حوار – علاء المطيري:
تصوير – علاء القصاص:
قال المنتج السينمائي هشام سليمان، إنه لو أعلنت الحكومة المصرية السماح بتصوير الأفلام الأجنبية في مصرًا مجانًا، فإن هذا القرار سيدر لمصر ملايين الدولارات، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك إمكانيات تسمح لها بأن تحتل مكانة رائدة في مجال التصوير السينمائي على مستوى العالم لأنها تملك العديد من عوامل الجذب بداية من الآثار الفرعونية إلى الصحاري والمظاهر الطبيعية الخلابة.
وفي حوار لـ”مصراوي” أوضح سليمان أن التصوير السينمائي يشبه الاستثمار والفرق بين الدول الرائدة في هذا المجال ومصر هو أن تلك الدول تنهي الاجراءات المطلوبة في ساعات وفي مصر يتطلب الحصول على تصريح لتصوير فيلم أجنبي أكثر من شهرين.
وإلى نص الحوار:
بداية.. لماذا ترى أن هناك مشكلة في تصوير الأفلام الأجنبية في مصر؟
لأنني أعمل في هذا المجال وقمت بتصوير العديد من الأفلام الأجنبية فإنني أستطيع المقارنة بين ما يحدث في مصر وبين ما نراه في الخارج عندما نذهب إلى دولة لتصوير فيلم أجنبي بها.
كيف يتعامل المصور السينمائي القادم إلى مصر؟
الفرق أنك عندما تأتي إلى مصر ربما تفكر في إلغاء الفكرة بمجرد وصولك إلى الجمارك التي تطالبك بدفع 20% من قيمة المعدات التي تصطحبها معك كخطوة أولى.
وماذا يعني ذلك لمصور سينمائي؟
يعني أنه لو كان ثمن معدات التصوير التي ستدخل بها 4 مليون جنيه فإنك مجبر على دفع 800 ألف جنيه للجمارك فقط، ومازالت الرحلة طويلة بداية من الرقابة إلى المؤسسات الحكومية المختصة والنقابات.
وكيف يتعامل في المغرب؟
في المغرب عندما يدخل المصور السينمائي إلى الجمارك يتوجه مباشرة إلى قسم “التصوير” وهو قسم خاص بالمصورين القادمين من الخارج يقدم لهم وثيقة تعرف بـ”الكارت الأخضر” يوضحون فيها الأعداد والأرقام التسلسلية للمعدات التي يصطحبونها معهم، ويوقعون في النهاية على إقرار بأنه لو لم تخرج تلك المعدات معهم عند المغادرة تصبح ملكًا للدولة.
هل ترى أن هذا النظام جيد؟
بالطبع هو مفيد لكلا الجانبين، فمن ناحية هو مفيد جدًا للمصور الأجنبي الذي يمكن أن تصل ساعات تصويره داخل المغرب إلى 150 يوم تصوير تصبح الكاميرات بعدها مستهلكة – بالنسبة له – ويكون من المجدي له تركها.
أتريد تطبيق هذا النظام في مصر؟
نعم، يجب أن يكون هناك مرونة في الاجراءات، لأن المغرب امتلك 17 كاميرا تصوير سينمائي بهذه الطريقة لأن المصور الأجنبي يترك معدات لم تعمل إلا 150 يوما مقابل السماح له بالتصوير في الدولة بينما لا تقل أيام تصوير أي كاميرا في مصر عن 1000 يوم.
لكن امتلاك مصر لآثار وطبيعة خلابة يجعلها قبلة المصورين على أية حال؟
هذا ليس صحيحا.
لماذا؟
لأن أثار مصر صنعت نسخة منها في المغرب التي صنعت نسخة من معبد الكرنك ومعبد الأقصر هناك، وفي تركيا توجد نسخة طبق الأصل لمقبرة توت عنخ آمون، وهذا يعني أنه يمكن للمصور الأجنبي أن يذهب للمغرب لتصوير مشهد داخل الآثار الفرعونية.
ما هو تصورك لعلاج هذه المشكلة؟
لو تم تخفيض أسعار التصوير في مصر بكل تأكيد سيكون ذلك وسيلة مؤكدة لجذب المصورين الأجانب، إضافة إلى تفعيل قانون “الشباك الواحد” للتعامل مع المصورين القادمين لتسهيل الإجراءات بحيث يستطيع المصور التقدم بطلب التصوير لجهة واحدة والحصول على التصريح خلال أيام.
