كيف يبدو الاحتفال بالعيد في مناطق الحرب؟
بالنسبة للأطفال في سوريا، يُفترض أن يعني عيد الأضحى عندهم ملابس وأحذية جديدة، ومائدة طعام يلتف حولها أفراد الأسرة، فضلا عن الهدايا.
لكن في السنوات القليلة الماضية، وجد أطفال سوريا أنفسهم فريسة أشهر من القصف المكثف والمجازر، فتحول العيد إلى احتفال يحيط به الكبت والحزن.
فالملابس أضحت متواضعة، وأصبحت مائدة عشاء الأسرة نصف خاوية.
ووسط تلك الفوضى، باتت مظاهر المتع البسيطة أمرا مقدسا، كما يظهر في صور نشرها مركز حلب الإعلامي.
وتظهر تلك الصور الأطفال عشية عيد الأضحى، وهو احتفال التضحية والفداء، الذي بدأ مع شروق شمس يوم الاثنين.
لكن المفارقة القاسية تكمن في التضحية البشرية التي تعين على الكثيرين تقديمها.
فالأطفال يلعبون معا في الشارع، ويمتطون قذيفة كبيرة لم تنفجر تستخدم الآن في التسلق.
ويتألف مركز حلب الإعلامي من مجموعة متميزة من الأطباء والإعلاميين الذين يوثقون الهجمات في المدينة.
وكان المركز هو صاحب صورة الطفل عمران دقنيش، البالغ من العمر خمسة أعوام، جالسا في سيارة إسعاف في أعقاب غارة جوية في مناطق حلب الشرقية، التي انتشرت انتشارا واسعا في أغسطس/آب الماضي.
ويصف عبد الكافي الحمد، وهو أستاذ جامعي في حلب، رؤية الأطفال كما توضحها الصور الملتقطة.
وقال الحمد: “كنت أتجول، ورأيت أطفالا بملابسهم الجديدة يلعبون معا. كان رائعا أن ترى مظاهر الحياة من بين أنقاض الحرب.”
وأضاف: “أطفال حلب مازالوا أحياءً، ولم يستسلموا. ويبدو أنهم هم من يمنحونا الأمل كي نواصل المسير.”
وتابع أنهم “يركضون، ويلعبون، ويضحكون.”
وقال: “عندما يسمعون صوت طائرة هليكوبتر، فبدلا من الفرارا منها، يسألون أين يمكن رؤيتها في السماء.”
وتعرضت مدينة حلب على مدار أشهر لقصف جوي كثيف شنته قوات الحكومة السورية مدعومة بقوات روسية.
وكان آخر الأهداف سوقا في مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وقُتل في الهجوم قرابة 60 شخصًا وأصيب العشرات أثناء تسوقهم لشراء مستلزمات العيد، بينما لقي ما لا يقل عن 45 شخصا حتفهم في غارات جوية في حلب.
واستهدفت المناطق بعد ساعات من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار تقرر دخوله حيز التنفيذ بغروب يوم الاثنين.