عائشة المسافر: رحلات التصوير ممتعة لكنها حافلة بالصعوبات
مسقط: «الخليج»
تسافر ممسكة بكاميرتها، لترصد وجوه الناس وتنقل حكاياتهم، ومن نظرات عيونهم والخطوط التي حفرها الزمن على وجوههم، تروي حكاية نراها ونتعلم منها وتؤثر فينا بطريقة ما.. عائشة ماجد المسافر، طالبة جامعية تدرس القانون التجاري، إلا أنها عاشقة للتصوير الفوتوغرافي، تمتلك موهبة كبيرة، تعمل على تطويرها باستمرار، من خلال رحلاتها إلى دول مختلفة، المزيد عنها في هذا الحوار:
* حدثينا عن موهبتك، ومنذ متى بدأ التصوير يستهويك؟
– أنا من عائلة تميز بعض أفرادها بفن التصوير الفوتوغرافي، وعلى ما يبدو، فقد ورثت هذا الأمر عنهم، وكانت بدايتي الحقيقية بممارسة التصوير في عام 2011، حيث كان التصوير قد انتشر كثيراً بين الشباب العمانيين في ذلك الوقت، وأخذت أعمالهم تحظى بالأضواء محلياً وعالمياً، ووجدت نفسي متلهفة لتعلم أسرار وقواعد التصوير وتطوير موهبتي، فلجأت إلى الإنترنت، وإلى بعض الأصدقاء والأقارب، وتعلمت منهم جميعاً، ومع الممارسة بدأت أجيد التصوير وأتميز به، وها أنا اليوم أنشر صوري عبر الإنستغرام، وأجد كل الانتباه، والتشجيع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
* ما الموضوعات التي تثير انتباهك في الأغلب؟
– أحب تصوير الوجوه، أتنقل، محاولة أن أرصد حكايات نقشها الزمن على تلك الوجوه المتعبة، وحكايات أخرى ترويها عيون لم ينتبه لها أحد، قصص كثيرة لا نسمع بها أو نراها، إلا عندما يقوم مصور هاو بالبحث عنها، ليوثقها بكاميرته، أحياناً يأخذك وجه شخص واحد، في رحلة عبر العقود الماضية، ليروي ما شاهده من أحداث تاريخية، إنك تستطيع ببساطة عبر الوجوه، أن تفهم ما يفكر فيه الشخص، وما مشاعره، وما طبيعة الحياة التي يخوضها.
مثالية دون منازع
* حدثينا.. أين تلتقطين صورك؟ وما الأوقات التي تفضلينها لممارسة هوايتك؟
– الإضاءة الطبيعية هي المثالية دون منازع، لأنها تظهر جمالية الصورة، دون الحاجة إلى بعض الإضافات أو التعديلات، وأجد شخصياً أن أفضل وقت للتصوير، هو الفترة بين الظهيرة والعصر، وأحاول دائماً أن أستغل هذه المساحة الزمنية، في التقاط الصور.
لقد قمت برحلات تصويرية داخل السلطنة وخارجها، ففي السلطنة يشكل مهرجان مسقط فرصة مثالية للمصورين كافة لالتقاط صور رائعة، كونه يجمع أشخاصاً من مختلف ولايات السلطنة ومن مختلف المهن والحرف والأعمال، والأهم أنهم من فئات عمرية متنوعة، وهذا ما أهوى تصويره، أيضاً قمت برحلات عدة إلى دول مختلفة، فقد سافرت إلى بعض دول شرقي آسيا، ومنها: تايوان والهند وباكستان.
رحلتي إلى الهند كانت لمدة أسبوع واحد فقط، زرت خلالها بومباي، مبريشر، وبنج جاني، والتقطت الصور في «محمد علي رود»، و«مزار حاجي علي»، أما باكستان فزرتها أكثر من مرة، وفي مناطق مختلفة، من ضمنها كراتشي، وتحديداً في «قايد عازم مزار» «وكلفتن»، أما تايوان ففيها مكثت أطول مدة، وكانت لأكثر من شهر، زرت خلالها مناطق مختلفة من أشهرها «تايبيه».
* هل سافرت مع العائلة أم ضمن رحلات خاصة بالمصورين؟
– عندما ذهبت إلى الهند وباكستان، كنت أرافق العائلة، أما زيارتي لتايوان، فقمت بها بمفردي.
* هل واجهتك أي صعوبات من أي نوع؟
– بالتأكيد مثل هذه الرحلات تكون حافلة بالصعوبات، وأذكر أنه في الهند وباكستان، واجهت صعوبات عدة، حيث كان التصوير في مناطق فقيرة، وهناك في الأغلب ما يكون المصور عرضة للسرقة، ويجب أن يكون حذراً جداً، إضافة طبعاً إلى الجهد الكبير الذي يبذل في مثل هذه الرحلات.
* هل تعتقدين أن المصورة تواجه صعوبات أكثر من الرجال؟
– السفر ممتع والقيام بتصوير ثقافات مختلف أمر غاية في الروعة والتشويق والمتعة، ولكن كوني امرأة في مجتمع محافظ، فلا بد أن تكون هنالك بعض الصعوبات في السفر والتنقل من منطقة إلى أخرى.
* ما نوع أول كاميرا، وما أول صورة قمت بالتقاطها؟
– أول كاميرا اقتنيتها، كانت من نوع كانون، والتقطت بها أول صورة، وكانت لطفلة صغيرة.
* هل تتواصلين مع مصورين آخرين، وهل يلهمك أي منهم؟
– كيف لي ألا أكون على اتصال بهم، وأنا تعرفت إلى عالم التصوير على يد أحدهم، وهي المصورة سارة العامري، فالتصوير فن متجدد، ولا بد لك أن أكون في دائرة المصورين، لتعلم كل جديد، وأنا حالياً على اتصال مع مصورين في عُمان وخارجها.
عائلة فنية
* هل يوجد أحد من عائلتك يمارس التصوير مثلك؟
– نعم فأنا ولدت في عائلة إعلامية، وعاشقة للفنون، وبخاصة فن التصوير الضوئي، ويزاول بعضهم هذه الهواية، ومن أبرز المصورين وأشهرهم في عائلتنا المصور وضاح المسافر.
* هل شاركت في معارض فنية، حدثينا عن ذلك، ولماذا لم تنضمي لعضوية جمعية التصوير الضوئي؟
– للأسف ظروف دراستي لم تساعدني على الالتزام بعضوية جمعية التصوير الضوئي، حيث سبق أن انضممت لها، ثم انسحبت منها، حتى تتغير ظروفي، وقد شاركت في معارض فنية عدة طلابية في جامعة صحار، وفي كلية الشرق الأوسط، ولكنني عموماً لست متعجلة لإقامة المعارض، حيث إنني أجد في الإنستغرام منصة لعرض صوري، وإيصال موهبتي وهوايتي إلى الناس بطريقة جيدة.
* إذاً ما طموحك اليوم؟
– أطمح أولاً على صعيد الدراسة إنهاء دراستي في تخصص القانون التجاري، وأحلم بأن أتمكن يوماً من تصوير السلطان قابوس بن سعيد، وأرى بهذه الصورة إن تحققت، طريقي نحو العالمية.
– See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/c4ab98b4-ed60-482e-bd3a-d37f324e365e#sthash.hXPMlGZV.dpuf