ما هي أهم العقبات؟
الجمارك التي تطالب بمبالغ كبيرة والرقابة التي تطلب قراءة سيناريو الفيلم الذي سيتم تصويره.
ولماذا ترى مشكلة في طلب الرقابة؟
المصور الأجنبي جاء إلى مصر لتصوير يومين وسيعود.. لماذا تطلب الرقابة قراءة السيناريو، مضيفًا: “هي مالها”.
هل للمصور الأجنبي علاقة بنقابة المهن التمثيلية؟
عندما تأتي لتصوير فيلم أجنبي تطلب مبلغ 750 دولار على كل فرد في فريق التصوير يوميًا، وهذا يعني أنه لو كان فريق التصوير مكون من 10 أفراد وجاء إلى مصر للتصوير 10 أيام فإنه سيكون ملزم بدفع 75 ألف دولار للنقابة.
هل هذه مشكلة؟
طبعًا.. “ليه تلزم الأجانب إنهم يدفعوا للنقابات المصرية.. ليه؟!”.
ما هو الرقم الذي يمكن أن يدخل مصر من تصوير الأفلام الأجنبية؟
أقل عائد يمكن أن يصل إلى 100 مليون دولار، ولو تبنت الحكومة سياسية جيدة فإن تلك الصناعة يمكن أن تكون مصدر جيد للعملة الأجنبية.
وهل ذات الرقم تحصله المغرب من تصوير الأفلام الأجنبية؟
لا، في المغرب يحققون عائد 250 مليون دولار سنويًا، وبفضل القوانين الجيدة أصبحت المغرب تمتلك منشآت عالمية تم إنشائها دون مقابل هناك.
كيف؟
قانون المغرب يسمح للمصور الأجنبي إقامة أي منشآت في البلد للتصوير داخلها شرط تركها عندما ينتهي من التصوير للدولة، وهذا القانون جعل المغرب تمتلك نماذج لمباني تاريخية أنشأها المصورون ثم تركوها خلفهم بعد التصوير.
هل ترى أن هناك أمل؟
بدأنا نشعر بوجود أمل، ووزارة الأثار تحدثت عن وضع قائمة أسعار جديدة للتصوير في مصر وفي القصور والمنشآت الأثرية، ورئاسة الوزراء تعمل حاليًا على إنشاء “الشباك الواحد” منذ عامين، ونأمل أن تنتهي منه قريبًا.
ما هو الفيلم الذي صورته في مصر؟
كان لي شرف تصوير فيلم “آلهة وملوك” -Exodus Gods and Kings- وهو فيلم أمريكي تم تصويره في مصر وكان له عائد مادي جيد.
ما هو المبلغ؟
في 4 أيام تصوير كان عائد الفيلم 750 ألف دولار تم تحويلها على أحد البنوك المصرية بعد انتهاء التصوير.
كيف تجعل المصور الأجنبي سعيد بالمجئ إلى مصر؟
“الخواجة بيتبسط منك لما تقوله: “for free” – أي مجانًا- هتستفيد إيه لما تاخد منه 40 دولار للفندق إذا كان ممكن يأتي إلى مصر يصور ويشترى ويقوم بأنشطة أخرى كثيرة يعود نفعها على البلد كلها بصورة أكبر.
من هم العاملون في مجال تصوير الأفلام الأجنبية في مصر؟
يوجد 6 شركات تعمل في هذا المجال ونطلع لتطوير هذه الصناعة مستقبليًا، ونجتمع باستمرا لحل هذه المشكلات.
حل هذه المشكلة “عند مين”؟
رئيس الوزراء ووزير السياحة ووزير الآثار، ووزير الثقافة ووزير الرياضة، ووزير…
هل هذه المشكلة لدى الحكومة كلها؟
كل هؤلاء لابد أن نجلس معهم أو مع من يمثلهم لتصوير فيلم أجنبي في مصر.
ما هو الحل؟
يمكن أن يتم إصدار قانون ويتغير كل هؤلاء ونتغير نحن أيضًا معهم قبل أن نتمكن من تصوير فيلم أجنبي، غير الذي استطعت أن أصوره باستثناء من رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب الذي توقف القانون بعد رحيله.