الكثير منا يحلم بأن يسجل رقماً قياسياً باسمه في الرياضة أو العلوم أو الهوايات التي يمارسها أو أي مجال آخر، ولكن انتبه، بعض الأرقام لايجب الاقتراب منها.

 مات سوتر كان طالبا في الثانوية و عمره 19 سنة عندما ضرب إعصار مدينته في فوردلاند، ميزوري في الولايات المتحدة. كان سوتر في زيارة لجدته وعمه المعاق في منزلهما المتنقل عندما بدأ الاعصار بالاقتراب. وقف سوتر على أريكة ليغلق النافذة و هو لا يرتدي سوى سرواله الداخلي عندما سمع هديرا” تزايد صوته قوة كعشر طائرات نفاثة آتية باتجاهنا كما عبر عن ذلك لاحقاً. اقتلع الإعصار الأبواب من المنزل و بدأت الجدران بالاهتزاز، ثم ضُرب سوتر على رأسه بمصباح و فقد وعيه. شاهدت جدته جسد حفيدها يسحب إلى داخل الإعصار.

حمل الاعصار من الدرجة الثانية سوتر مسافة 398.37 متر (مسافة أربعة ملاعب كرة قدم متصلة)  و استيقظ في حقل مجاور حيا يرزق، و غير مصاب سوى بجرح سطحي. المعجزة الأخرى كانت في نجاة جدته و عمه في منزلهما المتنقل الذي بقي ثابتا بفضل وزن الأثاث الثقيل. لم يكن سوتر وحيداً في هكذا تجارب ففي عام 1999 نجت رضيعة من أوكلاهوما عندما رماها الاعصار مسافة 30 متر في حين نجت فتاة من داكوتا الجنوبية مع حصانها المهر بعد رماهما الاعصار مسافة 300 متر في عام 1955.

9 – أكثر الأزواج خصوبة

من الأسئلة التقليدية التي يتم طرحها على المتزوجين حديثاً هو عدد الأولاد الذي يرغبون بإنجابه. ومن الشائع مثلاً لعائلة واحدة أن يكون لديهم عشر أو حتى عشرين ولداً ، وخصوصاً في العالم العربي حيث يمكن الزواج بأكثر من زوجة واحدة . ولكن ماهو احتمال أن يكون لدى عائلة واحدة  87 ولدا؟

هذا الرقم القياسي مسجل حالياً باسم عائلة فيودور فاسيلييف من مقاطعة شويا في موسكو. فيودور أنجب مع زوجتين 22 توأماً ثنائياً، 9 توائم ثلاثية و 4 توائم رباعية لينجب بالمحصلة 87 ولد!

ولد فاسيلييف في عام 1707 و بدأ بالإنجاب في عمر 18 عام و بعد 40 سنة توقف عن ذلك. يقول أن جميع أطفاله ما عدا اثنين تمكنوا من النجاة و هو أمر مدهش في ذلك الوقت و عندما قوبل بعمر 75 كان 84 من أولاده ما يزالون على قيد الحياة. خصوبته كانت مدهشة لدرجة أن الامبراطورة كاثرين الثانية طلبت مقابلته في سان بطرسبرغ.

أما أكثر النساء خصوبة فهي زوجته الأولى التي لا يعرف أحد اسمها على الرغم من أنها تستحق الثناء أكثر من زوجها بعد أن قاست 27 حمل و أنجبت 69 طفلا. زوجته الثانية أنجبت 18 طفلاً من ثمان حمول.

8 – أثقل إنسان في العالم

ليس من المفاجئ أن أثقل رجل و أثقل امرأة كلاهما يأتيان من الولايات المتحدة، فمن بين جميع البلدان الولايات المتحدة امتلكت في عام 2013 أعلى نسبة بدانة، 34%.

ولد أثقل رجل في العالم جون براور ميونك في ولاية واشنطن و بعمر 12 عام كان يزن 135 كيلوغرام. تزايد وزنه بانتظام حتى وصل 635 كيلو غرام في عام 1978 و في آذار من ذلك العام عانى مشاكل تنفسية تطلبت فريقاً من 12 إطفائي أن ينقلوه إلى المشفى حيث شخص بوذمة هائلة و قدر الأطباء أنه يحمل 400 كيلوغرام من السوائل في جسمه. بقي في المشفى لسنتين مستلقيا على سريرين متجاورين و تطلب 13 شخص لقلبه كل مرة.

