الرئيس باراك أوباما يلتقط صورة ذاتية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ورئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينغ شميد خلال مراسم تكريم نلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.
سيلفي
من ويكيبيديا
رائد الفضاء Akihiko Hoshide يلتقط صورة لنفسه في إحدى خرجاته من محطة الفضاء الدولية في 5 سبتمبر 2012
سيلفي (بالإنجليزية: Selfie)[1] أو “الصورة الذاتية” أو “الصورة الملتقطة ذاتيا”، [2] عبارة عن صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام آلة تصوير أو باستخدام هاتف ذكي مُجهزة بكاميرا رقمية، ومن ثم يقوم بنشرها على الشبكات الاجتماعية (فيس بوك، تويتر، إنستاجرام وغيرها)، وذلك لاعتمادها كصورة رئيسية في ملفه الشخصي أو لتسجيل حضوره في مكان مُعين أو إلى جانب أشخاص مُعينين، أو حتى للتعبير عن حالة نفسية مُعينة. عادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية، ويقوم صاحبها بالتقاطها عبر الإمساك بآلة التصوير بيده وتوجيه الكاميرا إليه أو عبر توجيهها إلى مرآة عاكسة في حال ما إذا لم يتوفر الهاتف الذكي على كاميرا أمامية.
النشأة
أول صورة ذاتية (سيلفي) في التاريخ قام بالتقاطها “Robert Cornelius” سنة 1839
بالرغم من مُساهمة الشبكات الاجتماعية في انتشارها، إلا أن نشأة هذا النمط من الصور يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وذلك بفضل كاميرات براوني، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لالتقاط تلك الصور. أما عن تسمية Selfie فتعود إلى سنة 2002 على المُنتدى الإلكتروني الأسترالي ABC Online، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012
وقد عرف هذا المصطلح إنتشارا واسعا جدا عالميا بعد صورة السيلفي الشهيرة التي إلتقطتها ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون مع أشهر نجوم هوليوود.
الوقت الراهن
في حين يوصف الالتقاط المفرط للصور الشخصية بالنرجسية الزائدة، إلا أن هناك من يعتبره نوعا جديدا من التواصل الاجتماعي ، خاصة بعد أن ظهرت تطبيقات خاصة بذلك على الهواتف الذكية، مثلما هو عليه الحال مع تطبيق سناب شات. كما ظهرت مؤخرا موضة جديدة تتعلق بالتقاط شخصية جماعية بدل الفردية.
إدمان الصورة الذاتية ومواقع التواصل[عدل]
أشارت دراسة أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي (APA)، [3] أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها. عندما يتجاوز الأمر إلى أن تصبح حالة مزمنة،وقد شخصت الدراسة حالة ناشط فيسبوكي فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة في تصوير نفسه “على مدار الساعة”، ومشاركة الصور في المواقع الإجتماعية، ل 6 مرات في اليوم على الأقل بشكل مستمر.
وهو ما قد يرتبط بنوع من النرجسية المرضية، [4] والغريب لما أشارت له الدراسة أن نسبة مدمنيها تصل إلى 17% في صفوف الرجال بينما لا تتعدى 10% في صفوف النساء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتشار الصور الملتقطة ذاتيا في العالم
التقط جيمي تشين وهو معلق على حبل في منتصف جرف صخري شاهق في سلطنة عمان يتسلقه مع رفاق له، صورة لنفسه تعرف باسم “سيلفي” باتت رائجة جدا في هذه الايام.
وقال تشين وهو مصور لدى “ناشونال جيوغرافيك” لوكالة فرانس برس “كان لدي الوقت للتفكير”. وتنشر صور تشين حول علميات تسلق قصوى في مضيق هرمز في عدد كانون الثاني/يناير من هذه المجلة.
ويضيف “في تلك اللحظة فكرت انه ينبغي علي ان التقط صور لنفسي. وقلت في قرارة نفسي “انا مصور في ناشونال جيوغرافيك” يجب ان اترك اثرا عن هذه اللحظة”.
والصورة الذاتي معروفة منذ قرون الا ان التكنولوجيات الجديدة والكاميرات التي تجهز بها الهواتف ووصلها بشبكات التواصل الاجتماعي، اكسبت هذا الامر بعدا كبيرا جدا.
