سلحفاة الغالاباغوس
سلحفاة الغالاباغوس |
|
---|---|
سلحفاة غالاباغوس عملاقةٍ على جزيرة سان كريستوبال
|
|
|
|
سلحفاة غالاباغوس بجزيرة سانتا كروز
|
|
حالة حفظ | |
أنواع مهددة بالانقراض (خطر انقراض أدنى) |
|
التصنيف العلمي | |
النطاق: | حقيقيات النوى |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليات |
الطائفة: | الزواحف |
الرتبة: | سلحفيات الشكل |
الفصيلة: | السلحفيات |
الجنس: | السلاحف النموذجية |
النوع: | سلحفاة الغالاباغوس |
الاسم العلمي | |
Chelonoidis nigra كوي وغيمارد، 1824 |
|
تحت الأنواع | |
سلحفاة جزيرة بينتا (C. n. abingdoni) سلحفاة بركان وولف (C. n. becki) سلحفاة جزيرة كاثام (C. n. chathamensis) سلحفاة جزيرة جيمس (C. n. darwini) سلحفاة جزيرة دونكان (C. n. duncanensis) سلحفاة سييرا نيغرا (C. n. guentheri) سلحفاة جزيرة القلنسوة (C. n. hoodensis) سلحفاة بركان دارون (C. n. microphyes) سلحفاة جزيرة تشارلز (C. n. nigra) سلحفاة جزيرة إندفاجيتيبل (C. n. porteri) سلحفاة بركان ألسيدو (C. n. vandenburghi) سلحفاة كهف الإغوانا (C. n. vicina) |
|
|
|
معرض صور سلحفاة الغالاباغوس – ويكيميديا كومنز | |
سُلَحْفاةُ غالاباغوس أو سُلَحْفاة الغالاباغوس العملاقة (باللاتينية: Chelonoidis nigra) هي أضخم كائن حي في فصيلة السلحفيات وتحتل المرتبة العاشرة بين أضخم الزواحف الحية على كوكب الأرض، حيث يفوق وزنها 400 كيلو غرام (880 باوند) ويتعدى طولها 1.8 متر (5.9 قدام)، وتُعد إحدى أطول الفقاريات عمرًا على وجه الأرض، حيث تعيش في البرية لمدة تزيد عن مائة عام، في حين سُجِّلت منها أفرادٌ عاشت على الأقل لمائةٍ وسبعين عام. يرجع أصل السلحفاة إلى الجزر السبع في أرخبيل غالاباغوس، وهو أرخبيل جزر بركاني يقع على بعد 1,000 كم (620 ميل) غرب سواحل دولة الإكوادور في أمريكا الجنوبية، حيث عثر عليها المستكشفون الإسبان في القرن السادس عشر وأطلقوا عليها اسم galápago “غالاباغو” وهي كلمة إسبانية تعني سلحفاة.
يختلف حجم الدرقة وشكلها من سلحفاة لأخرى. ففي الجزر التي تسودها المرتفعات ذات الأجواء الرَّطبة تكون السلاحف كبيرة الحجم وقصيرة الرقبة وتكون الدرقة على شكل “القبة”، أما في الجزر ذات السهول الجافة فتكون السلاحف أصغر حجمًا وطويلة الرقبة وتكون الدرقة على شكل “السرج”، وقد لاحظ تشارلز داروين هذه الاختلافات في الرحلة البحرية الثانية للسفينة بيغل عام 1835 ميلاديًا، وقد أسهمت مشاهدة دارون ودراسته لهذه السلاحف في تكوين وبلورة فكرة نظرية التطور.