عندما كان في المشفى تزوج امرأة اسمها جينيت لم يزد وزنها عن 50 كيلو لذا سجلا رقما قياسيا بفرق الوزن بين الازواج و بعد أن وضع على حمية 1200 حريرة يومية خسر 419 كيلوغرام قبل أن يسرح من المشفى في عام 1980 مسجلاً رقماً قياسياً آخر في أكبر خسارة وزن، و لكن كان لذلك أثراً على جسده فتوفي في عام 1983 بعمر 41.

أما لقب أثقل امرأة في العالم فقد منح لروزالي برادفورد من فلوريدا و التي وصل وزنها إلى 544 كيلوغرام. عانت روزالي من البدانة طوال عمرها و لكن وزنها لم يخرج عن السيطرة إلى أن تزوجت و أنجبت و بعدها أصيبت بالاكتئاب بسبب وزنها فحاولت الانتحار بالمسكنات و لكن وزنها كان كبيرا لدرجة أن المسكنات لم تستطع إلا أن تجعلها تنام لعدة أيام.

بعد ذلك تلقت مساعدة من أخصائيين في خسارة الوزن و خضعت لبرنامج تمارين رياضية حيث تطلب التمرين في البداية أن تصفق يديها فقط. خلال عام واحد فقدت 190 كيلوغرام و فقدت في النهاية 317 كيلوغرام و هي أكبر خسارة وزن مسجلة لامرأة. في عام 1992 كان وزنها أقل من 136 كيلوغرام و بعدها ذهبت إلى الجامعة لتحوز شهادة في علم النفس و من ثم قامت بجولات حول الولايات المتحدة لتعطي الخطابات التحفيزية للراغبين بخسارة الوزن. توفيت في عام 2006 بعمر 63.

7 – أكبر عدد و حجم لحصيات الكلية

في كانون الثاني من عام 2009 عانى دنراج واديلي و هو صاحب متجر في الهند و عمره 45 عام من ألم بطني حاد و عند مراجعته للطبيب وجد أنه يعاني من حصيات في الكلية. قام  الطبيب بإجراء عملية جراحية دامت 4 ساعات استخرج فيها 172,155 حصية من الفوسفات و اوكزالات الكالسيوم تراوح حجمها بين المليمتر و 2.5 سم و جميعها أتت من كلية واديلي اليسرى.

أمضى الطبيب أكثر من شهر في عد الحصيات و أرسلت بعدها إلى غينيس الذين أكدوا أن واديلي أصبح حامل الرقم القياسي متغلباً على الرقم السابق و الذي كان 14,098 حصية من مريض واحد.

أما لقب أكبر حصاة فيذهب إلى الهند أيضا و بالتحديد إلى ضابط الشرطة فيلاس غوجي بعمر 37 عاما و الذي خضع في شباط 2004 لعملية جراحية استئصل فيها حصاة بقطر 13 سم. عادة لا تكون الحصيات اكبر من 9 سم. هنالك منافس آخر على اللقب و هو ساندور ساركادي من هنغاريا حيث استخرج منه حصاة بوزن 1.13 كيلوغرام بحجم حبة جوز الهند!

6 – النجاة من أسرع حادث سيارة

حقق دونالد كامبل ثمان أرقام قياسية في السرعة ما بين اليابسة و الماء و منها الرقم القياسي للسرعة على الأرض و على الماء. و لكنه حقق رقما لم يكن بالحسبان في 16 أيلول 1960.

دونالد كان الابن الوحيد لمالكوم كامبل الذي كان بدوره متسابقاً و حمل 13 لقباً في السرعة، 9 منها على الأرض، و بعد وفاة مالكوم سمع دونالد أن أمريكيا يحاول أن يكسر رقمه فهب فيه الحماس و قرر حماية إرث العائلة و قام في خمسينيات القرن الماضي بكسر الرقم بانتظام رافعا إياه من 257 كيلومتر بالساعة إلى 418. كثيرا ما قاس نجاحه على والده و كان يسأل أصدقائه ما إن سيكون والده فخورا. في عام 1960 شرع باستعادة رقم السرعة الأرضي الذي حققه البريطاني جون كوب و بلغ 634 كيلومتر بالساعة.