ومع اقتراب نهاية العام 2013، كرس قاموس اوكسفورد الانكليزي المرجعي تعبير “سيلفي” ، “كلمة العام” واعطاها تعريفا مفاده “صورة ملتقطة ذاتيا بواسطة هاتف ذكي او ويبكام وتنشر على موقع للتواصل الاجتماعي”.
ويعتبر محرك البحث “ياهو!” انه في العام 2014 ستلقط حوالى 880 مليار صورة اي 123 صورة لكل واحد من سكان الارض. ويتوقع ان يكون الكثير منها من نوع “سيلفي”.
في بريطانيا اشارت دراسة طلبتها شركة “سامسونغ” الكورية الجنوبية لصناعة الهواتف ان 17 % من الرجال و10 % من النساء يلتقطون صور “سيلفي” ، “لانهم يرغبون ان تكون لديهم صور جميلة لانفسهم”.
وتقول ساره كينيل امينة قسم الصور في “ناشونال غاليري اوف آرت” في واشنطن “انها بمثابة كلمة جميلة نوجهها الى انفسنا وهي جانب النرجيسية في ثقافتنا”.
وقد اختارت مجلة “تايم” “11 اهم سيلفي” هذه السنة ومن بينها صورة للبابا فرنسيس مع مجموعة من المراهقين في الفاتيكان واخرى للمغنية الاميركي بوينسي مع احد معجبيها في جنوب افريقيا.
وقد التقط الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون هما ايضا صورة من هذا النوع مع رئيسة وزراء الدنمارك هيله ثورنينغ شميد خلال مراسم تكريم نلسون مانديلا في جنوب افريقيا.
لكن لا ينبغي ان يكون الشخص مشهورا اصلا، لكي يلفت الانظار بصور “سيلفي” .
فبفضل شبكة “ريديت” مثلا اشتهر رب عائلة من سكان ولاية اوريغن في شمال غرب الولايات المتحدة عالميا من خلال نشره صورا له يقلد فيها تعابير طفلته الجديدة.
وفي النروج اثارت كارولين بيرغ التي لديها مدونة تعنى باللياقة البدنية، غضب وانتقادات رواد الانترنت من خلال التقاط صور لنفسها بملابسها الداخلية مع معدة مسطحة بعد اربعة ايام على انجابها طفلا. وقال منتقدوها انها “لم تسد خدمة” الى النساء بفعلتها هذه.
اما الشابة التي التقطت لنفسها صورة على جسر بروكلين في نيويورك فلم تكن لتتصور انها خلدت ايضا محاولة انتحار في خلفية الصورة. وقد نشرت على الصفحة الاولى من مجلة “نيويورك بوست”.
ويقول المصور الفرنسي المقيم في باريس جان-فرنسوا فيبيري لوكالة فرانس برس ان السيلفي “عملية توسع في المجال الاجتماعي-الافتراضي”.
ويضيف المصور “فكرة ان يلتقط الشخص صورة لنفسه خلال رحلة الى الخارج او خلال حدث ليقول +لقد كنت هناك+ امر اناني مثل المرحلة التي نمر فيها. فينبغي ان نكون جميعا ابطال حياتنا الخاصة”.
وهو يأسف لانقضاء المرحلة التي “كنا نلتقط فيها صورة لصديق ونرسل له نسخة عنها مع اطار ربما. وكان الامر يثير الفرحة وكان بمثابة هدية ودليل صداقة”.
الا ان الصور الذاتية قديمة بقدم التصوير.
ويقدم معرض في “ناشونال غاليري” في واشنطن راهنا صورا ملتقطة في القرن التاسع عشر للفرنسي شارل مارفيل من بينها صورة التقطها لنفسه.
وفي لندن، وجهت “ناشونال بورتريت غاليري” نداء للحصول على صور “سيلفي” في اطار طاولة مستديرة مكرسة لهذه الظاهرة تقيمها في 16 كانون الثاني/يناير. ويقول المنظمون ان الدوقة الكبيرة الروسية اناستازيا “هي من اول المراهقين الذين التقطوا صورا لانفسهم”.
فقد حصل ذلك في العام 1914 وكانت يومها في الثالثة عشرة لكن لم تكن خدمات فيسبوك وتويتر متوافرة حينها لتشاطر الصورة.
(أ ف ب)