مهرجان الجاز بطبرقة يطرب الجمهور بإيقاعات موسيقية متنوعة
سياحة وسفر
منية غانمي، تونس (CNN)-
– على ركح مسرح مدينة طبرقة السياحية التونسية، حضرت كل الأنواع الموسيقية في المهرجان الدولي للجاز، 3 أيام أمتعت وأطربت الجمهور الغفير وكانت كافية لدفع الحركة السياحية في المدينة ووضعها على خريطة المدن العالمية للموسيقى.
المهرجان الذي حول على امتداد السنوات الماضية مدينة طبرقة التي يمتزج فيها البحر بالغابات والجبال إلى قوة جذب سياحي وجعل منها محطة للفن، استطاع أن يقدم تنويعات عديدة ومختلفة من موسيقى الجاز والسامبا والريتم بلوز والجاز بلوز والجاز المعاصر والسالسا اللاتينية والبوب جاز والساول وإلى غيرها من الأنماط الموسيقية الأخرى التي تعود عليها الجمهور وأصبح ينتظرها كل عام .
سهرات دورة هذا العام التي انتظمت أيام 1 و2 و3 سبتمبر لم تكن مختلفة حيث أثثّها كل من الفنان المغربي “عزيز السحماوي” وفرقة “القناوا للموسيقى” و الفنانة “كاران سوزا” إضافة إلى العازفة التونسية “ياسمين عزيز”، فيما شارك في سهرة الإختتام الفنان “بوني فيلدز” و”بونس بروجاكت” من أمريكا والفنان البريطاني النيجيري الأصل ” كيزيا جونس”.
الفنان عزيز السحماوي بدى سعيدا بعودته للغناء والعزف على ركح مسرح مدينة طبرقة بعد غياب لأكثر من 10 سنوات قال لـCNN بالعربية، إنه مسرور فرح للقاء الجمهور في تونس و لتفاعله مع أغانيه ومع مختلف الأنماط الموسيقية التي قدمها على امتداد ساعتين خاصة الموسيقى القناوية لأنها قريبة منه وتجمع شعوب وبلدان المغرب العربي.
وفي هذا الجانب، عبر السحماوي عن أمله في تجاوز الخلافات السياسية بين البلدان المغاربية وتحقيق الوحدة خاصة أن هذه البلدان تجمعها اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد وهم عبارة على جسد واحد، مضيفا أنه يعتبر نفسه فنان مغاربي يقدم موسيقاه للجميع.
ويعد الفنان عزيز سحماوي المولود بمراكش المغربية، أهم الأصوات الڤناوية على الساحة الفنية المغاربية والعالمية حيث اشتهر بأغاني على غرار “غني يا نبينا” و “ألف حيلة” و “كاهنة” و “مسكية” إضافة إلى أغنية ”مكتوب مكتوب” و “أنا هيّو” ”وميمونة” وغيرها من الأغاني.
وعلى مدى 3 أيام من فعاليات المهرجان استمتع الجمهور الذي حضر بأعداد غفيرة في مسرح البازليك وتنوع بين التونسيين والجزائريين وبعض المغاربة والأجانب وتفاعل مع مختلف العروض والوصلات الموسيقية المتنوعة ورقص مطولا على أنغام الأغاني والإيقاعات التي قدمها الفنانون وفرقهم.
جمال بوخوش جزائري من مدينة عنابة صادف تواجده في مدينة طبرقة لقضاء عطلته رفقة اصدقائه مع أيام المهرجان يقول لـCNN بالعربية/ انا من هواة موسيقى الجا واعتبر نفسي محظوظا هذا العام، حضور كل الفنانين المشاركين على المسرح كان متميزا اكتشفنا معهم ألوانا متنوعة من اللحن والنغم والموسيقى المتجددة والمتطورة لموسيقى الجاز واستمتعنا برفقتهم، أتمنى ان أرى نسخة من المهرجان في عنابة”.
من جهته اعتبر حسام عمري أن هذا المهرجان شكل على مر السنوات فرصة رائعة تعرف من خلالها الجمهور على موسيقى الجاز وأصبح من عشاقها، مشيرا إلى أن الإقبال على العروض يعد أمرا طبيعيا و يبرز المكانة التي باتت تلقاها الموسيقات الغربية في تونس، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على هذا المهرجان نظرا لأهميته بالنسبة للحركة السياحية في مدينة طبرقة التي تمثل السياحة فيها المورد الرئيسي لمتساكنيها.
وكان مهرجان الجاز الدولي في طبرقة انطلق في العام 1996، وتمّ تصنيفه من أفضل خمسة مهرجانات موسيقية في العالم، لكنه منذ أحداث الثورة التونسية تعرض لعدة صعوبات، فتوقف، ليعود قبل سنة.
نبيل بن عبدالله مدير المهرجان عبر عن سعادته بنجاح هذه الدورة والحضور المتميز للجمهور رغم أنها جاءت متأخرة وتم الإعداد لها في وقت ضيق، مشيرا إلى أنها تعد دورة تمهيدية لدورة قادمة ستكون على مقاييس التقاليد العالمية يسترجع المهرجان من خلالها هيبته ومكانته في العالم بعد الصعوبات التي تعرض لها في السنوات الماضية.
وأضاف في تصريح لـCNN بالعربية أنه بتسويق هذه التظاهرة الثقافية ستساهم في تعزيز صورة تونس السياحية في الخارج وتروج لمدى انفتاحها على ثقافات الشعوب الأخرى، مشيرا إلى أنها دعمت الحركة في مدينة طبرقة ومكنت من استقطاب السياح سواء من الداخل أو الخارج.