كان دونالد متأكدا من أن سيارته قادرة على تخطي حاجز 643 كيلومتر بالساعة و كان يقوم بجولته التحضيرية السادسة  عندما فقد السيطرة على السيارة بسرعة 586 كيلومتر بالساعة. استطاعت بنية السيارة حماية دونالد و لم يعاني سوى من كسر في الجمجمة و ثقب في طبلة اذنه.

سرعان ما عاد دونالد للتسابق خلال شهور و في عام 1964 استطاعت السيارة تحقيق رقم 648.5 كم بالساعة. بعد ذلك أراد دونالد أن يحطم الرقم القياسي المائي و مات في الرابع من يناير 1967 عندما فقد السيطرة على السيارة بسرعة تتعدى 480 كم بالساعة. بقيت جثته في قاع بحيرة كونسيستنت ووتر إلى أن اكتشفت في عام 2001.

5 – أطول وقت على حمالة في رواق مشفى

اضطرت موسوعة غينيس لإنشاء فئة جديدة لأجل توني كولنز ذو الاربعين عامام من بريطانيا عندما بقي على حمالة في رواق مشفي “برينسس مارغرت” في سويندن لمدة 77 ساعة و نصف. دخل كولنز و هو مصاب بالسكري إلى المشفى يوم السبت 24 شباط 2001 بعد أن التقط فيروسا و اضطر للانتظار على الحمالة بجانب الحمامات في تمام الساعة الثالثة ظهرا ريثما يوجد سرير فارغ في المشفى. وجد السرير الفارغ في الساعة الثامنة و النصف مساءا يوم الثلاثاء.

لسخرية القدر فبعد أن أرسل هذا الرقم لغينيس مرض كولنز مجددا و عاد إلى المشفى ذاته لينتظر هذه المرة 60 ساعة. يقول عن رقمه القياسي “للأسف فهذا الرقم متوقع أن يكسر يومياً في إطار الخدمات الصحية البريطانية”

تحققت نبوءة كولنز عندما دخل هربرت ادواردز ذو 62 عاما مشفى “غريت وسترن” في سويندن أيضاً حيث انتظر على حمالة مدة ستة أيام أي 144 ساعة و لكنه لم يكسر رقم كولنز لأنه انتظر في “منطقة مخصصة” بدلاً من الردهة. في المشفى ذاته انتظرت جون روجرز ذات 41 عاما مدة 157 ساعة، 88 منها على حمالة، ريثما يتوفر لها سرير و لكنها لم تكسر الرقم أيضاً لأن الساعات على الحمالة لم تكن متواصلة.

 4 – أكبر عدد لعمليات بتر لنفس اليد

بعض الأرقام لن تكسر لأن لا أحد يود الاقتراب منها و لكن بعضها لن تكسر بسبب الجدل الكبير الذي قد تولده. كلينت هالام و بتوره الثلاثة مثال عن هذا النوع من الارقام.

أول بتر ليد هالام حدث في عام 1984 عندما كان في سجن “كرايستشرش رولستون” في نيوزيلندا بتهمة التزوير عندما تعرض لحادث مع منشار دائري بتر يده اليمنى من فوق المعصم. استطاع الجراحون إعادة وصلها و لكنها أصيبت بالالتهابات و بترت ثانية في عام 1988.

بعد عشر سنوات عرض على هالام أن يدخل التاريخ كأول شخص يخضع لعملية زراعة يد. نقل إلى مشفى ليون في فرنسا و زرعت بنجاح يد لسائق دراجة كان قد توفى قبلها.

فقد هالام التواصل مع اطبائه و توقف عن تناول ادوية الزرع مما جعل جسمه يرفض اليد الجديدة و بترت في النهاية في عام 2001 مما أثار سخط العالم الطبي و طبيبه الفرنسي بسبب هدر يد الواهب. طلب هالام زراعة جديدة في عام 2002، لم يتلق الموافقة على الزرع حتى اللحظة.

3 – أكثر العظام المكسورة

عندما توقف إيفل كنيفل عن القفز في عام 1977 كان قد حقق 150 قفزة فوق عوائق متنوعة. فشل أو تعرض لحادث في 18 من هذه القفزات و بالنتيجة عانى من أكثر من 433 كسر في 35 موقع مختلف، و هو بحد ذاته رقم قياسي. كسر جمجمته، أنفه، فكه، كلا عظمي الترقوة، كلتا ذراعي معصميه، عظم القص، كافة أضلاعه، و ظهره خمس مرات. بالإضافة لذلك فقد كسر كلا كاحليه، بعض أصابع قدميه، ساقه اليمنى، ركبته اليمنى، عظم العص، الورك الأيسر و حوضه كسر ثلاث مرات.

