المصور الفوتوغرافي عادل مبارز
كشف لـ”مصر اليوم” سبب تحوله من تصوير الرؤساء إلى الوسط الفني
صانع النجوم عادل مبارز يروي مواقفه مع نور الشريف وعادل إمام ونجوى فؤاد
القاهرة – شيماء مكاوي
كشف المصور الفوتوغرافي عادل مبارز، أو “صانع النجوم” كما يلقب، أنه بدأ العمل في سن الـ 6، وكان يحب التصوير، وفي سن الـ13 من عمره قرر أن يكون “مصوراتي”، لكنه تلقى “علقة موت” من أبيه حينها، وبعد حرب 1967 طرح أول صور له في حياته التقطها في “فرح شعبي” مقابل مكسب مادي “جنيه واحد” سعد به كثيرا.
وقال مبارز، في حديث لـ “مصراليوم“: “أبي كان يعارض عملي كمصور،فهو كان تاجرا كبيرا ومقتدرا ماديا، وكنت أتعمد أن أقلل من الاهتمام في دراستي، حتى أستطيع أن أعمل بالتصوير، واستكملت دراستي بكلية التجارة وحصلت على البكالريوس”.
أما عن كيفية التحاقه بوكالة أنباء الشرق الأوسط، فيذكر: “كانت محطة لا يمكن أن أنساها، أعطاني رئيس قسم التصوير بوكالة الشرق الأوسط المصور الكبير أحمد فؤاد وعدا بالتعيين في الوكالة، وظللت 3 سنوات متصلة أذهب له على المقهى الذي كان يعتاد الجلوس عليه حتى لا ينساني، حتى يوم 1/ 1/ عام 1977 قال لي استعد غدا اختبار لك لاعتمادك مصور في الوكالة، وبالفعل ذهبت مع مصور معتمد من الوكالة لتصوير حوار صحفي مع طبيب عيون، وبعد أن انتهى الزميل من تصوير الحوار سألت الطبيب عن محور الحوار، فقال لي الإعلان عن أحدث جهاز للكشف عن قاع العين بالليزر، ووقتها قررت أن تكون الصور غير تقليدية، بدلا من البورترية للطبيب نفسه، صورت الطبيب وهو يعمل على هذا الجهاز، حتى أننا وضعنا شخصا وكأنه مريض على الجهاز، وهذه الصور أبهرتهم كثيرا، لدرجة أن الصور التي صورتها نزلت مع الحوار وليس صور الزميل المصور البورترية”.
وتابع “بعد ذلك عملت مندوبا من الوكالة في رئاسة الجمهورية لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكان وقتها الرئيس حسني مبارك نائبا للرئيس، وكان السادات محبا للفوتوغرافيا، ويعشق التصوير كثيرا، حتى أنني أذكر أننا أثناء عودتنا من بورسعيد للإسماعلية صورته صورا ملأت 17 فيلما، على سطح يخت المحروسة، وكنت أنا وهو فقط، واستمتعت كثيرا بتصويره”.
أما عن الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فيذكر مبارز أنه “كان شغوفا بعالم التصوير، ويحب اقتناء الكاميرات، وكان عندما يشاهدني كان يقول لي: افتح حقيبتك، لكي يشاهد أنواع الكاميرات والمعدات، وقتما كان نائبا، لكنه لم يكن يفضل أن يلتقط له أحد الصور”.
وعن كيفية انتقاله من تصوير الرؤساء لتصوير الفنانين، أوضح مبارز أن “الفنان نور الشريف هو السبب، فذات مرة طلب مني زميلي الناقد السينمائي والصحفي والسيناريست وجيه خيري أن أذهب معه أثناء إجرائه حوارا صحفيا مع الفنان نور الشريف، ووقتها فوجئت بشخصية في غاية الأدب والاحترام والتواضع الشديد والثقافة بلا حدود، ووقتها قررت أن أتخصص في تصوير الفنانين، ولأنني أيضا أردت الانطلاق وعدم التقيد فقط بتصوير الرؤساء، لأن التخصص في تصوير الرؤساء يمنع المصور أن يصور أي شيء سوى الرئيس فقط، وهذا لا يناسب شخصيتي”.
