الفاشينيستا ونجمات «الخيبة» الاجتماعية
سحر الزارعي
من الظواهر التي فرضت نفسها على واقعنا النجومية السريعة التي اكتسبتها بعض الفتيات المهووسات بالموضة والشهرة معاً، وهو ما بات يُعرف الآن بالـ «فاشينيستا»، فتجد الواحدة منهن تزهو كبرياء وخيلاء مع زيادة عدد متابعيها على شبكات التواصل الاجتماعي، ويمنحها هذا شعوراً حقيقياً بأنها أصبحت نجمة النجوم ومحبوبة الجماهير وأن كل «همسة» أو «وجبة» أو «زيارة» تقوم بها ستصبح الشغل الشاغل للملايين وحديث الناس لعدة أيام.
هذه الحالة المفاجئة التي تعيشها تمنحها الإحساس بالقدرة الشاملة والإلمام بكل المواضيع وفهم خبايا الأمور في السياسة والاقتصاد والطبخ والعلاقات الأسرية والإنسانية والموضة ومناسبات المجتمع وثقافات الشعوب، وأفضل الطرق لكسب قلوب الناس وترميم العلاقات الزوجية واقتراح أروع وجهات السفر السياحية حول العالم !
أهم عنصرين يشغلان بالها ليلاً ونهاراً هما «عدد المتابعين» وعبارة «للإعلانات التجارية رجاء التواصل عبر..» فمجرّد أن جهة أو أكثر دفعت لها مبلغاً من المال مقابل منشور ترويجي على حسابها، فقد اعتبرت أنها من أبرز شخصيات المجتمع! على الرغم من أنها لا تعرف الفرق بين القول المأثور والأحاديث الشريفة ونشرت أن صلاح الدين «الأروبي» من أبطال العرب! هل سمعتم ببطل يُدعى «الأروبي» من قبل؟ إحداهن نشرت صورتها ظهر يوم الجمعة بشورت قصير ومعها عبارة «لاتنسون قرءة سورة عشن ربي يسر أموركم». ارحمونا أرجوكم وارحموا «جماهيركم» من جهلكم.
[email protected]