كان عدد سلاحف غالاباغوس يزيد عن ربع مليون سلحفاةٍ في القرن السادس عشر، إلا إنَّه انخفض إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سلحفاة فقط بحلول سبعينيات القرن العشرين، ويرجع السَّبب في ذلك إلى اصطياد هذه الفصيلة للحصول منها على اللحم والزيت، هذا بالإضافة إلى تدمير المأوى الطبيعي لهذه الكائنات لتوفير الأرض للزراعة، وأيضًا بسبب إدخال حيوانات أخرى لا تنتمي إلى الجزيرة مثل الفئران والماعز والخنازير. في الوقت الحاضر، لم تتبقَّى في البرية سوى عشرة سلالات فقط من سلالات سلحفاة غالاباغوس الخمسة عشر. وكان قد نجى فردٌ واحد من السلالة الحادية عشرة المعروفة باسم سلحفاة جزيرة بينتا، وتم الاحتفاظ به في محمية طبيعية وأُطلِقَ عليه اسم جورج الوحيد (Lonesome George)، إلا إنَّ سلالته انقرضت تمامًا بوفاته في شهر يونيو من عام 2012. أدت الجهود المبذولة في الحفاظ على سلحفاة غالاباغوس منذ القرن العشرين إلى إكثار الآلاف من صغار السلاحف في الأسر وإطلاقها إلى البرية للعيش في بيئتها الطبيعية، وبحلول مطلع القرن الواحد والعشرين تجاوز عددها في البرية 19,000 سلحفاة، وعلى الرغم من هذه القفزة العددية، يبقى هذا النوع طبقًا لتصنيف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة غير مُؤمَّن من خطر الانقراض.
محتويات
التصنيف
التصنيف الأولي
اكتشفت جزر الغالاباغوس في عام 1535 ميلاديًا، إلا أنها لم تظهر على خرائط جراردوس مركاتور وأبراهام أورتيليوس حتى عام 1570 ميلاديًا،[1] وأُطلِقَ على هذه الجزر اسم “إينسولا دي لوس غالاباغوس” وهي عبارة إسبانيَّة تعني جُزر السلاحف في إشارةٍ إلى السلاحف العملاقة التي تعيش بها.[2][3][nb 1]
في بداية الأمر اعتقد الكثيرون أنَّ السلاحف العملاقة في المحيط الهندي (مثل سلحفاة ألدابرا العملاقة) هي من نفس فصيلة السلاحف الموجودة على جزر الغالاباغوس، حيث ظنَّ علماء الطبيعة الأوائل أن البحارة نقلوها عمداً من المحيط الهندي إلى هذه الجزر النائية،[4] ففي عام 1676 ميلاديًا كان الأحيائي كلود بيرو يشير إلى الفصيلتين باسم “توغتيو دي إند” التي تعني سلحفاة الهند بالفرنسية وذلك قبل ظهور تصنيف كارولوس لينيوس،[5] وفي عام 1783 ميلاديًا صَنَّفَ الألماني يوهان جوتلوب شنايدر جميع السلاحف العملاقة تحت اسم تيستودو إنديكا أي “السلحفاة الهندية”،[6] وفي عام 1812 ميلاديًا أطلق أغسطس فريدريش شفايغر عليها اسم تيستودو جيكانتيا أي “السلحفاة العملاقة”،.[7] وفي عام 1834 ميلاديًا قام كلٌ من عالمي الحيوان أندريه ماري كونستان دومري وغابرييل بيبرو بتصنيف سلاحف الغالاباغوس كفصيلة مستقلة بذاتها، وأسماها تيستودو نيغريتا أي “السلحفاة السوداء”.[8]
الاعتراف بوجود سلالات مختلفة
