مشاهدة الأفلام في قاعات السينما.. طقس بدأ يتلاشى في العيد بالمغرب
بوستر من فيلم كازابلانكا المصوّر في المغرب
إسماعيل عزام، الرباط (CNN)— إلى عهد قريب، كانت دور السينما في المغرب تمتلئ عن آخرها في أيام العيد، إذ كانت تسجل أرقام إيرادات كبيرة بفضل تفرّغ جزء كبير من المغاربة ورغبتهم في قضاء يوم العيد رفقة فيلم هندي أو أمريكي أو عربي، إلّا أن هذه العادة تراجعت بشكل كبير، بسبب الإغلاق المطرّد للقاعات السينمائية.
وشهد المغرب على مدار الـ15 سنة الأخيرة، إغلاق العشرات من قاعات السينما بسبب زحف أقراص الديفيدي وانتشار عمليات تحميل الأفلام أو مشاهدتها عن طريق الانترنت، وانتقل المغرب من حوالي 250 قاعة سينمائية عام 1987 إلى حوالي 33 قاعة خلال عام 2013 وفق أرقام رسمية.
وأضحت الكثير من المدن المغربية لا تتوّفر على قاعات سينمائية، منها مدينة أكادير، ثاني المدن السياحية، والقنطيرة وآسفي وورزازات وتارودانت والجديدة والحسيمة، فيما تكابد القاعات المتبقية للاستمرار، معتمدة في ذلك على عينة من الزبناء لا تزال ترى في السينما مكانًا للترفيه ودعم من طرف المركز السينمائي المغربي.
وإن كان غياب القاعات السينمائية مستمرًا على طول السنة، فإن لوعة الفراق تظهر بشكل كبير في عيد الفطر، خاصة في المدن الصغرى التي لا تتوّفر على أماكن كثيرة للترفيه، ويتحدث رشيد، من مدينة تارودانت، أن إغلاق قاعات المدينة جعل اليوم الثاني من العيد يمرّ رتيبًا للغاية.
ويضيف رشيد لـCNN بالعربية أن إغلاق قاعات السينما بالمدينة جرى قبل مدة طويلة لأسباب اقتصادية بسب تراجع الزبناء، لكن ذلك جنى على عشاق مشاهدة الأفلام في السينما، خاصة في أيام الأعياد، متذكرًا كيف كانت قاعات المدينة تحقق أعلى الإيرادات في عيد الفطر، وكانت تحرص على اختيار أجود الأفلام.
ولتجاوز واقع غياب قاعات السينما، عمدت الأسر والعائلات العاشقة للفن السابع إلى استثمار الأجهزة الحديثة للاستمتاع بفيلم سينمائي في العيد، كما تستفيد القنوات الوطنية من هذا المعطى، وتبرمج في أيام العيد عددًا من الأفلام السينمائية القوية التي تحقق رقم مشاهدات جد مرتفع.
“تراجع وإغلاق القاعات السينمائية من أهم معضلات السينما في المغرب، ويعود ذلك إلى تغيّر العقليات وتراجع العشق السينمائي وعدم اهتمام الدولة بتشجيع وببناء القاعات السينمائية، بل حتى أصحاب القاعات من أولئك الذين راكموا أموالا طائلة من السينما في وقت ازدهار هذه القاعات قرروا تحويلها لقاعات للأفراح أو عمارات أو مركبات تجاربة أو بيعها لمن سيحولها لذلك، متنكرين لمصدر ثرائهم” يقول عبد الكريم واكريم، ناقد سينمائي.
ويتابع واكريم لـCNN بالعربية: “الآن لم تعد هناك إمكانية للمراهنة على صالات سينمائية كبيرة ولذلك يَكمُن الحل في المراهنة على مركبات سينمائية تضم قاعات متعددة صغيرة ومتوسطة مع وسائل للترفيه تحيط بها تشجع الجمهور على القدوم والمشاهدة. طبعا مع تشجيع أصحاب القاعات التي مازالت قائمة على ترميمها بإعفائهم من الضرائب نهائيا”.