نشاهد كل يوم على وسائل الإعلام المختلفة عشرات الإعلانات الفنية التي تبشّرنا بإصدار ألبوم جديد للفنان فلان أو للفنانة فلانة بطريقة تجعلنا نشعر أن هناك روائعاً موسيقية قادمة ستُطرب الخاطر وتهز الوجدان! ثم نكتشف الحقيقة المرّة بأن الاستماع إلى هؤلاء الدخلاء على الفن أصبح مزعجاً جداً، فتارة نجد الصوت مزعجاً والموسيقى أيضاً، وما يزيدنا ضيقاً تفاهة الكلمات وضحالة المواضيع المُتناولة.
حالة بشعة تستدعي في بعض الأحيان ارتشاف المزيد من القهوة مع بعض أقراص الصداع لتقليص الأثر المزعج لما يُفترض أنه ضمن دائرة «الفنون».
التطفّل على الفنون وتشويهها أمرٌ ليس بجديد لكنه مرفوض لأن عواقبه خطيرة على الذوق العام وعلى سلامة بنية الفنون وأثرها في المجتمع، ومن هنا أود توجيه رسالة عاجلة للأصوات الفنية الحقيقية، الأصوات الطربية المثقّفة المحلّقة في سماوات الإبداع التي أسعدتنا بأعمالها وحفرت في ذاكرتنا مشاعر مستعصية على النسيان، أرجوكم تجاهلوا تماماً هؤلاء «الجدد»، فهم مهما تكاثروا يبقون على الهامش، أنتم الأصل فكثّفوا من جهودكم وحضوركم وأعمالكم، وإياكم أن تعتبروا أن «الزمن تغيّر». أبداً، الزمن الحالي يحتاج إليكم أكثر لتهذيب الذوق وإنعاش الروح والاستمتاع بالكلمة الساحرة والصوت الشجيّ واللحن المنساب كجدول ماءٍ رقراق يؤنس الفؤاد ويمسح عن القلب الكدر. أرجوكم عودوا كي نستعيد إحساسنا بآذاننا المُتعبة، لا نريد تجديداً إلا منكم ولن تكون ذائقتنا الفنية وأمزجتنا بأمانٍ إلا معكم.
[email protected]
مارأيكم في إزعاج المتطفّلين على #الموسيقى ؟ هل لديكم الجرأة لتقولوا لأحدهم “كفاك إزعاجاً” ؟ هل تدركون مدى بشاعة تأثيرهم على الذوق العام ؟
#مقال_اﻷسبوع #صحيفة_الرؤية #الأبعاد_الثلاثة #المنبر ٧×١
#شاركوني_آرائكم