وعن أول فنانة التقط لها الصور، يتذكر مبارز “كانت الفنانة نيللي، ووقتها تم نشرها على أغلفة العديد من المجلات، حتى أن الصورة نفسها وضعتها دار الهلال على نتيجة العام الجديد، التي كانت تعتاد طباعتها سنويا، وعندما صورت الفنانة شادية بعدها وجدت مطالب كثيرة من العديد من المطربين والفنانين لتصويرهم”.
يستكمل صانع النجوم حديثه عن تصوير الفنانة شادية للمرة الأولى “كانت وقتها لا تعرفني، وكانت مرتبطة بحفل،ومتوترة جدا، فقلت لها ما سبب توترك؟ فقالت لي أنا مرتبطة بحفل وإنت أكيد هتاخد وقت طويل في التصوير، فقلت لها كم من الوقت ستعطيني وتنسي تماما ارتباطك بالحفل، فقالت لي ممكن ربع ساعة، فقلت لها يكفيني 5 دقائق، فقالت كيف تستطيع أن تصورني في هذا الوقت فقط، وكانت وقتها ترتدي فستان وعليه فورير أبيض، فقلت لها ألعبي بالفورير واتركيني أصور، وبالفعل فعلت مثلما قلت لها تماما، وبعد 3 دقائق كنت قد انتهيت، فقالت لي كم من الوقت استغرقت، قالت لي ثلاث دقائق فقط، هل قمت بتصويري صورة واحدة؟ فقلت لها لقد قمت بتصوير 19 صورة، وقالت لي: إوعدني إن الصور لو لم تعجبك لا تقم بنشرها، وأنا سأعطيك وقتا آخر”.
ويتابع مبارز :بالفعل شاهدت الصور، ووجدت ما توقعت، أنها كانت جميعها في غاية الروعة والجمال، ووقتها ذهبت إلى رئيس التحرير بدار الهلال وشكرتني على الصور، وقالت له لا ترسل لي سوى عادل مبارز لتصويري، وبالفعل كنت أنا المصور الوحيد للفنانة شادية حتى اعتزالها”.
أما عن الفنانة ليلى فوزي، فقال “كنت أصورها كثيرا، وقبل وفاتها فوجئت بطلب غريب منها، وهي تجميع كامل لصورها التي قمت بتصويرها لها ووضعها على أسطوانة، ووقتها فرحت كثيرا بوضع جميع صورها على أسطوانة، وعرضت عليّ مالا نظير هذا العمل ورفضت، ومازلت حتى الآن أحتفظ بصورها معي”.
ينتقل صانع النجوم للحديث عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، “هي الفنانة التي تمنيت تصويرها، وتوفيت قبل أن أصورها، أنا صورتها صور كثيرة أثناء العديد من المهرجانات والاحتفالات، لكنني كنت أتمنى أن تقف أمام العدسة لأصورها صورا خاصة، فقد كانت تتمتع بقدر كبير من الجمال”.
وعن ما إذا كان تأثر بعلاقته ببعض الفنانين، أوضح “هناك اثنان من الفنانين لا يمكن أن أنسى نصيحتهما لي، التي تأثرت بها كثيرا في حياتي.
أولهما الفنانة صفية العمري، فقد شاهدتني في بداية مشواري المهني سعيدا بمعرفة الفنانين وتصويرهم، وكنت أتحدث أنني صورت فلانة وفلان، ووقتها انفردت بي وقالت لي: إنت مشروع مصور ناجح، إذا أردت العيش وسط الفنانين والاستمرار لا تتحدث كثيرا، واعتبرت هذه نصيحة ثمينة جدا، والحمد لله جميع الفنانين حتى الآن يأتمنونني على أسرارهم، وهم يعرفون جيدا أنني لا يمكن أن أبوح بها لأي شخص، وأصبحت هناك علاقة ثقة تجمعنا معا”.
