“أنجلينا جولي” الكردية: الإعلام الغربي بخسها حقها
تقول وسائل إعلام غربية إنها فتاة غلاف بالنسبة للمحيطين بها، وتحظى بإعجاب الكثيرين بفضل ملامحها الجميلة وقدرتها العسكرية في ذات الوقت.
لكن تداول وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لصورة المقاتلة الكردية، آسيا رمضان عنتر، كان مفاجأة وفيه خيبة أمل بالنسبة لزميلاتها المقاتلات.
وقُتلت الفتاة البالغة من العمر 9 عاما والمنحدرة من مدينة قامشلي الكردية السورية، خلال المعارك ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا الشهر الماضي.
وقالت بعض وسائل الإعلام الغربية، التي ركزت في أخبارها على إبراز جمال وجهها، إنها تعرف بـ”أنجلينا جولي كردستان” لشدة الشبه بينها وبين نجمة هوليوود اللامعة.
وأعرب بعض مواطنيها عن استيائهم من هذه المقارنة القائمة على التمييز على أساس الجنس واعتبارها مجرد شيء لا أكثر.
وقالت قوات “وحدات حماية المرأة” الكردية، التي تنتمي إلى صفوفها آسيا رمضان عنتر، إن فلسفتهم تركز على البساطة والتواضع.
وأضافت القوات أنه لا ينبغي الحكم على شخص على أساس مظهره أو شكله أو حجمه، فالأفراد يبذلون تضحيات شخصية من أجل أهداف جماعية.
واستطاعت المقاتلات الكرديات العام الماضي، على الرغم من مقاومة الجماعات الدينية المتشددة، الضغط على كردستان سوريا من أجل إقرار قوانين تجرم العنف ضد المرأة والزواج القسري وتعدد الزوجات. كما شكلت وحدة شرطة مؤلفة بالكامل من النساء لتطبيق القانون.
واحدة من كثيرات
وتعتبر آسيا رمضان عنتر بالنسبة لوسائل الإعلام الكردية في كردستان سوريا، حيث قاتلت وقُتلت، مقاتلة أخرى بذلت حياتها في سبيل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وانضمت آسيا إلى صفوف قوات “وحدات حماية الشعب” في عام 2015، وأطلق عليها اسم حركي هو فيان عنتر.
وبعد إنهاء فترة تدريبها العسكري، التحقت بالجبهة الأمامية لقتال مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وشاركت آسيا في خمس معارك قبل أن تُقتل في منبج على مقربة من الحدود التركية يوم 30 أغسطس/آب الماضي.
وتولت قيادة مجموعة وكانت تحمل رشاشا متوسطا خلال المعارك، وخلال العامين الماضيين قُتل ستة من أبناء عمومتها وأعمامها في معارك أمام تنظيم الدولة الإسلامية.
وقٌتلت مئات المقاتلات الكرديات الأخريات مثل آسيا، معظمهن صغار السن لم يتجاوزن العشرين عاما، لكن إحداهن لم تحظ بتسليط الضوء الإعلامي عليها كما حدث مع المقاتلة فيان.
“التمييز على أساس الجنس”
وأعرب شومان كنعاني، وهو مقاتل كردي، عن استيائه من طريقة تعامل وسائل الإعلام الغربية مع آسيا رمضان عنتر.
ويتولى كنعاني مسؤولية إعادة بناء كوباني، وهي مدينة كردية احتلها تنظيم الدولة الإسلامية ودمرها بشدة خلال عامي 2014 و 2015 قبل أن تستعيد القوات الكردية السيطرة عليها وتطرد المسلحين منها.
وفقد كنعاني الكثير من زملائه المقاتلين والمقاتلات خلال المعارك.
وقال: “الفلسفة الكاملة التي تنتهجها وحدات حماية المرأة تكمن في محاربة التمييز على أساس الجنس ومنع استخدام المرأة كشيء جنسي”.
وأضاف: “نريد أن نمنح المرأة مكانة حقيقية في المجتمع ونجعلهن يقررن مصيرهن. قُتلت فيان من أجل هذه المُثل. وفي وسائل الإعلام، لم يتحدث شخص عن تلك المُثل التي بذلت حياتها من أجل إعلائها، ولا عما حققته فيان للمرأة في كردستان سوريا خلال السنوات الأربع الماضية”.
وحثت أغرين سينا، القائدة في قوات وحدات حماية المرأة التي فقدت ساقها في معركة تحرير منبج كما فقدت الكثير من أصدقائها، الناس على النظر إلى صور زميلاتها المقاتلات اللائي قُتلن أو رفضن الحياة في ظل شريعة خاصة يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت: “انظروا إلى صورهن، جميعهن ملائكة، جميعهن جميلات، لا يمكن أن تختار واحدة فقط بسبب شبه بينها وبين ممثلة في هوليوود، مثل أنجلينا جولي أو جوليا روبرتس”.
وأضافت: “لا يوجد شيء مشترك بينهن. لقد اخترن الموت بدلا من الحياة في كنف واحدة من أكثر الجماعات المعادية للمرأة في العالم”.