في بيتنا … مصوّر
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae
من طرائف مايحكيه الأهالي عن وجود من يهوى التصوير ضمن أفراد العائلة، أن سلوكه في المنزل يكون مختلفاً تماماً عن الباقين، حتى لو كان منهم مشتغلون بفنونٍ أخرى كهواةٍ أو محترفين. أحدهم طفلٌ في العاشرة من عمره يعشق الكاميرا ويقضي معها ساعاتٍ من وقته بعد عودته من المدرسة يلتقط الصور داخل المنزل وبجواره، لكن أهله يشتكون من عبء إعادة قطع الإثاث واللوحات وبعض الأدوات المنزلية لمكانها بعد انتهاء الفنان الصغير من عمله، إذ أنه يقلب البيت “رأساً على عقب” للحصول على لقطاتٍ جميلة ومختلفة عن تلك التي التقطها من قبل.
أحد الأباء يروي قصة مختلفة عن ابنته التي لم تتجاوز عمرها 18 عاماً، والتي تحتفظ بمئات الصور لوالدها، إذ أنها تقوم بتصويره عدة مراتٍ كل يوم، وهذا من الأمور التي تثير استغرابه ودهشته كثيراً، حتى أنه انتقدها عدة مرات فهو يعتبر أن ماتفعله مضيعة للوقت والجهد ولا فائدة منه ! فالصور متشابهة ولا تخص مناسبة أو حدثاً ما بل مرتبطة بالأحداث اليومية العادية والتي تتكرّر كل يوم. ابنته كشفت له سر صورها بعد عامين كاملين، فقد ربطت كل صورةٍ منها بشعور لحظيّ معين أو ردة فعلٍ تجاه خبرٍ أو أمرٍ ما، وعندما عرضت عليه الصور ذكّرته بمناسبة كل صورة وكيف أن تعابير وجهه تختلف مع كل انفعالٍ من الانفعالات اليومية، فهذه صورته عندما تلقى خبراً سيئاً وهذه عندما كان ينتظر تأكيداً من أحد أصدقائه على المشاركة في مشروع، وتلك عندما كان في غاية الإجهاد إلا أنه فضّل أن يقضي مع ابنته بعض الوقت كيلا تشعر بالوحدة. هنا تغيّر موقف الأب من الموضوع وبات مهتماً بمتابعة صوره على عدسة ابنته وسؤالها عن مناسبة كل صورة.
وجود مصورٍ في المنزل بشكلٍ عام يضفي بعض اللمسات الذوقية واللونية الخاصة، ويمنح الأجواء نسقاً مميزاً لا تخطئه العين، كما أن أفراد العائلة يشعرون بالدهشة كل فترة عندما يرون بعض الصور الغريبة التي تُظهر جوانب جديدة في شخصياتهم أو في طبيعة منزلهم. أحدهم يقول: شاهدت بعض الصور البديعة على كاميرا الهاتف المحمول الخاص بابنتي ولم أعرف أين تم التقاطها !! وكانت دهشتي كبيرة عندما عرفتُ أنها لبعض زوايا غرفة المكتب الخاصة بي !!
فلاش
المصور يرى الحياة كما لا يراها الآخرون ..