وأكمل “أما الفنانة الثانية التي تأثرت بنصيحتها في مشواري المهني كانت نجوى فؤاد، وقالت لي ذات مرة: لماذا أنت من تقوم بفرد الأدوات والمعدات ولا يوجد من يساعدك؟ فقلت لها هذه المعدات خاصة بي، وأجد حرجا في أن أستعين بشخص، فردت بأن الوقت الذي أهدره في فرد تلك المعدات من الممكن أن أستغله في التعرف على الفنان والتقرب إليه ومصادقته، وبالفعل سمعت بنصيحتها”.
ثاني نصيحة يذكرها مبارز من نجوى فؤاد عندما أخذ مكتبا خاصا، وقلت سأجعله مكانا مفتوح لتصوير كل شيء، الأفراح والمنتجات والفنانين والمواطن العادي، فقالت لي: عندما تأتي إليك شخصية عامة من المشاهير أو أمير أو وزير اجعله يجلس في أي مكان دون تمييز، وبالفعل نفذت ما قالته، لأنه كان صحيحا جدا”.
وعن ما إذا كان هناك ففنان يتدخل في طريقة التصوير، فقال مبارز “جميع الفنانين كانوا طوعا لي أثناء تصويري لهم، فيما عدا الفنانة سعاد حسني، التي كانت دائما ترغب في تصويرها من زاوية واحدة، ظنا منها أن تلك الزاوية هي الأفضل، حاولت إقناعها أن تعدل عن هذا التفكير، لكنها كانت مصممة على رأيها تماما”.
أما عن الفنان الذي أثر عليه بعد تصويره له فقال “هو الزعيم الفنان عادل إمام، بعد أن اشتهر في مدرسة المشاغبين كفنان كوميديان صورته صورة جادة جعلت المخرجين ينقلونه إلى بعض الأدوار الجادة، وقدم بعدها فيلم “المشبوه”، أيضا سماح أنور تحاول دائما أن تشيع عن نفسها أنها البنت الشقية البعيدة عن الإغراء والأنثوية، وفاجأتها ذات مرة بأنني معي أفضل كوافير وأفضل ماكيير في مصر، فطبعا انهارت وقالت لا لا يمكن أن ألتقط صورا مثل الفنانات أو الفتيات، واستسلمت بالفعل، وتم نشر الصور، وبعدها اختاروها لتؤدي دور أنثوي جدا في مسرحية راقصة قطاع عام”.
وعن ما إذا كان هناك فنانات سعت إليه من أجل أن يصورهن قال “فنانات كثيرات جدا، مثل الفنانة فايزة أحمد، فهي التي سعت إليّ لكي أصورها، ومطربات كثيرات أيضا كانت شركات الإنتاج الخاصة بهن تسعى إليّ لتصويرهن”.
وتحدث عن ذكرياته مع الفنانة الراحلة معالي زايد وقال “رحمة الله عليها كانت من أجمل من صورت، هي تعتبر ملكة جمال السيدات، فالجمال ليس جمال الشكل فقط فالجمال جمال الروح، وكانت معالي ملكة جمال في هذا الاتجاه، وهي بالنسبة لي من أحلى الفنانات في مصر، وكانت صديقة لي على المستوى الشخصي”.
وينتقل للتحدث عن ليلى علوي ويقول “ليلى علوي ينطبق عليها “من جاور السعيد يسعد”، فمن يصور ليلى علوي ونبيلة عبيد ويسرا ونيللي ونجوى فؤاد يعتبرن “وش السعد” عليه، فمن يصورهن يتهافت آخرون عليه من أجل أن يصورهن، والفنانة ليلى علوي قمت بتصويرها منذ ظهورها فنيا وحتى تلك اللحظة، وعلى الرغم من أنها استعانت بزملاء آخرين بعد ذلك، فإنها لم نقطع صلتها بي على الإطلاق، وأقوم بتصويرها حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك، فجميع صورها التي قمت بتصويرها مميزة، لأنني أحاول دائما أن أظهر شخصية الفنان في الصورة وروحه وليس فقط شكله ومظهره”.
