلك النزعات الفوتوغرافية المتطرفة فالفن لا حدود له. جاء شابٌ إلى حكيم، فقال له : “إن في نفسي ذئبان يتصارعان، أحدهما يدعوني إلى الخير والآخر إلى الشر…” فقال له الحكيم: سينتصر الذي تطعمه!.