رمضان شهر الرحمة والمغفرة، وفيه يستجيب الله للدعاء ويرحم عباده ويخفف عنهم ذنوبهم وتفتح السماء أبوابها للجميع، ورغم أن هذا الشهر شهد على مدى سنوات مختلفة وفاة عدد من النجوم الذين تألقوا في سماء الفن، وودعهم الجمهور بدموع الحزن والأسى، إلا أنه رغم حرقة الفراق، فقد ساعد رحيل هؤلاء النجوم في شهر رمضان المبارك في التخفيف من صدمة الرحيل، فهناك اعتقاد لدى الناس بأن أبواب السماء تكون مفتوحة وتُجاب فيه دعوات الرحمة من ملايين المعجبين.
نرصد أشهر من غابوا عن عالمنا في الشهر المبارك.
توفي الفنان حسين الشربيني عام 2007، وهو على مائدة الإفطار في شهر رمضان، بعد معاناته من مشكلات صحية عديدة، وقد أمضى السنوات الأخيرة من عمره في التقرب إلى الله حتى وفاته عن عمر يناهز 72 عامًا، وترك أكثر من 90 فيلما أهمها «المارد» عام 1964 و«الأفوكاتو» عام 1984 و«سارق المحفظة» عام 1970، و«ضربة شمس» عام 1978، و«جري الوحوش» عام 1987.
أنور وجدي توفي في 21 رمضان عام 1955 عن عمره يناهز 51 عامًا، بعد معاناة مع مرض السرطان، ورحل في قمة شهرته ومجده الفني، وكانت وفاته صدمة كبيرة لكل محبيه، ورغم رحيله إلا أنه ترك تراثا فنيا كبيرا حيث مثّل وأنتج وأخرج وألّف الكثير من الأفلام، ومن أهم أفلامه «قلبي دليلي» و«عنبر» و«غزل البنات» و«حبيب الروح» و«أمير الانتقام» و«النمر» و«ريا وسكينة» و«الوحش».
الجميلة مديحة كامل رحلت في شهر رمضان أيضًا في عام 1997، بعد أن أصيبت بالسرطان واعتزلت العمل الفني وارتدت الحجاب قبل خمس سنوات من وفاتها، ومن أشهر أفلامها «الصعود إلى الهاوية» و«امرأة قتلها الحب» و«ملف في الآداب» و«أشياء ضد القانون» و«شوادر» ومسلسل «البشاير»، وتوفيت مديحة كامل وهي صائمة بعد أدائها صلاة الفجر وكانت تقضي آخر أيامها في المرور على المستشفيات والملاجئ، وجمع التبرعات للمحتاجين، وحضور الندوات الدينية.
ومن الفنانين الذين رحلوا في رمضان عام 1996 فاطمة رشدي التي تعتبر واحدة من جيل الرواد في السينما والمسرح، وكانت اعتزلت الفن في أواخر الستينيات، وانحسرت الأضواء عنها، وكانت تعيش في أواخر حياتها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن تدخل فريد شوقي لدى المسئولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وبالفعل حصلت على شقة، إلا أن القدر لم يمهلها وماتت وحيدة.
رحلت في رمضان أيضًا الممثلة والمنتجة ماري كويني في 2003، وكانت واحدة من أهم الفنانات اللاتي أبدعن في المهن السينمائية المختلفة، حيث عملت بالتمثيل والتأليف والمونتاج والإخراج والإنتاج، ومن أشهر الأفلام التي مثّلت فيها «الزوجة السابعة» و«السجينة»، وتوفيت في آخر رمضان عن عمر تجاوز 90 عامًا.
الممثل فؤاد أحمد أيضًا توفى في رمضان عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد رحلة عطاء كبيرة للسينما والمسرح، فقد خلالها بصره من أجل الفن، حيث أمضى آخر 20 سنة من عمره فاقدًا للبصر بسبب ماكياج أجري له بطريقة خاطئة، وظل بدون علاج أو تعويض ودخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته، وكان ناجحًا في تقديم شخصية الشرير، ومن أهم أفلامه «المشبوه» و«خمسة باب» و«خلي بالك من عقلك».
الفنانة هند رستم التي اشتهرت بملكة أدوار الإغراء وشبهت بمارلين مونرو لجمالها وإتقانها لأدوار الإغراء، رحلت في شهر رمضان أيضًا في 8 أغسطس 2011 إثر أزمة قلبية حادة، وقدمت خلال مشوارها أكثر من 74 فيلمًا سينمائيًا، وانطلقت في عالم الفن بعد لقائها مع المخرج حسن رضا الذي اكتشفها وتزوجها لاحقا، وكان آخر أعمالها فيلم «حياتي عذاب» في عام 1979 وقررت بعده اعتزال الفن نهائيا حتى وفاتها.
توفي الفنان سامى العدل أيضًا رمضان الماضى في العشر الأواخر من الشهر المبارك، بعد وعكة صحية تعرض لها ومنعته من استكمال تصوير بقية مشاهده في مسلسل «حارة اليهود» الذي عرض خلال الموسم الرمضانى الماضى.