أما شريهان، فيقول مبارز عنها “في وقت من الأوقات كانت أهم وجهه يتم تصويره في الوطن العربي، وكانت تربطني بها علاقة قوية جدا، علاقة ود بين فنانة ومصور، فأنا أقدرها كفنانة، وهي تقدرني كمصور”. وعن وجود خلاف بينهما ينفي ذلك، ويقول “هناك من حاول الإيقاع بيننا، ولكنها أكبر من ذلك بكثير، ووضحت لها الأمر مع شخص مقرب إليها”.
وعن الفنانة يسرا، يقول صانع النجوم “صورت مختلف المراحل في حياة يسرا الشخصية، وجميع اللقطات في لحظات حياتها معي، أنا كتبت مسلسل وحد في حياتي “في إيد أمينة”، وهي قامت ببطولته بشكل أكثر من رائع، حتى أنها جسدت ما مرت به من أحداث واقعية بشكل ممتع للغاية”.
وبالنسبة للفنانة دينا، يقول مبارز “أتعامل معها على أنها أكثر صديق مخلص شاهدته في حياتي، فنحن أصدقاء منذ ظهورها، وهي رائعة على المستوى الإنساني، وكانت موجودة في فرح ابني، وقدمت فقرة ضخمة جدا، ووقتها أعلنت عن زواجها الأخير في الفرح، وأعتقد أنها بذلك اختصتني بشىء منفرد عن غيري”. وعن الفنانة نبيلة عبيد، يقول “كانت الفنانة وأصبحت الصديقة، هي إنسانة أكثر من رائعة، والإنسان أحلى من الفنان 10 أضعاف”.
وبخصوص ما إذا كان هناك خلاف بينه وبين أحد الفنانين أثناء التصوير، ينفي ذلك نهائيا “فحتى إذا كان الفنان له وجهة نظر مختلفة فأنا أقوم بعمل ما يرغبه، وأطرح وجهة نظري، وعادة تكون وجهة نظري أنا الصائبة، لأن أنا أشاهد الفنان أكثر ما يشاهد هو نفسه، فأنا لست ديكتاتوريا في التصوير”.
وعن الموقف الذي لا ينساه خلال مشواره الفني “يوم تصويري اغتيال السادات، وتم القبض علي وقتها، وبعدها أفرجوا عني، ولكنهم أخذوا مني الكاميرات، وقتها حزنت كثيرا وأحسست أنهم سلبوا مني روحي”.
وينتقل للتحدث عن الكتابة والتأليف، “أمامي العديد من الأفكار لأكتبها، منها قصة بطل من أبطال حرب الاستنزاف قمت باستضافته ضمن برنامج “صور متصورتش”، وقدمت معه حلقة أكثر من رائعة”.
وعن توقف برنامج “المصوراتي” يقول مبارز “أنا لا أعرف الأسباب التي جعلت التلفزيون يوقف “المصوراتي”، بعدها قالوا لي هنوقف برنامج المصوراتي لتقديم برنامج آخر خلال شهر رمضان، وبالفعل قدمت برنامج “صور متصورتش”، ثم تم إيقاف هذا البرنامج لأسباب غير معروفة لدي، وعندما تحدثت مع رئيس القناة قال لي لا أعرف السبب، لأنني مسكت القناة بعد أن تم إيقاف البرنامج، وأنا لا يمكن أن أطلب من أحد أن أقدم برنامجا، لكن البرنامجين لا يوجد لهما مثيل على وجه الكرة الأرضية، بمعنى لا توجد برامج شبههم على الإطلاق، لكن هناك برامج تتشبه بيهم حاليا”.
وعن إمكانية تحويل قصة حياته لعمل فني، يقول “لا يوجد بها من الأهمية لتحويلها لعمل فني، إلا أنني أحتفظ ببعض الذكريات التي سأقوم بكتابتها، ربما يمكن تحويلها لعمل فني في ما بعد”.