و لكن أول حوادثه لم يكن على متن دراجة بل كان يحاول أن يقفز فوق دراجة مسرعة باسطا رجليه و ذراعيه و لكنه قفز متأخرأ فأصيب في أربيته (المنطقة بين البطن والفخذ) و رمي مسافة 4.5 متر في الهواء. أسوأ حوادثه على الإطلاق تعرض له عندما حاول أن يقفز فوق نوافير سيزارز بالاس في لاس فيغاس بتاريخ 31 ديسمبر 1967 مسافة 43 متر. تمكن من عبور النوافير و لكنه أخطأ أثناء الهبوط فرمي فوق الدراجة و تدحرج في الساحة ليكسر حوضه و فخذه و وركه و معصمه و كلا كاحليه و يتعرض لارتجاج دماغ وضعه في غيبوبة مدة 29 يوم.

اعتزاله القفز لم يسهم في تخفيف زياراته للمشفى، حيث احتاج لورك صناعي بعد أن وقع كنيفل في ملعب للغولف. وقع مرتين كاسرا أضلاعاً مختلفة إضافة لركبته و احتاج لعملية زرع كبد في عام 1999 بعد أن دمر الكحول كبده.

في نهاية حياته كان مثبتاً على بطنه مضخة تضخ المورفين و الهيروين الصناعي مباشرة لعموده الفقري و توفي بتاريخ 30 نوفمبر 2007 بالتليف الرئوي.

1 – أكبر عدد لمحاولات القتل دون أن يموت

لا يريد أحد أن يتنافس الناس على هذا اللقب لذا لا يوجد له رقم رسمي في موسوعة غينيس و لكن مع ذلك يوجد له عدد من المرشحين . أولهم الراهب الروسي غريغوري راسبوتين الذي و في ليلة واحدة سمم و أطلق عليه النار ثلاث مرات و خصي و رمي في نهر متجمد قبل أن يموت. و لكن اللقب لا بد أن يذهب إلى مايكل مالوي:

مالوي كان مهاجرا ايرلنديا في نيويورك و عمل سابقاً كإطفائي و لكنه وجد نفسه في يناير 1933 بعمر 50 عاما مشردا و مدمنا على الكحول. قام خمسة من معارفه بالتآمر لشراء بوليصات تأمين عليه و قتله من أجل قبضها. أحد المتآمرين كان يملك حانة و سمح لمالوي بالشرب مجانا ظناً منه أن مالوي سيموت من الكحول و مع أنه أمضى كل دقيقة من حياته يشرب الكحول إلا أنه لم يتأثر.

من حنقه قام الحانوتي و متآمر آخر باستبدال الويسكي بمضاد التجمد. بعد ست كؤوس أغمي على مالوي لكنه لم يمت. و لأسبوع كامل لم يشرب سوى مضاد التجمد. بعد ذلك قاموا بصب زيت التربنتين له و أتبع بمرهم الأحصنة المخلوط بسم الفئران و من ثم المحار النيئ المخلوط بكحول الخشب. عندما فشلت كل هذه المحاولات جربوا السردين الفاسد مع مسامير السجاد و لكن مالوي ظل واقفاً!

في ليلة باردة كانت الحرارة 25 تحت الصفر فقام المتآمرون برمي مالوي على ضفة ثلجية و صب المياه على صدره العاري. عندما لم ينجح ذلك قام أحدهم بصدمه بسيارته الأجرة و من ثم قاد السيارة فوقه للتأكد من نجاح العملية. وضع مالوي في المشفى لثلاث أسابيع وعاد إلى الحانة طالباً المزيد من الشراب. عندما ضاق بهم الأمر ذرعاً انتظروا إلى أن أغمي على مالوي و وضعوا خرطوم غاز في فمه و بدأوا بالضخ. بعد ساعة من الضخ و بعد أن تحول لون وجهه إلى البنفسجي، مات مالوي أخيرا!

كان المتآمرون لينجوا لولا أن نزاعهم حول توزيع الأموال جذب انتباه الشرطة التي علمت بخطتهم و حكم على أربعة من المتآمرين الخمسة بالاعدام على الكرسي الكهربائي. جميعهم ماتوا من المحاولة الأولى.