قام عالم الحيوان ألبرت غونتر الذي كان يعمل في المتحف البريطاني بعمل أول دراسة منهجية عن السلاحف العملاقة في عام 1875 ميلاديًا، حيث قام بتصنيف خمس سلالات مختلفة على الأقل من سلاحف غالاباغوس وثلاث أُخر من سلاحف جزر المحيط الهندي، وفي عام 1877 ميلاديًا، وسع غونتر قائمته إلى ست سلالات من سلاحف غالاباغوس، وأربع من أرخبيل سيشيل، وأربع من جزر المسكارين (Mascarenes)، حيث توضح نظرية غونتر أن السلاحف العملاقة جميعها تنحدر من سلالة أم واحدة انتشرت حول العالم عن طريق جسور يابسة تغمرها المياه،[9] لكن بعد ذلك اتضح عدم صحة هذه النظرية؛ وذلك لأن جزر غالاباغوس وسيشل ومسكارين هي جزر بركانية حديثة المنشأ ولا ترتبط ببعضها البعض بجسورٍ يابسة، وينتشر الآن اعتقاد أن سلاحف غالاباغوس تنحدر من سلالة تنتمي لقارة أمريكا الجنوبية،[10] في حين أن سلاحف المحيط الهندي تأتي من مدغشقر.[11][12]
في نهاية القرن التاسع عشر، ميز كل من جورج باور (Georg Baur) ووولتر روتشيلد[13][14] بين خمسة أنواع أخرى من سلالات سلاحف غالاباغوس، وفي عام 1906، جمعت أكاديمية كاليفورنيا للعلوم العينات وأعطتها للعالم جون فان دنبرغ (John Van Denburgh) ليقوم بدراستها، وقد قام بتصنيف أربع سلالات إضافية، واقترح نظرية وجود خمس عشرة سلالة ولا تزال قائمته تتصدر تصنيف سلاحف غالاباغوس، على الرغم من الاعتقاد السائد الآن عن وجود عشرة سلالات فقط من هذه الفصيلة.
- الفصيلة الحالية وأسماء الجنس
تمت إعادة التسمية الحالية للفصيلة نيغرا وتعني (“السوداء” – Quoy & Gaimard, 1824b[15]) عام 1984 ميلاديًا[16] وذلك بعد اكتشاف أن هذا هو الاسم العلمي الأقدم للفصيلة وليس الاسم الشائع آنذاك إيليفانتوبوس (ويعني “قدم الفيل” – هارلان، 1827[17])، ويوضح الوصف اللاتيني لكلٍ من كوا وغيمار استخدام لفظة نيغرا: “Testudo toto corpore nigro” وتعني “السلحفاة ذات الجسد الأسود بالكامل”، حيث قام كوا وغيمار بوصف سلحفاة الـنيغرا من عينة حية، غير أنه لا يوجد دليل على المنشأ المحدد لهذه العينة داخل جزر غالاباغوس، وتم اعتبار كاليفورنيا موطنًا لها. واقترح غارمان فكرة وصل لفظة نيغرا بالسلالة المنقرضة التي كانت تعيش على جزيرة فلوريانا، وفيما بعد، اعتبر بريتشارد أن هذه التسمية مناسبة، على الرغم من عدم دقتها، وذلك لتنجب زيادة الالتباس الناتج عن كثرة المصطلحات التي أُطلِقت على هذه الفصيلة، حتى أن الاسم العلمي الأكثر قدِمًا للفصيلة وهو كاليفورنيانا (ويعني “من كاليفورنيا” – كوا وغيمار، 1824[18]) ويعتبر نومين أوبليتوم (nomen oblitum) وهو تعبير لاتيني يعني “اسم منسي”.[19]
فيما سبق، كان يُعتقد أن سلاحف غالاباغوس تنتمي لجنس الـجيوشيلونى (Geochelone) وهي ’السلاحف التقليدية‘ أو ’السلاحف الأرضية‘، وفي تسعينات القرن العشرين، أصبح الجنس الفرعي المعروف باسم شيلونويديز جنسًا مستقلاً بذاته استنادًا على دلائل تحليلات علم الوراثة العرقي وهو جنس يضم سلاحف أمريكا الجنوبية التي كانت تُدرج تحت جنس جيوشيلونى، ويُعد فرعا حيويا مستقلاً (فرع من شجرة الحياة)،[20] وقد استخدم علماء عدة على قدر كبير من المعرفة هذه التسمية.[21][22][23]
السلالات؛