جاليرى
– « كم مرة يرسم الفنان الشىء الذى أمامه حتى تتضح رؤياه؟ إن الوجود الذى نراه للشىء ليس هو الكيان الكامل له ولكن هناك وجودا آخر.. لا مرئيا.. وهو الوحيد الحقيقى له، لكن لا يتأتى لنا أن نحققه، وما ندركه برؤيتنا للشىء هو جزء أو سطح من الكيان اللا مرئى».
– بهذه الكلمات يشرح حسن سليمان فلسفته الفنية القائمة على البحث والتأمل والتكرار، وما هى إلا محاولات منه للإمساك بروح الشكل اللامرئى الذى لا يظهر له بكامل كيانه، وهو يؤكد فى كتاباته أن سيزان عندما رسم جبل سان فيكتوار أكثر من مرة وفان جوخ ورسومه المتكررة لحذائه وموريس أوتريللو ولوحاته الكثيرة لكنيسة مونمارتر كانت محاولات للإمساك بالشىء اللامرئى.
– تخرج حسن سليمان فى كلية الفنون الجميلة عام 1951 وحصل على بعثة مرسم الأقصر كما قام بعمل دراسات عليا فى إيطاليا. وانشغل لسنوات طويلة برسم الطبيعة الصامتة وهو مثل الإيطالى جيورجيو موراندى الذى قضى حياته فى رسم ذلك الموضوع، ولكن معالجة حسن سليمان كانت تعتمد على قوة الضوء والظل فى تجميع أشكاله وترابطها، وهناك لوحاته لمناظر القاهرة القديمة التى قضى وقتا طويلا فى شوارعها، كما أبدع أعماله للموديلات وهو يقتصد فى اللون من أجل التكوين القوى ويصنع شخوصه تحت ضوء قوى لينتج ظلالا غامقة تتصارع مع الضوء لتصنع الدراما فى لوحته وتخلق التجسيم الصلب، كل هذا ببالتة ألوان تميل للرماديات لتعطى لأعماله تفردا وخصوصية لا تخطئها عين المشاهد.
جمال هلال
صباح الخير – الثلاثاء 18 /10/ 2011
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